فرينش هيل" يطالب برفض التطبيع مع الأسد وإيجاد خطة عالمية لتحقيق تسوية في سورية
تحدث النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي، جيمس فرينش هيل، عن الزيارة التي أجراها في آب/ أغسطس الماضي إلى شمال غربي سورية ومراكز صحية في سورية وفي ولاية غازي عنتاب التركية.
ونشر هيل مقالاً على موقع "ذا هيل"، وترجمه "نداء بوست"، استهله بالحديث عن الانتهاكات الروسية التي ما زالت ماثلة في ضمائر أحرار العالم متجسدة في المذابح التي ارتكبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال غزوه غير القانوني والواسع النطاق لأوكرانيا، وفي صور الجثث في شوارع بوتشا والمدارس والمستشفيات التي تعرضت للقصف والتي ما زالت محفورة في الأذهان.
وبالإضافة إلى المذابح التي ارتكبها بوتين منذ وصوله إلى السلطة في عام 1999 وارتكابه مجازر في كل من الشيشان وجورجيا، والـ 15 ألف مدني من الأوكرانيين الذين قتلهم في دونباس وشِبه جزيرة القرم قبل فترة طويلة من شهر شباط/ فبراير الماضي، وهو التاريخ الذي كان بداية لمزيد من المجازر الروسية ضد الشعب الأوكراني في الغزو الروسي الأخير.
كما لم يفوِّت النائب الجمهوري الحديث عن مجازر بوتين في سورية، مقارناً المذابح التي ارتكبها بتلك التي سجلها التاريخ باسم جوزيف ستالين، وقال هيل: إن تلك الجرائم تم ارتكابها بالتعاون مع إيران، لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو الدكتاتور والقاتل من الجيل الثاني من آل الأسد، على حد تعبيره.
زيارة فرينش هيل إلى شمال سورية
قال عضو مجلس النواب الجمهوري: إنه "بعد 12 عاماً من الحرب في سورية والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص، وتشريد 14 مليون شخص، وعشرات الآلاف من المعتقلين، أردت أن أرى بنفسي الموت والدمار المروّعيْنِ الناجميْنِ عن شراكة الأسد مع روسيا وإيران".
وأضاف: "في شهر آب/ أغسطس، سافرت مع النائبين بن كلاين (جمهوري عن ولاية فرجينيا) وسكوت فيتزجيرالد (جمهوري عن ولاية ويسكونسن) إلى جنوب غربي تركيا للقاء الحكومة المؤقتة السورية، وكجزء من مشاوراتنا، عبرنا الحدود إلى سورية."
كما تحدث فرينش هيل عن دخوله سورية من معبر "باب السلامة" في شمال محافظة حلب، وقال: "قمنا بزيارة الأطباء الذين يعتنون بالمعاقين والمرضى في مستشفى الدكتور محمد وسيم معاذ، بالإضافة إلى ذلك، كما قمْنا بزيارة المقيمين والأطباء في دار الشفاء التابعة لفريق الطوارئ السورية (SETF) في غازي عنتاب- تركيا، وتأملنا في وجوه الأيتام في دار الحكمة التابع للفريق في سورية".
وذكر هيل مزيداً من التفاصيل عن زيارته قائلاً: "عندما نزلت من السيارة لرؤية أطفال دار الأيتام هذه والالتقاء بمعلميهم ومديريهم، غمرني حبهم ومودتهم، كانوا واقفين هناك بوجوههم الجميلة وزيهم المتواضع ولكن بكل فخر، قام كل طفل منهم بإعطائي وردة وصافحوني جميعهم، كما أن هؤلاء الأطفال الصغار البالغون من العمر ست سنوات كانوا يرفعون صور آبائهم الذين قتلوا على يد الأسد وبوتين والقوات الإيرانية".
انطباع فرينش هيل عن زيارة الشمال السوري
لقد كانت لحظة مليئة بالعواطف، إذ إن اثنتَيْ عشرة سنة مرت، انشغل الناس ووسائل الإعلام العالمية عنها بالمجازر التي يرتكبها بوتين في أوكرانيا في الحرب التي تتجاوز أهوال المعركة التي دارت على الجبهة الغربية الفرنسية في الحرب العالمية الأولى.
