دراسة لمركز أبعاد تُقيِّم الحرب الأوكرانية في عامها الثالث

دراسة لمركز أبعاد تُقيِّم الحرب الأوكرانية في عامها الثالث

 

نشر مركز "أبعاد" للدراسات الإستراتيجية دراسة قيَّمت حالة الحرب الأوكرانية في عامها الثالث، تزامناً مع عدم تحقيق الأهداف التي أعلنتها روسيا منذ بداية الغزو على أوكرانيا التي تلقت مساعدات مالية وعسكرية من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

وناقشت الدراسة التغييرات الجوهرية في الوضع الأمني والعسكري والسياسي في أوروبا والشرق الأوسط على وقع الحرب التي دارت في أوكرانيا مما شكل عقبة وحيدة لا يمكن التغلب عليها أمام التوسع الروسي في أوروبا.

ولفتت الدراسة إلى أن أوكرانيا امتلكت ميزة إضافية في حربها مع روسيا، ألا وهي "الضربات المستهدفة على المنشآت العسكرية الروسية التي مكنتها من إزاحة أسطول البحر الأسود الروسي من شِبه جزيرة القرم وإطلاق ممرّ نقل بحري لتصدير الحبوب والسلع الأخرى من أوكرانيا.

وبحسب المركز فإن روسيا راهنت على شنّ حرب استنزاف طويلة على أوكرانيا، و لا تزال تعمل على تحقيق الأهداف بخلق ميزة عددية كبيرة للقوات المسلحة الروسية، حيث أصبح عدد قواتها في أوكرانيا أكبر ثلاثَ مرات مما كان عليه في بداية الحرب.

وفي سياق الانتصارات التي حققتها أوكرانيا صنّفت الدراسة هذه الانتصارات على الشكل التالي: فتح البحر الأسود، والهجوم على سيفاستوبول ومقر أسطول البحر الأسود الروسي، وهزيمة القوات الروسية بالقرب من فوغليدار، وتحرير روبوتيني وكليششيفكا، ورأس جسر في منطقة خيرسون. أما على صعيد الهزائم التي تعرضت لها أوكرانيا منذ بداية الغزو فكانت: فشل الهجوم المضاد، وفقدان مدينة باخموت، وخسارة إفدييفكا.

كما تطرقت الدراسة إلى أهمية الاتفاق الأمني بين المملكة المتحدة وأوكرانيا الذي يوفر دعماً طويلَ الأجلِ لكييف، ويُظهر لروسيا تصميم بريطانيا على مواصلة الدعم لأوكرانيا، بما فيها تطوير الصناعات العسكرية، وتكمن الأهمية الإستراتيجية للاتفاقية الأمنية مع بريطانيا في أنها إلى جانب اتفاقيات أخرى مماثلة سوف تضع الأساس لبِنْية أمنية جديدة في أوروبا.

ورجَّحت الدراسة أن روسيا تتصرف على أساس الظروف، ويعني هذا صعوبة التنبؤ الإستراتيجي، وهو ما يُبقي خطر نشوب صراعات إقليمية جديدة قائماً، وهو ما يرفع من حِدَّة أخطار التهديدات الأمنية، ويزيد من قرع طبول الحرب والاستعداد لها، وهو ما بدأنا نشهد استعدادات ومُمهِّدات له في الدول الأوروبية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد