فاينانشال تايمز": الأمم المتحدة حولت عملية تسليم المساعدات لمناطق شمال سورية إلى سلاح
كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في تقرير أن الأمم المتحدة حولت عملية تسليم المساعدات لمناطق المعارضة في شمال غرب سورية إلى "سلاح".
وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة أذعنت لرئيس النظام السوري بشار الأسد، فضلاً عن سعيه إلى تدمير البنية التحتية لتلك المنطقة بدعم روسي.
واعتبرت الصحيفة أن اعتذار مسؤول الإغاثة الأممي مارتن غريفيث، عن التأخير بمساعدة منكوبي الزلزال في مناطق سيطرة المعارضة "سرعان ما تبين بأنه سطحي"، بعد أن أعقب ظهوره توقف عبور المسؤولين الأمميين الحدود التركية إلى سورية، بأمر من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.
وأشارت الصحيفة إلى أن غوتيريش، كان قد أضاع "فرصة ذهبية" لنجدة المنكوبين في شمال غربي سورية، حيث مات الآلاف تحت الأنقاض قبل إعلان الأمم المتحدة أن الأسد سمح بدخول المساعدات إلى شمال غرب سورية خلال معبرين مع تركيا.
ولفتت إلى أن الطريقة التي يفسر بها غوتيرش، القانون الدولي تُعطينا انطباعاً بأن هذا القانون قد صمم خصيصاً لحماية "مجرمي الحرب من أمثال الأسد"، لا لحماية المدنيين.
وتساءلت الصحيفة ما إذا كان من واجب الأمم المتحدة عند حدوث مأساة بشرية بهذا الحجم أن تحترم "سيادة الدولة وحقوق الديكتاتور"، وأن تقدمها على أمن النساء والأطفال الذين يموتون تحت الأنقاض.
بدوره، أكد تقرير لـ "نيويورك تايمز"، أن الزلزال الأخير الذي ضرب سورية وضع بشار الأسد في دائرة الضوء العالمية، ومنحه فرصة للعودة إلى الساحة الدولية من خلال ما وصفته الصحيفة بـ "دبلوماسية الكوارث". ليتلقى رئيس النظام المنبوذ منذ فترة طويلة لقصفه وتعذيب شعبه خلال الحرب السورية، التعاطف والمساعدة والاهتمام من بعض الدول.
وبعد أن تجنّبه قادة عرب لأكثر من 10 سنوات بسبب الحرب، عادوا ليتصلوا به، بينما احتشد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في مكتبه والتقطوا الصور معه. كما هبطت طائرات محملة بالمساعدات من أكثر من 12 دولة بينهم حلفاء لسورية مثل إيران والصين وروسيا، بالإضافة إلى دول أخرى مثل السعودية التي كانت تدعم الثوار المطالبين بإسقاط النظام في السابق، بحسب التقرير.
ونقل التقرير عن محلل شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إميل حكيم قوله: "لا شك أن هذه لحظة جيدة للأسد"، مضيفاً أن "مأساة السوريين نعمة للأسد، لأنه لا أحد يريد إدارة هذه الفوضى".
كارثة الزلزال عززت جهوداً بطيئة من قبل حفنة من الدول العربية لإعادة الأسد إلى المسرح الدولي. وأرسلت الإمارات التي تقود الحملة، الإثنين الفائت، وزير خارجيتها إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الأسد للمرة الثانية هذا العام. وأول أمس الأربعاء، زادت الإمارات تبرعها بواقع 100 مليون دولار - ربع إجمالي نداء الأمم المتحدة الطارئ لسورية.
ورداً على هذا التواصل، قدم الأسد "تنازلاً نادراً" يسمح لقوافل مساعدات الأمم المتحدة باستخدام معبرين حدوديين إضافيين من تركيا للمساعدات بالمرور مباشرة إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة لأول مرة.
ويرى التقرير أنه بالنسبة لدولة الإمارات، فإن التحركات تجاه الأسد هي جزء من سياسة خارجية متناقضة في بعض الأحيان في المنطقة تضمنت أيضاً تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ومن المؤيدين البارزين الآخرين للأسد الجزائر، التي دفعت لإعادة سورية إلى جامعة الدول العربية، إلا أن المشهد اللافت كثيراً للنظر خلال الأسبوع الفائت هو أول طائرة إسعافات من السعودية هبطت في مدينة حلب، وهي الأولى منذ أكثر من عقد من الحرب.