روسيا تضغط على العراق لفتح المجال الجوي أمام الرحلات العسكرية إلى سورية

روسيا تضغط على العراق لفتح المجال الجوي أمام الرحلات العسكرية إلى سورية

أكد موقع "ميدل إيست آي" الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، أن روسيا تضغط على العراق لفتح المجال الجوي أمام الرحلات العسكرية المتجهة إلى سورية.

ونقل الموقع عن دبلوماسي ومسؤولين عراقيين قولهم: إن روسيا طلبت من الحكومة العراقية إعادة فتح مجالها الجوي أمام الجيش الروسي، الذي يريد نقل القوات والمعدات إلى قواعده في شرق سورية.

وقال المسؤولون إن الممر الجوي الروسي المقترح الذي يمر عبر الأجواء العراقية سيكون أقصر الطرق وأقلها تكلفة لموسكو، بعد أن أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الطيران المدني والعسكري الروسي في نيسان/ إبريل من العام الماضي.

https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1517921746367787015?t=kYdr6jPo4ec9Gadu_Zjwsg&s=19

في بداية التدخل العسكري في سورية، واجهت روسيا مشكلات قليلة في استخدام الأجواء العراقية لتسيير رحلات جوية من وإلى سورية، إلى أن جاءت القيود التي فرضتها حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي كون هذه الرحلات الروسية كانت تهدد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسورية.

ومنذ استبدال الكاظمي بمحمد شياع السوداني في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأت هذه القيود في التراجع، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي للموقع.

زيارة لافروف إلى بغداد ونقطة التحول

زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بغداد الشهر الماضي، رفقة وفد كبير من الدبلوماسيين ورجال الأعمال، والتقى الوفد بعدد من القيادات العراقية، بينهم السوداني والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

https://twitter.com/Russia_AR/status/1622568533774241795?t=ZLiFE91MQL0VtE_lYfSl1w&s=35

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن الطرفين العراقي والروسي ناقشا سبل تعزيز العلاقات بين "البلدين الصديقين" وآليات سداد ديون الشركات الروسية العاملة في العراق.

وواجهت بغداد صعوبات في سداد ديونها الروسية بعد أن فرضت دول غربية عقوبات على موسكو رداً على غزو أوكرانيا.

ومع ذلك، قال الدبلوماسي واثنان من مستشاري السوداني إن لافروف ناقش ثلاثة ملفات مع رئيس الوزراء العراقي، كان أحدها ديون العراق المستحقة للشركات الروسية.

ويصل الدين الروسي المستحق على العراق إلى مليار دولار، وبحسب الدبلوماسي فإن هذا الرقم لا يعني شيئاً لروسيا ولا يمثل أولوية بالنسبة لها.

سورية تحضر على جدول أعمال لافروف في العراق

أكد مصدر دبلوماسي أن الحصول على وصول الرحلات الجوية العسكرية عبر العراق وتفعيل التحالف الأمني ​​الروسي - السوري - الإيراني - العراقي هما أهم ملفين ناقشهما لافروف مع السوداني.

وعام 2015 تأسس تحالف لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش بين العراق وروسيا وإيران ونظام الأسد، ولكن منذ هزيمة التنظيم، تم إهمال هذا التحالف.

https://twitter.com/araReuters/status/1622412549789556738?t=m5UZ_ZKmpzmWC-rh3JSq5g&s=35

وقال الدبلوماسي إن "الحكومة العراقية الجديدة منحت ثلاثة تصاريح طيران للروس خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن الجانب الروسي لم يتسلمها إلا قبل وقت قصير من انتهاء فترة صلاحيتها، ولم يستفد منها".

ووفقاً للدبلوماسي فإن قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة تأخرت في إرسال هذه التصاريح إلى الروس لأسباب غير واضحة، "ولم يكن هناك وقت كافٍ لتجهيز الشحنات".

وأضاف: إن استخدام الأجواء العراقية أصبح ضرورة بالنسبة للروس بعد التطورات الأخيرة، واستخدام ممرات أخرى سيكون أطول وأكثر تكلفة ويتطلب موافقة الدول الأخرى.

وأكد اثنان من مستشاري رئيس الوزراء العراقي، أن لافروف طلب منه استئناف منح الإذن للطائرات العسكرية الروسية لاستخدام المجال الجوي العراقي لمرور "الدعم اللوجستي" للقوات الروسية في سورية.

وبحسب المستشارَيْن فإن الحكومة العراقية ما زالت تناقش خياراتها.

وقال أحدهما: "الروس يستخدمون الأجواء العراقية لهذا الغرض منذ سنوات لكن الوضع حساس في الوقت الحالي.. الروس أنفسهم يتعاملون معها بحساسية، ولن يضعوا العراق في زاوية حرجة".

هل تضغط روسيا على العراق بشأن سورية؟

استبعد الدبلوماسي أن تمارس روسيا ضغوطاً على الحكومة العراقية داخل العراق إذا رفضت السماح لها باستخدام مجالها الجوي، كما استبعد مسؤولون عراقيون انسحاب شركات النفط الروسية من العراق.

وقال مسؤول عراقي كبير: إن روسيا "لن تضحي بالنفوذ الذي تؤمّنه هذه الشركات من أجلها"، لكنها قد توقف عقود توريد المعدات العسكرية وصيانة الأسلحة الروسية التي تستخدمها وزارة الدفاع العراقية.

ومع ذلك، لم يستبعد الدبلوماسي والمسؤولون العراقيون أن تبدأ روسيا في الضغط على العراق بشكل غير مباشر في سورية، وقال الدبلوماسي: "هذا يفسر مطالبة روسيا بتفعيل الاتفاقية الأمنية الرباعية".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد