خفت صوتها ولن أتمكن من إنقاذها" منقذون يتحدثون لـ "نداء بوست" عن لحظات مؤثرة أثناء انتشال ضحايا الزلزال شمال سورية
في الساعة الرابعة والربع فجراً بدأت الأرض ترتجف في منزل المتطوع في فريق الدفاع المدني السوري عبدو الأحمد(33 عاماً) الواقع في بلدة "قاح" بريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية مع تركيا.
هرع الأحمد لينضم لفريق العمل بعد الاطمئنان على عائلته بعد سماعه بسقوط عشرات المباني في مناطق سرمدا وحارم وسلقين وعزمارين شمال إدلب.
يتحدث الأحمد لـ "نداء بوست" عما جرى معه خلال اليوم الزلزال، أنه "سمعت أصواتاً في البناء السكني بالقرب من مدينة حارم وعندما وصلت كانت هناك عائلة كاملة تحت الأنقاض، الأب متوفي والأم متوفي وهناك طفلتان على قيد الحياة.
وأضاف في حديثه "الطفلة كانت تعاني من ضيق تنفس شديد وتطلب مني إنقاذها، وفي هذا الوقت أحاول أن أطلب منها الهدوء لكن جثث والديها والركام كانا يضايقها كثيراً".
وتمكن الأحمد من إنقاذ الطفلة في نهاية المطاف، ولكن أكثر ما أثر فيه هو استغاثة أمراة لمدة يومين في نفس المبنى ولكن بسبب عدم وجود آليات خفت صوتها، حيث عبر عن هذا الموقف: "هذا العجز عن عدم إنقاذها يذبحني حتى اليوم".
وأحصى فريق "منسقو استجابة سوريا" أكثر من 3200 ضحية ونحو ستة آلاف مصاب في شمال غرب سورية منذ بدء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة الإثنين.
الفريق أشار في بيان، إلى أن نسبة 45% من البنى التحتية تعرضت لأضرار شملت الجملة الإنشائية لعدد من المدارس والمنشآت الطبية وعدد من المنشآت الخدمية الأخرى.
ولفت البيان إلى أن عدد المباني السكنية المدمرة أكثر من 950 مبنى مدمر كلياً ونحو 2900 مبنى مدمر بشكل جزئي، فيما بات أكثر من 11,893 مبنى آخر غير صالح للسكن، كما ظهرت التصدعات بمختلف أنواعها " الخطرة والعادية" على 7,632 منشأة أخرى.
https://nedaa-post.com/?p=64048
وأوضح أن عدد المتضررين من الزلازل الأخيرة في شمال غرب سورية أكثر من 624,894 نسمة، وتختلف الأضرار بين المادية والجزئية وفقدان الممتلكات.
المتطوع في فريق الدفاع المدني أحمد العبد الله واظب على عملية انتشال الضحايا خلال الأيام السابقة في منطقة بسنيا بريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية مع تركيا.
اختلطت مشاعر الفرح مع الحزن بالنسبة لأحمد وذلك بعد تمكن فريقهم من انتشال عائلة على قيد الحياة مكونة من 5 أفراد، أب وأم وثلاث أطفال ولكن بنفس الوقت كان هناك عائلات على قيد الحياة ماتت اختناقا وعطشاً وجوعاً.
وقال في حديث لموقع "نداء بوست": إن "أصوات الضحايا لا زال معلقاً في ذهني حتى الآن، ألعاب الأطفال وكتبهم المدرسية تحكي قصصهم وأصوات استغاثاتهم تحكي قصص عجزنا".
ولفت إلى أن "هناك طفلة تم أنقاذها بعدما احتضنتها والدتها طيلة الأيام السابقة، والأمر المفجع بأن والدتها فقدت الحياة تحت الركام.
من جهته، اعترف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أن المنظمة الدولية "خذلت الناس" في شمال غربي سورية، بعد تأخرها في إيصال المساعدات إلى المنكوبين، إثر زلزال مدمر أودى بحياة الآلاف من السوريين.
وقال غريفيث في تغريدة على تويتر: "إنهم محقون في شعورهم بأننا تخلينا عنهم، من واجبنا أن نصحح هذا الفشل في أقرب وقت".
بدورها طالبت نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية نجاة رشدي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى أهل هذا البلد جميعهم، ودعم كل سوري أينما كان.
وأكدت النائبة الأممية في تغريدة على تويتر على أهمية المساعدات "من أجل إنقاذ مئات الأطفال والنساء والرجال الذين ما زالوا على قيد الحياة تحت الأنقاض".