جسور للدراسات": هناك إستراتيجية أمريكية لتقويض أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية
كشف "مركز جسور للدراسات" عن وجود إستراتيجية أو سياسة لتقويض أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية، لا سيما بعد أن تم استهداف مقرات الميليشيات الإيرانية في حي الحميدية بمدينة دير الزور.
وأشار المركز إلى أن الاستهداف جاء بعد تنفيذ عملية عسكرية أطلقها التحالف مع قوات سورية الديمقراطية باتجاه الحدود العراقية وتهدف إلى ضبط الحدود.
وتعرّض صباح الأربعاء 8 آذار/ مارس 2023، أحد مقرات الميليشيات الإيرانية في حي الحميدية بمدينة دير الزور، للقصف بالطيران المسيّر التابع للتحالف الدولي. والموقع المستهدف عبارة عن منشأة رئيسية لتصنيع وإنتاج المواد المخدّرة؛ حيث يحتوي على موادّ أولية ومكابس لإنتاج الحبوب.
وبحسب المركز فإن هذا الاستهداف جاء بعد أيام قليلة من زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي لشمال شرق سورية، وزيارة مماثلة قام بها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى الأردن التي طلبت منه رسمياً المساعدة في خوض "حرب المخدّرات" المتنامية على الحدود "الأردنية – السورية".
ولفتت الدراسة إلى أنه منذ مطلع عام 2022 تزايد اعتماد الميليشيات الإيرانية على مدينة دير الزور كمركز لتجميع وتصنيع وترويج المواد المخدّرة للسوق المحلي والخارجي؛ حيث تعمل على نشرها ضِمن مناطق سيطرة قسد، وتنقلها عَبْر البادية إلى منشآت ومرافق للتعبئة والتخزين جنوب سورية ومنها نحو الأردن والخليج العربي وغيرها.
وأوضح المركز أن الاستهداف الأمريكي الأخير لأحد مواقع الميليشيات الإيرانية في دير الزور يدل على عدد من النقاط.
وأوضح "مركز جسور" أن إحدى النقاط هي زيادة النشاط العسكري الأمريكي في سورية بموجب مهامّ جديدة تشمل مكافحة المخدرات، وليس فقط مكافحة الإرهاب. وبعد إصدار الولايات المتحدة نهاية عام 2022 قانون محاربة الكبتاغون أصبح بإمكان القوات الأمريكية في سورية استهداف أنشطة الميليشيات الإيرانية ذات الصلة بعدما كانت الضربات سابقاً لا تقوم على أي أساس قانوني.
كذلك من بين النقاط إكساب الولايات المتحدة طابعاً جدّياً لزيارة مسؤوليها العسكريين إلى المنطقة، وإيصال رسالة تحذيرية مفادها الاستعداد التامّ لاستخدام القوة العسكرية بعد التراجُع في المسار السياسي والدبلوماسي.
ولفتت الدراسة إلى وجود إستراتيجية أو سياسة لتقويض أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية، لا سيما أنّ الاستهداف جاء بعد تنفيذ عملية عسكرية أطلقها التحالف مع قوات سورية الديمقراطية باتجاه الحدود العراقية وتهدف إلى ضبط الحدود، إضافة إلى إعلان جيش سورية الحرة في 6 آذار/ مارس، ضبط شحنة مخدرات في منطقة التنف، كانت متجهة إلى الأردن ودول الخليج العربي.
واستبعدت الدراسة أن تدعم الولايات المتحدة أو تنسّق مع المجموعات المحلية جنوب سورية أي درعا والسويداء لملاحقة وإبطال تصنيع وترويج وتصدير المخدرات في مناطق انتشار الميليشيات الإيرانية، على غرار الدعم والتنسيق الذي قدّمته لهم في مكافحة الإرهاب، لا سيما أنّ هذه المجموعات تنشط لأجل هذا الهدف. على سبيل المثال، استهدف مجهولون مطلع شباط/ فبراير، مقرّاً تستخدمه الميليشيات المدعومة من إيران في تصنيع الكبتاغون في بلدة خراب الشحم غرب درعا، مما أدى لتعطيل العمل فيه.
وتوقع المركز أن تكون هناك مرحلة جديدة بدأت من قِبل التحالف الدولي إلى جانب شركائه المحليين، وبتوافُق عربي وإسرائيلي، تهدف إلى تقويض أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية عَبْر استهداف منشآت ومرافق وطرق نقل المخدرات في سورية، والذي من شأنه أن يشمل أيضاً العديد من مخازن ومستودعات وعربات نقل الأسلحة والذخائر، لا سيما أنّ كثيراً من المواقع يتم استخدامها بشكل مشترك للمخدرات والأسلحة.