جسور للدراسات" يتوقع احتواء الولايات المتحدة لمسار التطبيع العربي مع النظام السوري
توقَّع "مركز جسور للدراسات"، أن تبادر الولايات المتحدة، لاحتواء مسار التطبيع العربي مع النظام السوري، وتوظيفه بما يخدم الحل السياسي في سورية.
جاء ذلك في ورقة تحليلية نشرها المركز اليوم السبت، تناولت البيان الختامي لاجتماع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد في الرياض في السابع من الشهر الجاري.
وخلصت الورقة إلى أن البيان "الأمريكي - الخليجي" يعكس بوادر احتواء أمريكي لمسار التطبيع العربي مع النظام السوري الذي يحاول السير بعيداً عن قرارات مجلس الأمن، وعن دور الأمم المتحدة في رعاية العملية السياسية.
وأكد المركز أن هذا الموقف "إن لم يُسهم في تنشيط العملية السياسية الأممية في سورية، فهو بالتأكيد سيؤثّر على جدوى التطبيع العربي الجماعي مع النظام، ويمنع النظام وحلفاءه من فرض معادلتهم للحل".
واستعرضت الورقة البيان المشترك، الذي أكد على أن الحل السياسي يجب أن يكون عَبْر منهج خُطوة مقابل خُطوة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، وعلى النحو المتفَق عليه خلال اجتماع عمّان التشاوُري.
وبخصوص اللاجئين، أكد البيان على ضرورة تهيئة الظروف الآمنة لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين والنازحين داخلياً بما يتفق مع معايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
كما أكد البيان على معالجة موضوع المحتجَزين تعسفياً والمفقودين، على النحو الوارد في بيان عمّان وقرار مجلس الأمن 2254، وبالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية.
وأشارت الورقة إلى إهمال ذكر إعلان جدة للقمة العربية المتضمن قرار الجامعة العربية بخصوص إعادة النظام إليها الذي تجاوز قرارات مجلس الأمن، ودور الأمم المتحدة.
وكذلك أهمل بيان الاجتماع الأمريكي الخليجي ذكر بيان اجتماع جدة التشاوُري في 14 نيسان/ إبريل وتركيزه على بيان عمّان الذي اشترط أن يكون مسار الحل منسجماً مع القرار 2254، كما اشترط أن يلتزم النظام بإجراءات محددة في الوضع الإنساني والأمني والسياسي، وأن يكون ذلك كله بالتعاون والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة.
جدير بالذكر أن بيان عمّان هو المبادرة الأردنية التي عرضها الملك عبد الله على الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف عام 2021، من أجل إقناعه بضرورة وجود دور عربي للحلّ في سورية عَبْر الانخراط مع النظام وتطبيع العلاقات العربية معه.
وحينها لم تُعطِ واشنطن موقفاً واضحاً من المبادرة، إلا أن المركز يرى أن الولايات المتحدة تبدو الآن أكثر استعداداً لإبداء موقف واضح تجاه المبادرة الأردنية، وأنها قد تُبدي دعماً مشروطاً لها، والتعامل معها كإحدى سياسات الاحتواء للنظام الهادفة لتعديل سلوكه.