دراسة لمركز "أبعاد" تستشرف مستقبل علاقات تركيا الخارجية بعد الانتخابات

دراسة لمركز "أبعاد" تستشرف مستقبل علاقات تركيا الخارجية بعد الانتخابات

 

ذكر مركز "أبعاد للدراسات" في ورقة تناولت مستقبل العلاقات الخارجية لتركيا بعد الانتخابات أن تركيا تُعتبر فاعلاً إقليمياً قوياً، وأن موقعها الجغرافي يمكِّنها من التأثير على الأحداث الدولية، وهذا كان جلياً خلال الحرب الروسية - الأوكرانية.

وأضافت الورقة أن البلد يحتضن ملايين اللاجئين السوريين والأفغان، بالإضافة إلى جاليات عربية متنوعة، وقد استخدمت بعض الأحزاب السياسية هذه الشريحة في حملاتها الانتخابية، ومن المهم محاولة استشراف السياسة الخارجية التي ستتبعها تركيا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وتتناول الدراسة احتمالات فوز حزب العدالة والتنمية أو المعارضة بالانتخابات، والتأثير المترتب على كل سيناريو في السياسة الخارجية التركية، وتعتمد في ذلك على وصف سلوك كل طرف وأيديولوجيته والمنطلقات التي يبني عليها سياساته.

وتوصلت الدراسة إلى أنه من غير المرجح حدوث انقلاب جذري في السياسة الخارجية التركية بعد الانتخابات، وإنما قد يحدث بعض التعديلات على السياسة الحالية. ومن المتوقع أن يحدث تحوّل كبير في النهج الخارجي إذا فاز زعيم حزب الشعب الجمهوري بالحكم.

ومن المتوقع أن يتم التركيز في الحالة الأولى على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى والبحث عن فرص لتعزيز النفوذ السياسي في المنطقة، في حين يمكن أن يتجه النهج الخارجي في الحالة الثانية إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والتركيز على حقوق الإنسان والديمقراطية.

 

https://nedaa-post.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%84%d9%83%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%8a%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9/

المعارضة والعلاقات مع النظام السوري

بناءً على نص السياسات المشتركة وتصريحات كليجدار أوغلو، يمكن القول إنه يرغب في الاتصال بالنظام السوري مباشرة، على الرغم من أن العديد من الخبراء يرون أن إقامة العلاقات مع النظام ليست سياسة خارجية موحدة بين الأحزاب السياسية التركية.

وذكرت الدراسة أن حزب المستقبل، وبالتالي أحمد داود أوغلو، يسعون إلى إقامة علاقات مع سورية بدون النظام السوري. وإذا تم تسليم وزارة الخارجية إلى داود أوغلو وفريقه، فقد تواجه السياسة الخارجية التركية طريقاً مسدوداً في موضوع القضية السورية. بينما يريد كليجدار أوغلو إقامة علاقات مع النظام، لكن وزارة الخارجية التركية بقيادة داود أوغلو لن تتجاوب مع هذه السياسة.

كما هاجم كليجدار أوغلو مراراً سكوت أردوغان عن قتل روسيا لجنود أتراك في محافظة إدلب عام ٢٠٢٠، وهذا يعزز فرضية رغبة كليجدار في التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية أكثر في حال فوزه، والتزامه بالرؤية الأمريكية تجاه الملف السوري، حيث لا تشجع واشنطن حتى الآن على تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

https://nedaa-post.com/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d9%84%d9%82-%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86/

اللاجئون السوريون

تم إعلان سياسة حول اللاجئين في حال فوز كليجدار أوغلو بالرئاسة، تتضمن إبرام اتفاقيات إعادة القبول مع بلدان المنشأ، وزيادة عدد مراكز الترحيل، ومنع التواجد الكثيف غير المنضبط للاجئين في الأحياء والمقاطعات والمحافظات، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في غضون عامين. ومع ذلك، لا يوجد تحديد واضح للآليات التنفيذية لتطبيق هذه السياسة، مما يشير إلى أنها غير ناجزة وغير واقعية وهي فقط لجذب الانتباه.

وذكرت الدراسة أن كليجدار أوغلو سيكون أكثر تشدداً تجاه اللاجئين من أردوغان، ولكن هذا لن يمنعه من إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول تجديد اتفاقية إعادة قبول اللاجئين الموقعة بين أنقرة وبروكسل في 2016، في حال وجد أن هذا النهج سيعزز من علاقته مع أوروبا ويحقق وارداً مالياً، كما يمكن أن يعمل على إقناع أوروبا بالعمل على تحسين مستوى المعيشة داخل سورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد