روسيا تقرّ بصعوبة التطبيع بين تركيا والنظام السوري
أقرت روسيا بصعوبة التطبيع بين تركيا والنظام السوري، وأكدت أن العمل في هذا المسار "شاقّ" بسبب تباعُد مواقف الطرفين عن بعضها بعضاً.
جاء ذلك في تصريح للمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر يفيموف، نقلته صحيفة "الوطن" الموالية.
ووصف يفيموف النتائج التي تم تحقيقها بين تركيا والنظام السوري بأنها "إيجابية"، معتبراً أن "الخُطوة الأولى هي الأكثر صعوبة وأهمية".
كما زعم أن انتقال تركيا والنظام السوري إلى اتصالات عامة مباشرة بعد أكثر من عشر سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما يعتبر بحدّ ذاته "نجاحاً كبيراً".
وعن خارطة الطريق الخاصة بتطبيع العلاقات بين النظام وتركيا، قال يفيموف: إنه "يجري حالياً وضع مسودتها، ومن المقرر أن تجري المناقشة الأولى لنص هذه الوثيقة في الوقت القريب".
وأضاف: "لا أعتقد أنه ينبغي توقُّع أي نتائج اختراق سريعة في هذا الأمر، فمن الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما تم تدميره لمدة 12 عاماً".
وأردف: "ينتظرنا الكثير من العمل الشاقّ في هذا الاتجاه، ويجب الاعتراف بصراحة أن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها بعضاً".
محادثات تركيا مع النظام السوري
وفي 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، احتضنت العاصمة الروسية موسكو اجتماعاً ضم وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في تركيا وروسيا والنظام السوري، وذلك في خُطوة هي الأولى من نوعها، وتطوُّر هو الأبرز بين أنقرة ونظام الأسد منذ أكثر من 10 أعوام.
وكان من المقرر أن يكون هذا الاجتماع بداية لطريق التفاوض بين تركيا والنظام السوري، لحل المشاكل العالقة بينهما، والانتقال بالمحادثات من الجانب العسكري والأمني إلى الجانب السياسي.
وتلا ذلك الاجتماعَ الأمنيَّ، اجتماعٌ لنواب وزراء الخارجية ومن ثَم وزراء الخارجية، ومن المقرر أن يتطور الأمر وصولاً إلى لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد.
وفي وقت لاحق، فرضت إيران نفسها على هذا المسار، وحولته من الصيغة الثلاثية إلى الرباعية، كما دفعت النظام لعرقلته ورفض الانخراط في المحادثات السياسية لحين إشراكها، وهو ما حدث فعلياً حيث شاركت في الاجتماع الثاني.
الجدير بالذكر أن تركيا تقول: إن الهدف من المحادثات مع النظام السوري هو معالجة التهديدات الأمنية التي تواجهها على حدودها الجنوبية وتحديداً وجود قسد، وإعادة اللاجئين السوريين ودفع العملية السياسية في سورية.
