روسيا تعيد الحديث عن تطبيع تركيا مع النظام السوري.. ماذا قالت عن توقف المحادثات؟
أعادت روسيا الحديث عن تطبيع ضرورة تركيا مع النظام السوري، رغم مضي أكثر من ستة أشهر على توقف المحادثات بين الجانبين وعدم إحراز أي تقدم فيها.
جاء ذلك في تصريح لمبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، سفير موسكو في دمشق ألكسندر يفيموف.
وقال يفيموف إن روسيا ما زالت تعتبر أن تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري "أحد العوامل المهمة في التسوية السورية".
وأضاف: "نحن مقتنعون أن استئناف علاقات حسن الجوار التي تقوم بطبيعة الحال على احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها، لن يكون له تأثير إيجابي في الوضع في سورية فحسب، بل سيسهم أيضاً في التحسن الشامل للوضع في المنطقة كلها".
كما أشار إلى أنه في نهاية العام الماضي، وفي النصف الأول من العام الجاري، تم تنظيم عدة اجتماعات في موسكو بين ممثلين عن تركيا والنظام السوري بوساطة من روسيا، بما في ذلك على مستوى وزراء الدفاع ووزراء الخارجية.
وتابع: "بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في تركيا في أيار/ مايو الماضي، المفاوضات من هذا النوع لم تعُدْ تُعقد".
واعتبر يفيموف أنه "لا جدوى من الحديث عن إنهاء هذا التنسيق، على الأقل لأن هدف هذه المفاوضات الرئيس يلبي مصالح تركيا والنظام السوري على المدى البعيد".
وربط السفير الروسي مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري بالتطورات الدولية والإقليمية، وآخرها التطورات في غزة، زاعماً أنه "بمجرد أن يسمح الوضع سيتم استئناف العمل على تقريب المواقف بين دمشق وأنقرة".
وفي 29 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، جدد السفير الروسي في تركيا أليكسي إرخوف، استعداد بلاده لإعادة إحياء عملية التطبيع التركي مع النظام السوري، وذلك بعد أشهر من توقُّف المحادثات بين الجانبين.
وقال إرخوف: “ما زلنا على استعداد لبذل كل جهد ممكن لتعزيز التطبيع التركي السوري، ولهذا السبب، أنشأنا صيغة رباعية خاصة وبدأنا العمل ضِمن هذه الصيغة”.
كما أقر السفير الروسي خلال حديثه بوجود خلافات بين تركيا والنظام السوري عرقلت عملية التطبيع، معتبراً أن “المفاوضات والاتصالات تصبّ في مصلحة الشعبين”.
محادثات تركيا مع النظام السوري
انخرطت تركيا قبل أشهر في محادثات مع النظام برعاية من روسيا ومن ثَمّ شاركت بها إيران، وجرى عقد عدة اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات.
وحتى الآن -رغم مضيّ نحو عام على بَدْء الاجتماعات- لم يتم تحقيق أيّ تقدُّم أو نتائج لتلك المحادثات كون النظام يشترط انسحاب القوات التركية من سورية، فيما ترفض تركيا ذلك وتؤكد أن وجود قواتها مسألة أمن قومي.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، طالب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان النظام السوري بالتعاون في 3 قضايا أساسية لضمان حدوث تقدُّم في المفاوضات.
وأول تلك القضايا ضمان عودة آمنة وطوعية وكريمة للاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم.
كما شدد فيدان على ضرورة اتخاذ النظام السوري تدابير لمنع تدفُّق مزيد من اللاجئين إلى تركيا، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتحديداً حزب العمال الكردستاني.
الجدير بالذكر أن روسيا أقرت في العديد من المناسبات -وعلى لسان مسؤولين كبار- بصعوبة المفاوضات بين تركيا والنظام السوري وعدم إمكانية حدوث تقارُب سريع بينهما.