روسيا تدعو مجلس الأمن للاعتراف بـ"انتهاء عهد النظام أحادي القطب
طلبت روسيا الرئيسة الحالية لمجلس الأمن عقد جلسة مناقشة مفتوحة اليوم الاثنين بعنوان "صون السلام والأمن الدولييْنِ: كفالة فعالية تعدُّد الأطراف عن طريق الدفاع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
ومن المقرر أن يترأس الجلسةَ وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأن يُقدِّم الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإحاطة الأولى فيها.
وكانت روسيا وزعت في 3 نيسان/ إبريل مذكرة حول المناقشة المفتوحة هذه، دعت فيها جميع الدول الأعضاء للأمم المتحدة إلى المشاركة بتمثيل من المستوى الوزاري.
هدف روسيا من الجلسة
يتمثل الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه روسيا وَفْق المذكرة بـ "الاعتراف بأن عهد النظام أحادي القطب والهيمنة قد انتهى".
وحول هذه الجلسة ومضمونها، يقول الباحث في مركز جسور للدراسات رياض الحسن: إن روسيا تحمّل النظام أحادي القطب "مسؤولية تعطيل كفاءة منظومة الأمم المتحدة واستقرارها، وتتهمه بخرق وانتهاك مبدأَيْ التساوي في السيادة بين الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، اللذين يعدّان حجر الزاوية في ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف الحسن أن روسيا تريد عَبْر المذكرة الموزعة التأكيد على أن هناك محاور مستقلة في العالم الجديد متعدد الأقطاب آخذة في التشكل، سواء على مستوى الدول، أو على مستوى الائتلافات بغية تحقيق "الاستقلال الذاتي التدريجي" والتمتع بحرية تقرير مستقبل أنظمتها بناء على مصالحها.
وأشار محدثنا إلى أن روسيا تلمح إلى أن هذا التشكل قد ينحو نحو تكتل عسكري، مقابل ما يشهده العالم اليوم من تعزيز التكتلات العسكرية القائمة وتقصد بها حلف الناتو.
وتسعى روسيا أيضاً إلى إثارة النقمة على ما تسميه الغرب الجماعي، الذي تقول إنه يفرض بالضغط والإكراه إرادته على الدول الصغيرة، وتحاول كسبها إلى صفها في معركتها معه، وتدعوها إلى رفض مظاهر الاستعمار الجديد مثل العقوبات المفروضة من جانب واحد، وإلى التكاتف لإرساء نظام عالمي متعدد الأطراف، يكفل التنوع الثقافي والحضاري، كما يكفل "دمقرطة العلاقات الدولية" وَفْق تعبيرها.
روسيا وهجومها على الدول الغربية
اتهمت روسيا في مذكرتها الدول الغربية بمحاولات تغيير الطابع الحكومي الدولي للأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى، وأنها تعزز بعملها وبصورة مصطنعة أطرافاً غير حكومية لديها أجندات غير شفافة.
وهذا الاتهام يأتي في ظل إصدار المحكمة الجنائية الدولية المدعومة من الأمم المتحدة مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آذار/ مارس الماضي، بشأن جرائم حرب متعلقة بترحيل أطفال ونقلهم بصورة غير قانونية من أوكرانيا إلى روسيا.
وحول التوقُّعات عن سير الجلسة قال الحسن: "هذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها روسيا إلى عقد مثل هذه المناقشات المفتوحة، وهي لا تحصل فيها على النتائج المرجوّة منها عادة".
وعلى الرغم من ذلك يقول الباحث السوري: "يبدو أن روسيا تراهن الآن على إمكانية نشوء محور حليف لها في ظل توتر الصين مع الدول الغربية حول تايوان، وفي ظل التطور الحاصل في علاقاتها مع بعض الدول العربية والإفريقية".
جدير بالذكر أن الحضور على مستوى وزراء الخارجية للجلسة، وخصوصاً الدول دائمة العضوية، فلم تؤكد أي منها مشاركة وزير الخارجية حتى الآن، حيث إنه المعهود في هذه الجلسات التعامل معها بنوع من اللامبالاة، وتعمد إظهار عدم الاهتمام بها، وامتناع رؤساء البعثات عن الحضور، والاكتفاء بوجود نوابهم، أو بعض أفراد البعثات فقط.