عالم عربي يربط بين عمليات القصف المتكرر والقنابل وتحفيز النشاط الزلزالي
حركة الزلازل من المنظور الجيولوجي البحت هي عبارة عن حركة صفائح قشرة الأرض فوق اللب الشمعي لها (Mantle)، فهناك خرائط رسمت لمواقع الزلازل واحتمالات حدوثها على المدى البعيد حسب خرائط حركة الصفائح الأرضية، وقد قيس فيها مركز عمق الزلازل، تسمى البؤر الزلزالية، ويتراوح بين 50 إلى 400 كم تحت الأرض.
فمثلاً خط زلزال جبال زاغروس الإيرانية يمتد إلى جبال تركيا الشرقية بالقرب منها مدينة كرمانشاه الإيرانية، وعمق بؤرة الزلزال فيها 50 كم، وقوة زلزالها تصل إلى 7 ريختر، وتتأثر المناطق التي تبتعد عن سلسلة الجبال مسافة 400 إلى 500 كم بتأثرها بعمق الزلزال فيتراوح بين ثلاث إلى خمس درجات على مقياس ريختر لأنها تعتبر من المواقع المستقرة، وذلك لسماكة الطبقات الرملية، وهذا يحدث في الصحارى عادة في منطقة الخليج المستقرة من الزلازل، وفي المنطقة العربية الصفيحة العربية صغرى (Arabian micro Plat).
وجيولوجيا حركة الزلازل في منطقة جبال شرق تركيا عبارة عن اصطدام صفيحة إفريقيا والصفيحة العربية بصفيحة قارة أوروبا، قبل 25 مليون سنة في عصر المايوسين، وبدأ من عصر البلايوسين إلى الآن، أي 20 مليون سنة إلى الآن ينفتح فتنفصل إفريقيا، ومن ثم تنفصل جزئيا الصفيحة العربية (لبنان، سورية، العراق...) عن قارة أوروبا، وعاد تكون البحر الأبيض المتوسط الحالي بالعمق الحالي، وما زال في اتساع، يعني تباعد إفريقيا عن قارة أوروبا بانفتاح واتساع نتيجة الاصطدام.
ردة فعل من هذا الاصطدام تكوّن الزلزال الذي حدث في تركيا، فهو زلزال يبدو أن بؤرته أعمق من 100كم تحت الأرض لارتفاع مقياسه أكثر من 8 درجات، فحركة الصفائح الأرضية هي في الأساس مصدر الزلازل والبراكين، وهي نشطة في جبال تركيا الشرقية نتيجة بداية انفصال الصفيحة العربية عن القارة الأوروبية التي على أطرافها تركيا وهي المتأثر الأول في هذه الحركة.
هذه الزلازل حقيقية أو مبنية على قواعد جيولوجية أصيلة، وهناك زلازل تحدث نتيجة الأنشطة البشرية في القشرة الأرضية سواء كانت القنابل التي كثرت، فكل 5 دقائق تنفجر قنبلة في القشرة الأرضية وأشهرها تجارب القنابل النووية التي تجرى في أعماق القشرة الأرضية، هذه الأعماق تسبب تصدعات كبيرة في القشرة الأرضية، مما يجعلها عرضة لتنشيط هذه التصدعات وإحداث الزلزال، فهي بين مصطنعة بشريا وخطيرة، لأنها تحول طبقات القشرة الأرضية الهشة إلى ما يسمى «سيولة الرمال»، فتغطس فيها المباني خاصة العالية. فالهزات في الطبقات العليا تكون عادة أكبر من الطبقات السفلى في الهزات الأرضية، وهناك أيضا سبب آخر للزلازل هو النشاطات النفطية وحفر الآبار النفطية سواء كانت عن طريق تكسير الطبقات أو عن طريق اصطدام الحفارة بتصدعات القشرة الأرضية نتيجة الحفر فيحدث الزلزال.
ولتخمين متى يتحرك الصدع الأرضي أو الزلزال، فالأبحاث ما زالت في بداياتها رغم دقة قياسها من مسافات بعيدة لحساسية الأجهزة، وقد تطور التخمين أو القريب الآني قبل الزلزال لكن متى يحدث فهذا من المنظور العلمي لم يحسم.
د. عبد السميع بهبهاني- جريدة الجريدة الكويتية