عام على زلزال سورية وتركيا.. بشار الأسد المستفيد الأوحد
وجد رئيس النظام السوري بشار الأسد في كارثة الزلزال التي ضربت شمال غربي سورية وجنوبي تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير الماضي، فرصة ذهبية لإعادة إنتاج نفسه وفكّ عزلته.
"الأسد" لم يستطع حين زار المناطق المتضررة في حلب أن يتمالك نفسه أو يمسك ضحكاته التي أطلقها حين كان واقفاً فوق جثث وأشلاء الضحايا، ما يعكس شدة فرحه بهذه الكارثة التي حوّلها إلى مكاسب سياسية.
وفي أول أيام الزلزال بدأ بشار الأسد يتلقى الاتصالات من زعماء بعض الدول العربية بعد أكثر من عشرة أعوام من القطيعة، كما حطت الطائرات التي تقل الوزراء العرب والمسؤولين الأممين في مطار دمشق بعد أن كان يقتصر عمله في السابق على استقبال شحنات الأسلحة والميليشيات من إيران.
كما أنه ومع الساعات الأولى بدأت شحنات المساعدات تتدفق من الدول العربية إلى النظام السوري، بالتزامن مع عزوف الأمم المتحدة عن تقديم أي مساعدة إلى المناطق الأكثر تضرراً في سورية (الشمال الغربي) بانتظار الموافقة من النظام.
الزلزال فتح شهية العرب المتلهفين للتواصل مع النظام السوري، فوجدوا فيه فرصة لإنهاء القطيعة وإعادة التواصل معه، ومن ثم إعادته إلى الجامعة العربية، وذلك بإجماعٍ عارضته دولة قطر فقط.
وما هي إلا أشهر قليلة حتى عاد بشار الأسد إلى الجامعة العربية وتم إشراكه في القمة التي استضافتها السعودية، لتطوي بذلك "دول التطبيع" صفحة الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين وتُبيِّض صفحته الملطخة بالدماء والكبتاغون.
استغلال الكارثة دولياً
وعلى المستوى الدولي، ساهم تقاعس الأمم المتحدة عن القيام بدورها تجاه المنكوبين في مدن وبلدات الشمال الغربي، في إتاحة المجال أمام النظام السوري للمتاجرة بمأساة السوريين الذين هجّرهم إلى تلك المنطقة.
فبدأ النظام السوري مفاوضات مع الأمم المتحدة للسماح لها بإدخال المساعدات إلى الشمال من معابر جديدة بعد إغلاق المنفذ الوحيد (معبر باب الهوى) بسبب تضرر الطرق المؤدية إليه من الجانب التركي.
وبالفعل تم اعتماد معبرَي "الراعي" و"باب السلامة" لإدخال المساعدات والأكفان إلى الضحايا في إدلب وحلب، ولتبدأ مع ذلك عبارات الشكر من الأمم المتحدة وغيرها للنظام ورئيسه على سماحه بإغاثة منطقة خارجة عن سيطرته وجميع سكانها من معارضيه.
كما أن بعض اللوبيات الداعمة للنظام السوري في الولايات المتحدة وأوروبا استغلت هذه الكارثة للمطالبة برفع العقوبات عنه، بحُجة أنها تعيق تقديم المساعدات، ليتم بالفعل تخفيفها وإصدار عدة استثناءات لها.
الجدير بالذكر أن بشار الأسد تجاهل في جميع خطاباته ومقابلاته التي أجراها بعد الزلزال، الكارثة التي حلت في منطقة الشمال الغربي، رغم أنها نالت النصيب الأكبر من الضرر، ووقع فيها أكثر من 5 أضعاف عدد الضحايا الذين سقطوا في مناطق سيطرته.
https://nedaa-post.com/?p=87533