حراقات النفط البدائية خطر يهدد بكارثة بيئية في الحسكة
نداء بوست- عبد الله العمري- الحسكة
شهدت محافظة الحسكة خلال الآونة الأخيرة نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والمواشي نتيجة التلوث البيئي الحاصل في بحيرة السد الجنوبي جراء حراقات النفط البدائية.
وقال مراسل "نداء بوست": إن مياه السد الجنوبي في الحسكة تعرضت لتلوث كبير بعد وصول الشوائب والنفايات الناتجة عن الاستخراج الخاطئ للنفط من حقل تشرين.
وشهدت البحيرة نفوق أعداد كبيرة من الأسماك التي باتت تطفو على السطح، إضافة لنفوق المئات من رؤوس الماشية في القرى المحيطة بالبحيرة والتي تُعَدّ مركزاً رئيسياً لمياه الشرب.
وتتبع ”قسد” طرقاً بدائية في استخراج النفط دون تطبيق أدنى شروط السلامة البيئية وذلك نتيجة لعدم وجود عاملين مختصين يملكون الخبرة الكافية.
وبحسب مصادر محلية فإن قسد عمدت خلال قيامها باستخراج النفط إلى توجيه المياه المستخدمة أثناء عمليات الاستخراج إلى الأراضي الزراعية والوديان والتجاويف المجاورة والتي بدورها تصبّ في أحد الروافد التي تصل إلى بحيرة السد.
كما أدى تسرُّب المواد الكيماوية عَبْر التجاويف الأرضية إلى تلوث عشرات الآبار الارتوازية في القرى المجاورة كقرى طابان والعلكانة والعريشة وأم العجايز وغيرها من القرى مما تسبب بتغيير طعم ولون ورائحة المياه فيها.
وتعدى خطر المياه الملوثة الأسماك والمواشي بل أدى إلى تراجُع ملحوظ في الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها سكان المنطقة.
وبحسب مصادر هندسية مختصة فإن المياه الناتجة عن عملية استخراج النفط والتي تسمى المياه الطبقية تعتبر من المواد ذات السمية العالية نظراً لاحتوائها على كميات كبيرة من الرصاص والكبريت.
وسابقاً كانت تتم عمليات التخلص من هذه المواد عَبْر حقنها بطرق خاصة ضِمن أراضٍ معزولة بشكل جيد في قرية الدباغية القريبة من الحقل لمنع تسربها نحو المياه الجوفية أو الينابيع القريبة.
وتسيطر قسد على أغلب الحقول والآبار النفطية في محافظة الحسكة ومحافظتَي الرقة ودير الزور وتقوم بعمليات استخراج وبيع النفط بطرق بدائية تحت غطاء من قوات التحالف الدولي المنتشرة في محيط تلك الآبار.