جسور للدراسات": لا مصلحة لإيران في إشعال الجبهة السورية ضد إسرائيل
كشف مركز "جسور للدراسات" في دراسة أنه ليس لصالح إيران أن تذهب بأي تصعيد راهن لمرحلة إشعال الجبهة "السورية – الإسرائيلية" لأسباب عديدة.
وأرجعت الدراسة الأسباب إلى أن مساعي إشعال الجبهة الشمالية تقوّض جهود إيران في تطبيع علاقات النظام السوري مع محيطه العربي، لا سيما أنّ أحد أبرز شروط التأهيل هي تقليص أنشطة الميليشيات الإيرانية جنوب البلاد، وهو ما يتعارض تماماً مع أي تصعيد قد ينطلق من محافظتَيْ درعا والقنيطرة.
وأوضحت أن مساعي إشعال الجبهة الشمالية تؤثّر بشكل كبير على الخروقات التي حقّقتها إيران في التهدئة الإقليمية، لا سيما بعد الاتفاق مع السعودية برعاية صينية، والذي تهدف منه لفتح المجال أمام المسارات الدبلوماسية والسياسية للاقتصاد بالمجهود الحربي الذي استنزفها خلال السنوات الماضية وأثّر على الداخل الإيراني وما يتعلق بمستوى معيشته.
https://twitter.com/jusoorstudies/status/1645827004653084674?t=QsO6ym_WcCGdNI4s-3GvGw&s=19
ولفت المركز إلى أن زيادة أو تراجُع التصعيد المضبوط والمنتظم الذي يحكم الحالة العسكرية الإيرانية في سورية، تتناسب مع نفوذ إيران في المنطقة وأهداف سياستها الخارجية الراهنة، أي دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة انطلاقاً من الجبهة السورية.
وبحسب المركز فإن هذا ينطبق أيضاً على حالة التصعيد مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد القصف الصاروخي والجوي الذي قامت به الميليشيات الإيرانية ضد القواعد الأمريكية شرقي سورية في نيسان/ إبريل 2023، والذي يهدف غالباً إلى التلويح بالتصعيد لتحقيق مكاسب سياسية، لا سيما تلك التي تتعلّق باستئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 8 نسيان/ إبريل 2023، رصد إطلاق 3 صواريخ من سورية باتجاه هضبة الجولان المحتلّ، وبعد يوم واحد ردّت إسرائيل بتوجيه ضربات ضد أهداف تابعة لإيران جنوب البلاد.
وأوضح المركز أن إسرائيل تتوقع على ما يبدو قيام إيران بدعم الفصائل الفلسطينية لتأسيس بِنْية تحتية في سورية من أجل استهدافها سواءً بالصواريخ أو عَبْر عمليات التسلّل البري لتنفيذ عمليات في العمق، لا سيما أنّ المصالحة بين النظام وحماس التي رعتها إيران كانت تتضمن إعادة افتتاح مكاتب الحركة في دمشق وربما معسكرات تدريب خاصة بها أيضاً.
https://nedaa-post.com/?p=69899
واعتبرت المركز أن لإيران فعلاً قدرة على التصعيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة انطلاقاً من سورية؛ نظراً لانتشارها العسكري الإستراتيجي جنوب وشرق البلاد؛ حيث حرصت منذ بداية تدخُّلها على تعزيز نفوذها فيهما، لأهميتهما بالنسبة لمشروعها في المنطقة، وكونهما يوفران لها الظروف الجغرافية للتأثير العسكري ضد خصومها.
وأوضح أنّ استخدام إيران لمناطق جنوب سورية في قصف الجولان المحتلّ تزامُناً مع التصعيد الذي شهده الأقصى وقطاع غزة وجنوب لبنان، يعني التهديد بإشعال الجبهة السورية، أي أنّها تحاول إظهار حجم قواتها ونطاق انتشارها وقدرتها على التأثير العسكري انطلاقاً من الساحة السورية، مع قدرتها على توسيع نطاق نقاط الانطلاق كما حصل خلال التصعيد الأخير.
قوائم إسرائيلية لقياديين يعملون ضدها في سورية
كشفت صحيفة "هآرتس" قائمة تضم أسماء قياديين إيرانيين وآخرين من "حزب الله" يعملون ضد إسرائيل من سورية، وآخرين قتلوا بضربات إسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيلية قولهم لصحيفة "هآرتس"، إن القائمة تضم رئيس قسم سورية ولبنان في "فيلق القدس" علي حسن مهدوي، ويعمل معه رئيس مكتب الدعم، المسؤول عن إيصال الذخائر والأسلحة من إيران إلى لبنان وسورية، رازي أحمد موسوي.
كما شملت القائمة، أمير حاجي زادة، الذي يتولى مسؤولية التعاطي مع التطورات التكنولوجية في الأسلحة الجديدة، ويعمل من قاعدة قرب دمشق، ومعه المسؤول عن منطقة حلب، غلام حسن حسيني، وهو مشرف على تحديث الصواريخ وجعلها أكثر دقة.
https://nedaa-post.com/?p=69934
ويعمل مع حاجي زادة وحسيني، ثلاثة مسؤولين من سورية ولبنان يخضعون لمسؤولية "حزب الله" اللبناني، وهم: عباس محمود زلزلي وعباس محمود الدباس وجلال اللبناني، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.
وأكد الضباط الإسرائيليون، أن عشرة من أبرز القادة الإيرانيين قتلوا نتيجة نشاطاتهم في سورية منذ عام 2018، الأمر الذي بات يقلق ضباطاً كثيرين.
ومن بين القتلى إحسان كربلاوي فور ومرتضى سعيد نجاد، اللذان قُتلا قبل عام بغارة على موقع سري أعده لهما زلزلي والدباس قرب دمشق، إضافة إلى داود جعفري، قائد الدفاع الجوي في سورية، الذي قضى بانفجار سيارته، ولم يتم تعيين شخص آخر مكانه.
نتنياهو يتوعد بشار الأسد
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رئيس النظام السوري بشار الأسد، بدفع "ثمن باهظ" إذا واصل السماح بشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل.
وأشار نتنياهو بالقول: إنه "يعرف نظام الأسد أن الثمن الذي فرضناه ليس سوى البداية. إذا استمر في السماح بإطلاق الطائرات بدون طيار من الأراضي السورية تجاه إسرائيل فسوف يدفع ثمناً باهظاً".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: إن جيش بلاده ضرب أهدافاً إيرانية ولقوات النظام في سورية.
واعتبر نتنياهو، أن "إسرائيل ترزح تحت هجوم إرهابي كبير"، متعهداً بإعادة "الأمن والهدوء" خلال ولايته.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل "تتجهز لعمليات كبرى على جميع الجبهات إن اقتضى الأمر، وأنها ستقضي على الخطر الذي يهددها".
وأضاف: "أعداؤنا ينظرون إلينا ونحن منقسمون، ويعتقدون أنهم سينتصرون علينا عبر هجمات من سورية ولبنان وغزة".