تهديد اللاجئين السوريين بالترحيل من لبنان يحرم أطفالهم من التعليم

تهديد اللاجئين السوريين بالترحيل من لبنان يحرم أطفالهم من التعليم

امتنعت عائلات سورية لاجئة في لبنان، عن إرسال الأطفال إلى المدارس، بينما توقفت أعمال اللاجئين على خلفية حملات الترحيل "القسري" التي تقوم بها السلطات اللبنانية، وسط حالة من الذعر وعدم الاستقرار بين الأسر اللاجئة.

وأشار لاجئون سوريون إلى أن مستقبل الأطفال في المراحل الانتقالية بات مهدداً، لكن مخاوف التعرض للترحيل "القسري" تجبر الكثيرين على البقاء في المنزل، وعدم المجازفة بخطر الرجوع إلى سورية، وفق "المدن".

بدورها، أكدت معلمة في مدارس اللاجئين، أن أعداد الطلاب السوريين في تضاؤل يومي، لافتة إلى أن البعض يبرر غيابه بالنزوح إلى منطقة أخرى أو بالمرض.

وأوضحت المعلمة أن الكادر التعليمي يخشى أن تذهب مساعيه في مهب الريح، بعد محاولته في الأشهر الأخيرة تعويض النقص التعليمي على اللاجئين في أشهر الإضراب تارةً، بسبب شرط الدمج وتارة أخرى بسبب الإضرابات المطلبية.

لا يوجد مناطق آمنة في سورية

كشفت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" ناديا هاردمان، أنه لا يوجد مناطق آمنة في سورية لعودة اللاجئين من لبنان.

وأضافت هاردمان، أن شروط سلامة السوريين في هذه المناطق، "خصوصاً في نطاق سيطرة النظام السوري"، غير متحققة، إذ "لا يمكن ضمان أمنهم، ولا يمكن مراقبة ما يحصل".

وحذرت هاردمان من أن المناطق الآمنة "يمكن أن تكون مخادعة"، وقد "لا تؤمن الحماية الحقيقية".

وأشارت أن ما سبق يعني أن "مختلف شروط العودة الآمنة والكريمة غير مؤمنة"، ولذلك لن تكون الأمم المتحدة جزءاً من هذا المشروع، وفق صحيفة "النهار" اللبنانية.

وأكدت هاردمان أن ترحيل السوريين من لبنان غير قانوني، مطالبة بإيقافه وعدم إجبار أي لاجئ على العودة إلى بلده، في ظل "الخطر المحتمل" الذي قد يتعرض له، كما دعت إلى دعم الدول المستضيفة للاجئين.

سوريون يفضلون قوارب الموت

أكد لاجئون سوريون في لبنان، أنهم يفضلون الهجرة على متن "قوارب الموت" عبر البحر على العودة إلى سورية، في ظل تزايد الحملات الأمنية اللبنانية لترحيل من لا يمتلك منهم وثائق إقامة سارية.

وقال لاجئ سوري في لبنان: إنه مستعد لإضرام النار في نفسه وإحراق عائلته في حال تقرر ترحيله قسرياً إلى سورية، لافتاً إلى أنه يفضل رمي نفسه في البحر والغرق بدلاً من الترحيل.

وأضاف اللاجئ أن الأمن العام اللبناني يرفض تجديد أوراقه الرسمية ويشترط وجود كفيل أو سند إقامة أو عمل، مشيراً أن السلطات اللبنانية تعقد مسألة معاملات السوريين، حتى أصبح وجود غالبيتهم غير شرعي، وفق "العربي الجديد".

وأوضحت لاجئة سورية أنها تمنع أولادها من الذهاب إلى العمل، أو حتى الخروج لشراء حاجاتهم، خشية الترحيل، وتؤدي هي هذه المهمة على عجل.

ولفتت اللاجئة إلى أن لديها خمسة شبان بينهم مطلوب للخدمة العسكرية في سورية، مؤكدة أنها خسرت منزلها وأملاكها في إدلب ولا يوجد مكان آمن يعودون إليه.

لبنان يرحل سوريين مسجلين لدى مفوضية اللاجئين

وكشفت وكالة "فرانس برس" أن السلطات اللبنانية أوقفت ورحلت لاجئين سوريين مسجلين لديها، مشيراً إلى تفريق أطفال عن عائلاتهم في بعض الحالات.

ونقلت الوكالة عن مصدر في المفوضية أن السلطات اللبنانية أوقفت خلال حملات المداهمة الواسعة ضد سوريين لا يمتلكون إقامات أو أوراق ثبوتية نحو 450 لاجئاً، تم ترحيل أكثر من 60 منهم إلى سورية.

ولفت إلى ارتفاع عدد المداهمات في مناطق يقطن فيها لاجئون سوريون في منطقتي جبل لبنان والشمال، بينها 13 مداهمة على الأقل في شهر نيسان الحالي.

وأعرب لاجئون سوريون في لبنان عن مخاوفهم من تسليمهم إلى المخابرات السورية، على غرار ما حصل مع عائلات عدة، بعد ترحيلهم "قسراً" إلى بلادهم، وفق وكالة "فرانس برس".

ونبهت الوكالة إلى أن خطاب الكراهية تجاه السوريين، ارتفع خلال الأسابيع الماضية، إذ طالب لبنانيون كثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإخراجهم من البلاد.

وأبدى لاجئون قابلتهم الوكالة استعدادهم للموت غرقاً في البحر، على العودة إلى سورية، خشية الاعتقال والتعذيب في سجون المخابرات السورية.

لبنان يجلي آلاف السوريين من منازلهم قسراً

وكشف مسؤول لموقع "جنوبية" اللبناني، عن أن "13 بلدية في لبنان أجلت 3664 سورياً من منازل استأجروها، بينما يواجه 55 ألف لاجئ خطر الإجلاء".

واعتقل الجيش اللبناني عشرات اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات قضاء النبطية، جنوبي لبنان.

وأفادت وسائل إعلام محلية، بتوقيف عدد من السوريين من مخيم مرج الخوخ (الخيام) ومخيمات الوزاني في محيط قضاء النبطية، بذريعة "دخولهم لبنان بطريقة غير شرعية".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد