حمص.. أسعار الأضاحي تحول دون قدرة الأهالي على شرائها

حمص.. أسعار الأضاحي تحول دون قدرة الأهالي على شرائها

نداء بوست - سليمان سباعي - حمص

شهدت أسعار اللحوم في محافظة حمص ارتفاعاً هو الأول من نوعه تزامناً مع اقتراب حلول عيد الأضحى.

وشكّل ذلك حاجزاً منيعاً أمام الراغبين من الأهالي بالحصول على أضحية العيد في ظل الضنك المعيشي الذي يتربص بالمقيمين ضمن مناطق سيطرة النظام السوري.

إقبال ضعيف

وقال مراسل "نداء بوست" في حمص: إن الإقبال على شراء الأضاحي لهذا العام بات محصوراً ضمن شريحة معينة من ميسوري الحال الذين لديهم المقدرة المالية على شرائها.

وبات من الاستحالة بمكان إقدام ذوي الدخل المحدود على هذه الخطوة بعدما تراوح سعر الأضحية ما بين مليون وسبعمائة ألف وملونين ونصف المليون ليرة سورية.

ورصد مراسلنا في حمص أسعار الأضاحي لهذا العام مع اقتراب الأيام العشر من ذي الحجة التي يستهلها الأهالي عادة بالصيام وشراء الأغنام والأبقار استعداداً لتقديم الأضاحي خلال أيام العيد الأربعة.

وبلغ سعر كيلو اللحم الحي ضمن سوق الغنم على أطراف مدينة حمص 30 ألف ليرة سورية للغنم الثني و28 ألف ليرة سعر كيلو الفطيمة.

بينما تجاوز سعر كيلو الخروف 45 ألف ليرة سورية.

ارتفاع في الأسعار 

وفي السياق تحدث الحاج "أكرم.ك" أحد تجار سوق الغنم عن ارتفاع أسعار الأغنام مقارنة مع الأبقار لهذا العام.

ويعود ذلك لسبب رئيسي وهو إقبال الراغبين في الأضحية على أضحية الأغنام مقارنة بالأبقار التي تفوق قدرة الكثير منهم على شرائها.

وأشار إلى أن سعر أضحية الغنم أقل بكثير عما هو عليه بالنسبة للخروف، بينما يوجد فارق كبير ما بين سعر أضحية الخروف أيضاَ مع سعر البقر أو البكاكير.

وهذه الأخيرة يتجاوز سعرها العشرة ملايين ليرة سورية، في حين أن أضحية العجل لم يتم الإقبال على شرائها حتى الآن نظراً لسعرها الذي يتجاوز بدوره حاجز 17 مليون ليرة.

من جهته تحدث "خالد.م" من سكان ريف حمص الشرقي عن قيامه بشراء فطيمة (نوع مفضل من أنواع الغنم للأضاحي) قبل عدّة أشهر وقام بتربيتها وتقديم الأعلاف لها بشكل شخصي.

وأوضح أن تلك الخطوة وفّرت عليه الكثير من الناحية المادية، لافتاً إلى أنه من غير الممكن بالنسبة له شراء الأضحية بسبب الأسعار.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار اللحوم الحية مع اقتراب موسم الأضاحي إلا أن شريحة واسعة من تجار الأغنام أكدوا في حديثهم لمراسلنا أن ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية والحبوب اللازمة لإطعام الدواب خلال فترة تحضيرهم لأضاحي العيد تقاسمهم الربح مناصفة.

وأكد الحاج عبد المعطي الذي يمتلك قرابة 120 رأساً من الأغنام ما بين (فطائم وخواريف) أنه من مصلحة الجميع أن يكون السعر أقل بكثير عما هو عليه الآن.

إقبال ضعيف

وأشار إلى أن العادة اقتضت في فترات سابقة أن يكون الأهالي قد تقدموا بتسجيل عدد الأغنام التي يحتاجونها ليوم العيد، والتي تبقى بعهدتنا حتى يوم وقفة عرفات حيث نبدأ توزيعها وفقاً لجداول اسمية تم إعدادها سابقاً.

إلا أنه على الرغم من اقتراب حلول العشرة من ذي الحجة فلا يوجد أي إقبال حتى الآن على شراء أو تسجيل أدوار لما يرغب الأهالي بأخذه بسبب ارتفاع الأسعار الكبير مقارنة مع المدخول المالي للأهالي.

يُذكر أن جمعية اللحامين في دمشق التابعة لنظام الأسد أصدرت أول أمس التسعيرة الرسمية للحوم الأضاحي بما يخص غنم العواس والتي تم تحديد سعر الكيلو الواحد منها بمبلغ 32 ألف ليرة سورية.

في حين لم تشهد هذه النشرة أي التزام من قِبل تجار سوق الغنم الذين أكدوا ابتعاد تلك النشرة عن الواقع الحقيقي، المتمثل بالغلاء الفاحش والمصاريف الكبيرة التي يتكبدها التجار لإيصال الأغنام للوزن المناسب للأضاحي.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد