دبلوماسي "معارض" يدعو لدعم التطبيع العربي مع الأسد.. مَن هو وماذا قال؟

دبلوماسي "معارض" يدعو لدعم التطبيع العربي مع الأسد.. مَن هو وماذا قال؟

 

دعا الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي الغرب بقيادة الولايات المتحدة لدعم الجهود العربية في التطبيع مع نظام الأسد، ورفع العقوبات عنه في حال قدم "تنازلات" للعرب بمواجهة روسيا والصين.

وفي مقال نقله "كلنا شركاء" قال بربندي: على مدى العقد الماضي، تسببت العديد من القرارات السياسية الأمريكية التي اتخذتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية في تدهور سمعة أمريكا في الخليج. كان الموضوع المشترك بين هذه القرارات هو التخلي عن دعم المنطقة.

وزعم بربندي، أن الطريقة الوحيدة لمنع الصين وروسيا من استغلال الخلافات بين الخليج والغرب تكمن في دعم الولايات المتحدة وحلفائها لمسار التطبيع مع الأسد، وعبرَ بقوله "مع استمرار تغير المناخ السياسي في الشرق الأوسط، تستغل الصين وروسيا انعدام الثقة المتزايد بين دول الخليج والولايات المتحدة لإنشاء نظام عالمي جديد لم تعد فيه الولايات المتحدة القوة المهيمنة الوحيدة".

وأضاف: تحاول الصين وروسيا استغلال الثقة الضعيفة بين دول الخليج والولايات المتحدة لإثبات أنهما يمكنهما المساعدة في تقليل التوترات الإقليمية وحل القضايا السياسية المعلقة التي فشلت الولايات المتحدة في تحقيقها. بالإضافة إلى ذلك، تدعي الصين وروسيا أنهما يمكنهما مساعدة دول الخليج في التركيز بشكل أكبر على ازدهارها الاقتصادي الداخلي. ومع ذلك، فإن كِلا البلدين يستخدم المسرح العربي لدفع مغامرتهما الخطيرة ضد الولايات المتحدة، والتي قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة.

 

إدارة أوباما وبداية التضحية في العلاقات مع الغرب

وأضاف بربندي، أن دول الخليج بدأت تنتقل نحو هذا النظام الجديد بسبب سياسة أوباما وخلفه ترامب واستمرت في ظل إدارة بايدن، حيث تنسحب الولايات المتحدة من المنطقة بشكل تدريجي تاركة النفوذ للصين وروسيا.

وإثر ذلك عززت دول الخليج علاقاتها مع بكين وموسكو. يقود الاثنان الأخيران الجهود لتشكيل نظام عالمي جديد من خلال تسويق أفكارهما إلى دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها قادرة على تحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث فشلت القوى الأمريكية والغربية.

https://twitter.com/all4syria/status/1653902806825439235?s=46&t=_Voo1anWfKCWjcwvkf118w

التطبيع مع نظام الأسد لمواجهة النفوذ الصيني والروسي

وعدّ الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، برعاية الصين وبمساعدة من روسيا، هو مؤشر آخر على بداية نظام سياسي عالمي جديد تظهر مؤشراته في الشرق الأوسط.

مردفاً: التقارب العربي مع نظام الأسد، والذي شمل السعودية مؤخراً، يعكس حقيقة الأولويات الإقليمية، وهو مؤشر آخر على كيفية استخدام الصين وروسيا لانعدام الثقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وواشنطن لتمكين أجندتهما في الشرق الأوسط.

ودعا بربندي بشكل مثيل للجدل الولايات المتحدة والدول الغربية للتدخل في سورية، وقال: إن عدم قدرتهم على الخروج بأفكار لحل لا يعني أن الآخرين سينتظرون الحل. ومع ذلك، لا يمكنهم ببساطة السماح لروسيا والصين باستخدام جامعة الدول العربية للترويج لطريقتهما في الحل.

واعتبر بربندي الأفكار الأمريكية التي طرحتها مراكز الأبحاث في واشنطن والشخصيات العامة الأمريكية بشأن سورية تكرارًا لأفكار عامة لا تعكس فهمًا للواقع الجديد في المنطقة.

رغم أن هذا "الأفكار" تستند إلى قرارات دولية منها 2254 الذي يدعو إلى انتقال سياسي في سورية.

وطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتشجيع جامعة الدول العربية على الخروج بخريطة طريق للأزمة السورية تساعد على تحقيق الاستقرار في المنطقة وتطلعات الشعب السوري إلى الحرية مع الحفاظ على وحدة أراضي سورية.

وأضاف "يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة دعم هذه الجهود ومساعدة الدول العربية أثناء مفاوضاتها مع الصين وروسيا وإيران. على الشعب السوري والدول العربية تحديد الحل السياسي، ودعم الحكومات الغربية، وليس بتنفيذ أي أفكار روسية أو إيرانية أو صينية".

واعتبر بربندي أن تطبيع الدول العربية مع النظام قائم على "حسن النية" مشيرا إلى أن دعم الدول الغربية سيعطيها اليد العليا لطلب تنازلات من النظام في مواجهة روسيا والصين وإيران.

وقال: إن "دعم الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك التعهدات بتخفيف العقوبات إذا لبى نظام الأسد شروطاً معينة، سيكون للدول العربية يد أقوى بكثير على طاولة المفاوضات".

ويأتي هذا الطرح بالتزامن مع زيارة الرئيسي الإيراني إلى دمشق و"احتفاله بالنصر" مع نظام الأسد وتوقيع الطرفين عدة اتفاقيات تمنح إيران امتيازات اقتصادية في سورية فضلا عن تغلغلها الأمني.

وعلق فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على الزيارة بالقول: "إن استمرار النظام الإيراني ونظام الأسد في تعميق العلاقات بينهما يجب أن يكون مصدر قلق كبير ليس فقط لحلفائنا وشركائنا ودولنا في المنطقة، ولكن أيضاً للعالم على نطاق واسع".

ورداً على مطالبته بتقديم تنازلات قال رأس النظام بشار الأسد خلال لقاء إبراهيم رئيسي": هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات العالمية وما تفرزه من تحوّلات إقليمية، هذه التحولات التي أتت لتثبت صحة المبادئ السياسية لكلا البلدين، والثبات على هذه المبادئ هو الذي يعطينا القدرة على توجيه الأحداث ونتائجها في مصلحة دولنا وشعوبنا بدلاً من أن نكون كقطعة خشب ملقاة في البحر تأخذها الأمواج حيث تشاء، وهذا المخاض العالمي والإقليمي بحاجة للمزيد من التمسك بالثوابت، بالحقوق، بالسيادة، بالدفاع عن المصالح، فلا تقديم مزيد من التنازلات تحت عنوان الانحناء إلى العاصفة".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد