جرمانا على صفيح ساخن.. ما قصة التوترات وما دور النظام السوري فيها؟
شهدت مدينة جرمانا جنوب شرقي العاصمة دمشق، الليلة الماضية، توترات كبيرة وفوضى عارمة تخللتها اشتباكات وتكسير محال تجارية.
وبحسب مصادر محلية فإن سبب التوتر هو خلاف بين عائلة من مخيم جرمانا الذي يقطنه لاجئون فلسطينيون، وأخرى من أهالي المدينة.
وبدأ التوتر مساء يوم السبت الماضي، بعد إصابة الشاب أسامة الحلبي بطلق ناري طائش، أثناء محاولته فض شجار بين شبان من المخيم في حي كرم الصمادي.
وأثارت إصابة الحلبي غضب أقاربه، وزاد من ذلك، نشر وسائل إعلام تابعة للنظام (إذاعة شام إف إم - أثر برس) مساء أمس الأحد أنباء تزعم أن الشاب فارق الحياة متأثراً بجراحه، وذلك نقلاً عن رئيس بلدية جرمانا.
كما تزامن ذلك مع تحريض من جهات تابعة للنظام السوري ضد ”الغرباء” وبشكل خاص اللاجئين الفلسطينيين، وتحميلهم سبب المشاكل الأمنية والخدمية في المنطقة.
ودفع هذا التحريض مجموعة من أبناء المدينة من أقارب وأصدقاء الحلبي إلى الهجوم على فلسطينيين في حي كرم الصمادي ومخيم جرمانا، وتكسير محالهم التجارية.
https://twitter.com/Xd60euW24gEtWPp/status/1683241721377832962?t=hTfMjJC7EfuUSDhInSneZg&s=19
كما تخلل ذلك مواجهات بالأسلحة البيضاء والعصي، وإطلاق نار، ومع تصاعد التحريض امتدت المواجهات إلى الشارع الرئيسي في المدينة حيث تم الاعتداء على محلات تجارية لمواطنين عراقيين.
وأدت هذه الفوضى إلى إصابة عدة أشخاص بجروح، ووقوع أضرار مادية كبيرة في المحال التجارية، والتي قيل إن بعضها ملاهٍ ليلية.
ووفقاً لمصادر محلية فإن التوترات انخفضت حدتها بعد تدخل وجهاء المدينة ورجال الدين فيها، حيث طلبوا من الشبان التوقف والعودة إلى منازلهم.
ولم تتدخل قوات النظام السوري في المشكلة واكتفت بأخذ دور المتفرج، لحين توقف المواجهات حيث دخلت دوريات شرطة إلى جرمانا وانتشرت في بعض الأماكن العامة.
الجدير بالذكر أنه لم تظهر خلال الفوضى التي شهدتها المدينة أي حركة احتجاجية تندد بسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مناطق سيطرة النظام، كما أنه لم يتم ترديد أي شعارات سياسية.