بين "الصبر الإستراتيجي" و"الرد المنسق".. أبعاد للدراسات يناقش الخيارات الإيرانية بعد اغتيال هنية

بين "الصبر الإستراتيجي" و"الرد المنسق".. أبعاد للدراسات يناقش الخيارات الإيرانية بعد اغتيال هنية

أكد مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية أن تعرُّض إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لعملية اغتيال في العاصمة الإيرانية طهران، يمثل خرقاً لافتاً لقواعد الاشتباك، ويعكس تصعيداً غير مسبوق في الصراع بين إسرائيل وإيران.

وأشار المركز في قراءة أولية نشرها اليوم الأربعاء إلى أن العملية التي تزامنت مع اغتيال شخصية قيادية في حزب الله، تُظهر التفوق الإسرائيلي في المجال الأمني والعسكري على المحور الإيراني، موضحاً أن هذا التفوق يبرز عدم قدرة إيران وحلفائها على حماية قياداتهم في معاقلهم، سواء في الضاحية الجنوبية ببيروت أو في قلب طهران.

وتعتبر هذه العملية استمراراً لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف القيادات الفلسطينية والعسكرية الإيرانية، مما يسلط الضوء على الاستراتيجيات الإسرائيلية المتطورة في مواجهة خصومها.

ومن الجانب الإسرائيلي، يقول المركز إن عملية اغتيال هنية تُعد إحدى أبرز الإنجازات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بداية تشرين الأول 2023، مضيفاً: "يُعتقد أن هذه العملية تعكس حاجة نتنياهو لإرضاء الجمهور الإسرائيلي الغاضب من بطء الإنجاز في معركة غزة".

وعلى مستوى حركة حماس، تسبب اغتيال هنية في إرباكات داخل الحركة، إذ أنه بعد مع هنية وصالح العاروري، انتقلت مسؤولية القيادة إلى زاهر جبارين، وهو شخصية قد لا تحظى بالقبول من قيادة الحركة في قطاع غزة، مما يعقد إدارة العلاقات الداخلية، وفق المركز.

وتشير التقارير إلى أن نتنياهو حصل على الموافقة الأمريكية لتنفيذ العملية خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، ويُحتمل أن تكون العملية قد نُفذت بتعاون استخباراتي وعسكري مع الولايات المتحدة.

وأضاف: "تطرح عملية الاغتيال ضغوطاً كبيرة على صانع القرار الإيراني، الذي يسعى لتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، ومن المتوقع أن ترد إيران بطريقة محسوبة للحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية".

وفي النهاية، توقع المركز أن تتبنى إيران سياسة "الصبر الإستراتيجي" أو تستعين بالوسطاء للحصول على ثمن مقابل التزامها بعدم الرد المباشر، تجنباً لتصعيد قد يكون له عواقب وخيمة.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد