تحديد سعر القمح يُثير موجة استياء بين الفلاحين في حمص
نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
أثار تحديد سعر تسلُّم كيلو القمح لعام 2023 الجاري حالة من الاستياء بين المزارعين في مدينة حمص بعدما تمّ تحديده بسعر 2300 ليرة، في ظل غياب الرؤية الحقيقية لمؤسسات النظام السوري بما يتعلق بواقع القطاع الزراعي وكلفة الإنتاج التي يضطرّ الفلاحون لدفعها من أجل الحصول على موسم جيد آخِر العام.
ورصد مراسل "نداء بوست" في حمص ردود الأفعال الغاضبة من قِبل الفلاحين والمزارعين ضِمن ريف حمص الشمالي والذين أوضحوا أن مسؤولي النظام بَدْءاً من الحكومة ووصولاً إلى مديرية نقل الحبوب ومنها لمؤسسة إكثار البذار مغيبون تماماً عن حقيقة حجم الأموال التي يتم ضخها للأراضي الزراعية لإنجاح محصول القمح لهذا العام.
كما تحدث الحاج عمر من قرية المكرمية بريف حمص الشمالي عن اضطراره لتشغيل المحركات التي تعمل على الديزل بهدف استخراج المياه من أجل ريّ أرضه التي تبلغ مساحتها 10 دونمات نظراً لعدم استفادته من مياه ساقية الري بسبب ارتفاع وعلوّ أرضه مقارنة مع منسوب المياه الجارية، الأمر الذي يجبره على شراء المازوت من السوق السوداء بسعر 6000 ليرة سورية، علماً بأن الجمعية الفلاحية تقدم له مازوت مدعوماً لكل دونم 1.5 لتر إلا أن الكمية المحددة لا تكفي لريّ الأرض بحسب قوله.
وأضاف الحاج أن كمية الاستهلاك الحقيقية تزيد عن 4 لترات لكل دونم أرض ما يعني حاجته لنحو 40 لتراً يخصم منها 6 لترات من المازوت المدعوم ليقوم بشراء 34 لتراً كل مرة يقوم بسقاية محصوله ما يرتب عليه دفع مبلغ 200 ألف ليرة كل عشرة أيام لحين الوصول لموسم الحصاد الذي يتزامن موعده مع الشهر السادس من كل عام.
في السياق ذاته أكد عبد الله الحسن الذي يعمل على استئجار الأراضي الزراعية التي عزف مالكوها عن العمل بها أن كلفة استئجار الدونم البعل لهذا العام تخطت حاجز 150 ألف ليرة سورية، أي أن لكل عشرة دونمات يضطر لدفع مبلغ مليون ونصف ليرة لصاحب الأرض، يضاف إليها كلفة شراء الأسمدة (الشرش – المبيدات الحشرية) بمعدل 500 ألف ليرة سورية ليكون المجموع الكلي للعشرة دونمات نحو 2 مليون ليرة سورية.
لافتاً في معرض حديثه إلى أن كل دونم من الأراضي البعلية لا يتعدى إنتاجه من القمح حاجز الـ 200 كغ أي أن العشرة دونمات تقوم بإنتاج كمية 2 طن من القمح بسعر 4.6 مليون ليرة سورية يخصم منها أجرة الأرض وثمن الأسمدة والمبيدات مليونَا ليرةٍ فضلاً عن أجرة الحصاد الذي تم تحديده لهذا العام بمبلغ 50 ألف ليرة للدونم الواحد، ومن خلال عملية حسابية بسيطة يتضح أن أجرة المزارع خلال العمل بموسم القمح تقدر بنحو مليونَيْ ليرة لفترة ستة أشهر الأمر الذي يرفض الرضوخَ له معظمُ الفلاحين.
وأشار مراسلنا إلى ارتفاع سعر القمح ضِمن السوق السوداء من خلال تعامُل التجار حيث تراوح سعر القمح ما بين 3000 ليرة للقمح الأسود، و3500 ليرة للقمح الأبيض أو ما يعرف بالحنطة الطرية، الأمر الذي شكّل مقصداً للمزارعين الذين بدؤوا التفكير لإيجاد حلول تخلصهم من الالتزامات الموقعة مع مؤسسة إكثار البذار التابعة لحكومة النظام والتي تجبرهم بموجبها على تسليم كامل المحصول نهاية الموسم نظراً لاستفادتهم من البذار والأسمدة بأسعار رمزية مع بدء الموسم الحالي لزراعة القمح.