في ظل الأزمة الاقتصادية في سورية.. ماذا تشتري منحة بشار الأسد؟

في ظل الأزمة الاقتصادية في سورية.. ماذا تشتري منحة بشار الأسد؟

قرر رئيس النظام السوري بشار الأسد، صرف منحة مالية للموظفين في الدوائر التابعة للنظام، قدرها 150 ألف ليرة سورية، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والارتفاع الكبير في الأسعار.

وبحسب سعر صرف الدولار اليوم الثلاثاء، (7575 ليرة سورية) فإن منحة بشار الأسد تعادل أقل من عشرين دولار.

وجاءت هذه المنحة في أكثر أوقات السنة ارتفاعاً للأسعار، حيث تشهد سورية في مثل هذه الفترة من كل عام غلاء غير مسبوق في أسعار معظم السلع، خاصة المطلوبة في شهر رمضان وفي عيد الفطر.

الأزمة الاقتصادية تفسد فرحة رمضان والعيد في سورية

كثف مراسلو "نداء بوست" في الداخل السوري من جولاتهم على الأسواق خلال شهر رمضان لرصد حركة البيع والشراء ونقل معاناة الأهالي وتسليط الضوء على الأزمات التي تواجههم.

ورصد مراسلونا ارتفاعاً كبيراً في أسعار معظم المواد الغذائية وبشكل خاص اللحوم والدجاج والسلع التي يكثر استهلاكها خلال شهر الصيام كالأرز والسكر والحلويات.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1638223567090335745?t=eWSiL3gg-b-gsndIhpBnXg&s=19

ومع اقتراب عيد الفطر، ونزول الأهالي إلى الأسواق بحثاً عن ثياب ومواد ضيافة تلبي احتياجاتهم، وتتناسب مع إمكانياتهم المادية، أشار مراسلونا في حمص ودمشق ودرعا إلى أن غلاء الأسعار جعل التسوق حكراً على الأغنياء، أما الفقراء فيكتفوا بالمشاهدة والسؤال عن الأسعار.

ماذا تشتري الـ 150 ألف ليرة في سورية؟

يعتبر تأمين وجبة الإفطار الشغل الشاغل للسوريين في هذه الأيام، ويقدَّر الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق علي كنعان، الحد الأدنى لكلفة فطور يوم واحد في رمضان لعائلة من خمسة أشخاص بين 40 إلى 60 ألف ليرة سورية.

وأما بالنسبة لسفرة رمضان الاعتيادية للسوريين، فيؤكد كنعان أنها تتجاوز الـ 100 ألف ليرة يومياً.

وبالنظر إلى الأسعار على الأرض فإن تقديرات كنعان هذه موضع شك وأقل من الكلفة الحقيقية، حيث ارتفعت أسعار اللحوم مع بداية شهر رمضان بشكل غير مسبوق.

ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف إلى 70 ألف ليرة سورية، وسعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل 65 ألفاً بينما بلغ سعر الكيلوغرام من الدجاج 22 ألفاً.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1639616595264667649?t=h5mN51gvLYWQqfO3v8JviQ&s=19

كذلك طال الغلاء أسعار الوجبات الشعبية التي كانت ملاذاً للفقراء، حيث بلغ سعر كيلو المسبحة 15 ألفاً و400 ليرة، وكيلو الفول والحمص المسلوق 12 ألف ليرة لكل منهما.

وأما صحن السلطة الذي يعتبر طبقاً أساسياً على مائدة إفطار السوريين، فإن كلفته وصلت إلى 10 آلاف ليرة، وذلك لارتفاع كيلو الخيار إلى 8 آلاف ليرة، وكيلو البندورة إلى 4500 ليرة، وربطة البقدونس والنعنع والجرجير إلى 1500 ليرة للواحدة منها.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1638922860918980611?t=46CQWpjVyZhCc3TeMKpoYw&s=19

وبالنسبة للحلويات، فقد باتت من المحظورات بالنسبة للأهالي، حيث أفاد مراسل "نداء بوست" في حمص بأن سعر كيلو الوربات بلغ 45 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو القطايف الجاهزة 50 ألف ليرة، وسعر الفطيرة الواحدة من الجوز أو القشطة 5 آلاف ليرة.

ملابس العيد حلم بعيد المنال لفقراء سورية

رصد مراسلو "نداء بوست" حدوث ارتفاع كبير في أسعار الملابس، رغم ضعف الإقبال والقوة الشرائية، ويرجع أصحاب المحال هذا الارتفاع إلى الضرائب والإتاوات التي تفرضها الأفرع الأمنية والحواجز عليهم، وكذلك غلاء المحروقات اللازمة للتنقل ولتشغيل مولدات الكهرباء.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1645444587664867330?t=SZZ7-ysMPS-yqRtkRnlipg&s=19

وعقب جولة أجراها مراسل "نداء بوست" في أسواق مدينة حمص، أوضح أن تكلفة كسوة الطفل الواحد تتراوح ما بين 250 إلى 400 ألف ليرة، حيث تراوح سعر “الفستان” البناتي ما بين 150 إلى 250 ألف ليرة، وسعر بنطال الجينز 35 إلى 50 ألف ليرة، وثمن الحذاء تراوح سعره ما بين 15 إلى 35 ألف ليرة.

وأظهرت جولة أخرى ضمن محلات بيع الألبسة الرجالية ارتفاعاً بسعرها أيضاً، حيث تراوح سعر القميص ما بين 40 إلى 60 ألف ليرة، وسعر الجاكيت السبور 300 ألف ليرة، وسعر البنطال كتان أو جينز من 60 إلى 100 ألف ليرة سورية، في حين بلغ سعر الحذاء داخل محلات شارع الدبلان وسط مدينة حمص 150 ألف ليرة سورية.

ذر الرماد في العيون

بناء على ما سبق، وبمقارنة بسيطة بين حجم التضخم وارتفاع الأسعار مع قيمة المبلغ المقدم كمنحة، يمكن القول إن منحة بشار الأسد للموظفين في الدوائر التابعة لنظامه، لا تعدو كونها إبرة مخدر للموالين وللمقيمين في مناطق سيطرته.

كما أن هذه المنحة تؤكد المؤكد بأن آخر ما يفكر به بشار الأسد هو الموالين والمقيمين في مناطق سيطرته، فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بها إلا أنه يستخسر أن يضحي ولو بنصف مليار من 57 مليار دولار يجنيها سنوياً من تجارة الكبتاغون.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد