روسيا: مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري طويل.. والاجتماع الوزاري تأجل
أكد ممثل الرئيس الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، أن مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري طويل، معلناً في الوقت ذاته تأجيل الاجتماع الرباعي على مستوى وزراء الخارجية.
وقال يفيموف في تصريح لصحيفة "الوطن" التابعة للنظام: إن "انعقاد الاجتماع الذي كان متوقعاً يوم غد الاثنين جرى تأجيله إلى بداية أيار/ مايو المقبل".
وأشار إلى أن "الاتصالات والمشاورات مستمرة بين الأطراف المعنية للوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار".
وأقر يفيموف بأن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري طويل ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات.
ولفت إلى أن روسيا "مستمرة في جهودها لعقد الاجتماع الرباعي"، مضيفاً: "المسار طويل، لكننا نتقدم في هذا المسار خطوة بعد خطوة".
التطبيع بين تركيا والنظام السوري
في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، احتضنت العاصمة الروسية موسكو اجتماعاً ضم وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في تركيا وروسيا والنظام السوري، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها، وتطور هو الأبرز بين أنقرة ونظام الأسد منذ أكثر من 10 أعوام.
وكان من المقرر أن يكون هذا الاجتماع بداية لطريق التفاوض بين تركيا والنظام السوري، لحل المشاكل العالقة بينهما، والانتقال بالمحادثات من الجانب العسكري والأمني إلى الجانب السياسي.
ووفقاً لما أعلنت تركيا وروسيا في العديد من المناسبات، فإنه من المخطط أن يَلِيَ الاجتماعَ الأمنيَّ، اجتماعٌ لنواب وزراء الخارجية ومن ثَم وزراء الخارجية، وصولاً إلى لقاء أردوغان وبشار الأسد.
وفي وقت لاحق من ذلك الاجتماع، فرضت إيران نفسها على هذا المسار، وحولته من الصيغة الثلاثية إلى الرباعية، كما دفعت النظام لعرقلته ورفض الانخراط في المحادثات السياسية لحين إشراكها وهو ما حدث فعلياً حيث شاركت في الاجتماع الثاني قبل أيام.
https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1610200271346601986?t=WKxsWYTwRgm2AInWUqlPOQ&s=19
الاجتماع الرباعي
استضافت العاصمة الروسية موسكو، يومَيْ الاثنين والثلاثاء الماضييْنِ الاجتماعَ الرباعيَّ حول سورية، بين نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا والنظام السوري وإيران.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر دبلوماسية تركية قولها: إن المشاركين في الاجتماع تناولوا التحضيرات اللازمة من أجل الاجتماع المرتقب بين وزراء خارجية الأطراف الأربعة، حيث عبّر كل منهم عن موقفه "بشكل واضح وصريح".
وبحسب المصادر ذاتها فإن المشاركين في الاجتماع "قرروا مواصلة الاستشارات في هذا الصدد فيما بينهم".
https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1643234220754518016?t=mM22AVeUXCeg1X3Yp6dj7w&s=19
وجرت المباحثات بين وفود الأطراف الأربعة على مدار يومَيْ الاثنين والثلاثاء، فيما بدأ الاجتماع النهائي بكلمة افتتاحية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وترأس الوفد التركي بوراك أق تشابار، والوفد الروسي ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، والوفد الإيراني علي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية، فيما ترأس وفد النظام السوري أيمن سوسان نائب وزير الخارجية.
وخلال الاجتماع، اشترط سوسان على تركيا “الإعلان رسمياً وبشكل لا لبس فيه أنها ستسحب قواتها من الأراضي السورية كافة، والبدء بشكل فعلي بالانسحاب“، لإعادة التواصل بينها وبين النظام السوري.
وأضاف أن نظامه يقدِّر وساطة روسيا وإيران بينه وبين تركيا، معتبراً أن الوصول إلى الهدف المرجوّ من المحادثات بين الجانبين يبدأ من انسحاب القوات التركية من سورية، والتوقف عن دعم الفصائل المعارضة وتحديداً في إدلب”.
وقال: “لم نرَ حتى الآن أي مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سورية أو بخصوص محاربة الإرهاب والقضاء عليه في شمال غرب سورية وبالأخص في منطقة إدلب”.
تركيا: الخلاف مع النظام السوري لا يمكن حله في اجتماع أو اثنين
أكدت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، أن الخلافات والمسائل العالقة مع النظام السوري، لا يمكن حلها في اجتماع أو اثنين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده، يوم الجمعة الماضي، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة أنقرة، تعليقاً على الاجتماع الرباعي الذي استضافته موسكو.
وعن ذلك الاجتماع الذي جمع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا والنظام السوري وإيران، قال جاويش أوغلو: "يتعين استمرار الحوار ومن المفيد تكثيف المشاورات بنفس الشكل".
https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1644762910223212546?t=Zq6KeiQQ0riJknw-_LcGXg&s=19
وأضاف: "في موسكو كل طرف من الأطراف أفصح عن موقفه ورؤيته بشكل واضح وشفّاف، نريد أن نواصل هذه المرحلة بنفس الوضوح والشفافية".
وأردف: "نعلم أنّنا لن نتمكن من حل كافة المسائل في اجتماع واحد أو اثنين، نحن واضحون، ولكن يجب الاستمرار في الحوار، وثَمَّةَ فائدة في تكثيف التشاور".