في الأسبوع الذي تلا مغادرتَنا سورية، ذكرت منظمة "الخوذ البيضاء" أن نظام الأسد، إلى جانب روسيا والميليشيات الموالية لها، نفذوا أكثر من 140 طلعة جوية فوق سورية، ما أسفر عن مقتل تسعة بينهم ستة أطفال، ربما من أصحاب الوجوه البريئة الذين قابلتهم في دار الحكمة.
تقاعس الدول الغربية عن إيجاد حل في سورية
وعن ربط ما يجري في سورية بالتقاعُس الغربي والأمريكي تحديداً، رأى هيل أنه ربما كانت القيادة في واشنطن وفي العواصم الأوروبية قبل 12 عاماً لتمنع هذه النتيجة "القبيحة"، وبالتالي تمنع دونباس، وشِبه جزيرة القرم، والآن حرباً واسعة النطاق في أوروبا، كما أنه من المؤسف أن الاسترضاء و"الخطوط الحمراء" غير المطبَّقة جعلتنا نحدق في وجوه الأيتام الذين يبلغون من العمر ست سنوات.
خلال مقاله عرّج هيل على مسألة إعادة قبول الأسد في جامعة الدول العربية، وقال: "حالياً يرفض معظم المجتمع الدولي العاقل قبول تواجُد بوتين في أوكرانيا، ويجب على نفس التحالف أن يتّحد وأن يرفض أيضاً محاولة الجامعة العربية الأخيرة لإعادة الأسد إلى قواعد النظام الدولي والدبلوماسية العالمية، لقد جاءت زيارتنا إلى سورية في أعقاب قيام السعودية والإمارات بإقناع أعضاء الجامعة العربية بقبول الأسد من جديد.
الحُجة لصالح انتصار الأسد هذا هي إجباره على: إحلال السلام في سورية؛ وإعادة ملايين اللاجئين في لبنان وتركيا والأردن إلى قرَاهم الأصلية؛ والحدّ من النفوذ الإيراني في سورية من خلال طرد عشرات الآلاف من المحاربين الذين استوردتهم إيران للقيام بالمجازر التي يرعاها الأسد؛ وأخيراً - وربما الأكثر أهمية بالنسبة لدول الخليج، وضع حدّ لتصنيع وتوزيع وتسميم عائلة الأسد الإجرامية على نطاق واسع للمنطقة بمخدر الكبتاغون.
الحل بخطة عالمية تعيد الاستقرار إلى سورية
وفي نهاية المطاف، شدد هيل على ضرورة العمل على إيجاد حلّ لمعاناة السوريين، حيث قال: "أنا أشك في أن إعادة قبول الأسد في جامعة الدول العربية سوف تؤدي بأيّ شكل من الأشكال إلى تعزيز هذه الأهداف النبيلة".
وبدلاً من ذلك، فإنني أدعو زملاءَنا البرلمانيين في البُلدان الديمقراطية وجميع البُلدان المحبّة للسلام على حدّ سواء إلى الحفاظ على وجود اقتصادي وعسكري، ورفض تطبيع الأسد، والتوصل إلى خطة عالمية لتحقيق تسوية سياسية في سورية تسهل الأمن في البلاد، وإقامة نظام حكم سلمي في جميع أنحاء أراضيها، ووضع حدّ لتصنيع المخدرات وتوزيعها في دول المنطقة.
عندها فقط يصبح من الممكن تنفيذ مساعدات إعادة الإعمار المطلوبة بشدة لأولئك الذين خسروا منازلهم بسبب القنابل الروسية، وألوية الميليشيات الشيعية، والزلزال المدمر الذي وقع في شباط/ فبراير الماضي، وفقاً لهيل.
المصدر: ذا هيل
بقلم: جيمس فرينش هيل
ترجمة: عبد الحميد فحام