قارب اليونان يعمق جراح السوريين.. ألم الفقد والانتظار يكوي الأهالي المترقبين

قارب اليونان يعمق جراح السوريين.. ألم الفقد والانتظار يكوي الأهالي المترقبين

عمقت كارثة غرق قارب المهاجرين قُبالة سواحل اليونان من جراح السوريين، حيث إن القسم الأكبر من المفقودين منهم، في حين ينتظر ذَوُوهم بحرقة وألم وصول أي أخبار عنهم.

يقول إياد المنحدر من مدينة جاسم في ريف درعا: إن ابنه علي البالغ من العمر 19 عاماً لا يزال في عداد المفقودين.

وأضاف إياد الذي يعمل في مدرسة: "لم تصلني أخبار عن ابني، لم أتحدث معه، لم أسمع صوته، والدته لم تتوقف عن البكاء لمدة ثلاثة أيام".

كما أكد الرجل البالغ من العمر 47 عاماً أنه سمع في تقريرين يونانيين أحدهما يذكر ابنه بين الناجين والآخر بين القتلى.

وقال إياد: "ما زلت آمل في أن يكون من بين الناجين، نصلي إلى الله نهاراً وليلاً"، وفقاً لما نقلت وكالة "فرانس برس" وترجم "نداء بوست".

حياة أفضل

كان الشاب علي يبحث عن حياة أفضل في ليبيا، على حد قول والده، وسافر إلى هناك بالطائرة من دمشق.

وأضاف الوالد: "أخبرنا علي أنه يريد العمل في مطعم، وكان يخطط لإرسال أموال لمساعدة الأسرة".

وأكد أنه لم يكن يعرف أن ابنه يريد ركوب القارب والسفر نحو أوروبا، مضيفاً: "لو علمنا لما سمحنا له بالذهاب".

صعوبة البحث عن الناجين

قال إياد إن شقيقه اللاجئ في ألمانيا سافر إلى اليونان للبحث عن نجله علي، إلا أنه غير متفائل بشكل كبير كون "الأمر يشبه البحث عن إبرة في كومة قش".

لكن إياد استدرك بالقول: "بالنسبة لنا هو مفقود، لم نحزن ولن نحزن حتى نتأكد مما حدث".

كما أشار إلى أنه إذا تم العثور على نجله على قيد الحياة، فسيعيده إلى سورية، مضيفاً: "لا أريد أن يكون ابني بعيداً عني... ولا حتى ثانية واحدة أخرى".

وتابع: "اقترضنا مبلغاً كبيراً من المال لإرساله إلى ليبيا للعمل لا للموت".

هروب من الموت إلى الموت

وفي مدينة عين العرب الواقعة شمال حلب، قال محمد محمد: إنه ينتظر هو الآخر أنباء مصير نجله ديار البالغ من العمر 15 عاماً.

وقال محمد البالغ من العمر 48 عاماً: "كل يوم يتلاشى الأمل في رؤية ابني مرة أخرى".

كما أشار إلى أن غالبية السوريين يرغبون في الخروج من سورية بسبب الحرب وسوء المعيشة، مضيفاً: "يفرون من الموت، لكنهم يجدونه على طول الطريق".

قارب اليونان

يوم الأربعاء الماضي، غرق قارب صيد محمّل بالمهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية ما أسفر عن مقتل 78 شخصاً على الأقل.

ومن غير المعروف العدد الدقيق للركاب الذين كانوا على متن القارب، فيما يؤكد ناشطون أن المئات في عداد المفقودين.

وبحسب الأنباء الأولية فإن 141 سورياً على الأقل كانوا على متن القارب، منهم 106 أشخاص ينحدرون من محافظة درعا جنوبي سورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد