حزب الشعب الجمهوري التركي يُجدِّد رغبته بالتطبيع مع النظام السوري

حزب الشعب الجمهوري التركي يُجدِّد رغبته بالتطبيع مع النظام السوري

أبدى حزب "الشعب الجمهوري"، المُعارِض رغبته بالتطبيع مع النظام السوري، حال وصوله إلى السلطة في البلاد وذلك ضمن إستراتيجية لحلّ المشاكل الحالية.

وقال نائب رئيس الحزب للسياسة الخارجية إلهان أوزجيل، إن دمشق حددت شروطاً للتطبيع مع أنقرة، أبرزها انسحاب القوات التركية من شمالي سورية.

وأضاف: "بما أنه من الصعب الحديث عن سيناريو خروج (بشار) الأسد من سورية، فإن أي حكومة تركية تضع التطبيع مع سورية على جدول أعمالها، يجب أن تكون لديها إستراتيجية حول كيفية تلبية هذا المطلب".

وأشار أوزجيل إلى أن بإمكان حزبه التواصل مع الأسد في أي وقت، لكن لا يمكن سحب القوات التركية من سورية في اليوم التالي، إذا فاز بالانتخابات، من دون إنهاء المشكلة الأمنية.

وأكد السياسي التركي المعارض، ضرورة النقاش مع الأسد حول هذه القضية، إضافة إلى ملفَّي اللاجئين وإدلب، "كحزمة واحدة".

وتابع: "بالطبع هناك روسيا وراء إدارة الأسد، وإيران بجانبها، وسوف نتواصل معهم أيضاً إذا لزم الأمر، لا يمكن حل هذه المشكلة بأي طريقة أخرى".

وزعمت مصادر إعلامية عراقية، نقلاً عن مصادر حكومية، أن جهود العراق للوساطة بين تركيا والنظام السوري نجحت بالتوصل لعقد اجتماع قريب بين الجانبين في بغداد.

ونقلت وكالة "شفق نيوز" عن مصدر حكومي -لم تُسمِّهِ- قوله إنه "في الأيام المقبلة سوف تشهد العاصمة بغداد اجتماعاً يضم مسؤولين سوريين وأتراكاً للجلوس إلى طاولة الحوار، ضمن الوساطة العراقية التي يعمل عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمصالحة الجانبين وعودة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها".

وأضاف: "السوداني وفريقه الحكومي توصلوا خلال الفترة الماضية إلى نتائج إيجابية بهذه الوساطة عَبْر اتصالات ولقاءات ثنائية غير معلَنة وهناك ترحيب كبير من قِبل دمشق وأنقرة بوساطة بغداد".

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن حكومته تعمل على المصالحة بين تركيا والنظام السوري، على غرار الجهود التي قادتها بغداد بين السعودية وإيران.

وقال السوداني في تصريح لقناة "خبر تورك" التركية: "سنرى بعض الخُطوات في هذا الصدد قريباً"، مشيراً إلى أنه على اتصال مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكذلك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة.

وخلال المقابلة، قال السوداني إن مصادر التهديدات الأمنية التي تواجهها كل من بلاده والعراق من سورية تنبع من المناطق السورية "التي لا يسيطر عليها النظام السوري".

وأشار السوداني إلى دور بلاده في اتفاق التطبيع بين طهران والرياض، قائلاً: "نحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين النظام السوري وتركيا".

واستضاف العراق سلسلة من المحادثات بين إيران والسعودية قبل الاتفاق التاريخي الذي توسطت فيه الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين في عام 2023.

ويُعتبر السوداني أول رئيس وزراء عراقي يزور دمشق منذ 13 عاماً، حيث قام بزيارة في تموز/ يوليو الماضي بعد توليه منصبه في عام 2022، كما أن تصريحاته تأتي بعد زيارة أردوغان لبغداد الشهر الماضي، وهي أيضاً الأولى من نوعها منذ أكثر من عَقْد.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد