تجدُّد أزمة حليب الرُّضّع في حمص والنظام يعرقل محاولات حلّها
تجدُّد أزمة حليب الرُّضّع في حمص والنظام يعرقل محاولات حلّها
نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
عادت أزمة تأمين حليب الأطفال حديثي الولادة لتؤرق أهالي مدينة حمص بعد انقطاع معظم أصناف الحليب من الصيدليات والمحال التجارية.
مراسل "نداء بوست" في حمص قال: إن تأمين علبة واحدة من حليب الأطفال حديثي الولادة بات أمراً صعباً للغاية في حمص، في الوقت الذي يضطر مَن يسعفه الحظ بالعثور على عبوة واحدة لدفع ما يزيد عن 40 ألف ليرة سورية مقابل الحصول عليها.
وما بين رحلة البحث عن حليب الأطفال والقدرة على تأمين ثمنه، تحدّثت أم محمد من سكان حي القصور عن لجوئها إلى استعمال النشاء المطبوخ يدوياً لتعويض غياب الحليب الذي لا تملك القدرة على شرائه في حال عثرت عليه داخل الصيدليات.
وأضافت أن شريحة واسعة من الأمهات آثرن اللجوء إلى الأساليب القديمة فمنهن مَن توجهت إلى البحث عن "مُرضعة"، وأخريات أصبحن يعتمدن على طبخ النشاء مع الأرز في محاولة منهن لتوفير الغذاء كبديل عن الحليب.
وأشار مراسلنا إلى أن نسبة كبيرة من سائقي الصهاريج الذين يعملون على خطوط النقل بين مناطق شمال شرق سورية باتوا مصدراً رئيسياً للراغبين بالحصول على الحليب إذ يتم إحضاره من القامشلي ودير الزور.
وتحدث الحاج "حسن.ع" أحد سائقي السيارات الشاحنة عن مصادرة حواجز الفرقة الرابعة لحليب الأطفال المنقول من شرق سورية، مشيراً أن بعض السائقين يريدون مساعدة الأهالي فيحضرون الحليب ويوزعونه على الأمهات دون أي مقابل ربحي لكن هذه الطريقة لم تَعُدْ مجدية ما زاد من صعوبة تأمين الحليب في السوق المحلية.
وأشار الحاج حسن إلى أن حواجز الفرقة الرابعة تتذرّع بأن عبوات الحليب التي يتم إحضارها هي من المنتجات التركية التي يُحظر إدخالها إلى مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي أسهم بارتفاع أسعار الحليب وبقائه سلعة محتكرة في أيدي التجار وبعض الصيادلة الذين غابت عنهم أي رقابة تموينية.
لم يكن الحال ضِمن مدينة حماة الجارة الأقرب لمحافظة حمص بأفضل منها، حيث صرّح نقيب الصيادلة بدري ألفا لوسائل إعلامية موالية بأن عملية توزيع علب الحليب على الصيدليات لا تتجاوز العلبة أو العلبتين لكل صيدلية في أحسن الأحوال.
وبيّن أن عملية توزيع عبوات الحليب (نان ١- نان ٢-كيكوز ١) ضِمن صيدلية النقابة المركزية في مدينة حماة تتم بالاعتماد على دفاتر العائلة.
يُشار إلى أن النشرة التموينية الخاصة بأسعار حليب الأطفال تنص على بيع عبوة (نان واحد ونان اثنين وكيكوز حديثي الولادة) بسعر 18500 ليرة بينما يُضطّر الأهالي في حال العثور عليها لدفع ما يقارب 40 ألف ليرة سورية. وفقاً لمراسلنا.