بوتين يقرّ بتدخُّل "فاغنر" في سورية

بوتين يقرّ بتدخُّل "فاغنر" في سورية

أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتدخل مرتزقة فاغنر في سورية وتقديمهم الدعم للنظام السوري.

جاء ذلك في مقابلة مع الصحافي الروسي دميتري كيسيليوف، نشرتها القناة الروسية الأولى ووكالة "نوفوستي".

وزعم بوتين أن فاغنر نفذت عدداً من المشاريع الاقتصادية في سورية، ومن ثم انتقلت إلى دول إفريقية أخرى مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الروسية قدمت الدعم لها "على أساس أنها مجموعة روسيّة لا أكثر".

كما زعم أن روسيا "لم تتدخل في إفريقيا، ولم تخرج فرنسا من هناك، وكان الزعماء الأفارقة أنفسهم يريدون العمل مع روسيا".

تدخُّل فاغنر في سورية

فاغنر هي شركة روسية عسكرية خاصة تأسست عام 2014، وشاركت بالنيابة عن روسيا في العديد من مناطق التوتر حول العالم بما في ذلك في سورية وأوكرانيا وليبيا وغيرها.

ويرتبط جيش المرتزقة الذي يجوب العالم، بعلاقة مباشرة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهو متورط بانتهاكات وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في المناطق التي تدخل بها.

وتعود العلاقة بين فاغنر والنظام السوري إلى عام 2013، حين تواصل الطرفان لمساعدته في استرجاع المنشآت النفطية التي سيطر عليها تنظيم "داعش" آنذاك.

واشتهرت فاغنر بجرائمها في المناطق السورية التي دخلتها، وتحديداً في ريفَيْ حمص ودير الزور، حيث مارست أبشع أنواع الانتهاكات بحق المعارضين للنظام، كالحرق والتنكيل بالجثث.

كما أن فاغنر عملت خلال السنوات الماضية على تجنيد مجموعات محلية من أبناء القرى الموالية للنظام السوري، لإرسالهم للقتال في ليبيا وأذربيجان.

تمرُّد فاغنر على بوتين

نفذ قائد فاغنر السابق يفغيني بريغوجين، تمرداً مسلحاً ضد الجيش الروسي داخل البلاد، أواخر حزيران/ يونيو الماضي بسبب خلافات مع وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان.

وسيطر بريغوجين على مدينة “روستوف” الروسية، كما طالب وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف بالتوجه إلى المدينة لمقابلته.

كما سيطر مقاتلو فاغنر على منشآت عسكرية في مدينة فورونيج التي تبعد نحو 500 كيلومتر جنوب موسكو، ومن ثَم اتجهوا نحو العاصمة.

ويعود سبب التمرد إلى أن بريغوجين، اتهم شويغو وغيراسيموف بعدم الكفاءة وحرمان فاغنر من الذخيرة والدعم في معاركها في أوكرانيا.

وانفجر الموقف بعد تعرض مجموعات من فاغنر لغارة جوية أدت إلى مصرع العشرات منهم، واتهم بريغوجين القوات الروسية بتنفيذ الهجوم.

بعد ذلك اتهم الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين فاغنر بالخيانة وتعهد بمواجهتها، ليعلن بريغوجين الحرب ضد بوتين وتعهد بإسقاطه.

وانتهى التمرد بوساطة من بيلاروسيا بعد اقتراب مقاتلي فاغنر من العاصمة موسكو، حيث لم يكن يفصل بينهم وبينها سوى 200 كيلومتر.

ونص الاتفاق الذي رعته بيلاروسيا على إغلاق القضية الجنائية بحق بريغوجين، والسماح له بالمغادرة إلى بيلاروسيا، وعدم ملاحقة عناصر فاغنر، وتأمين عودتهم إلى مقراتهم.

الجدير بالذكر أن قائد مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين، لقي مصرعه في آب/ أغسطس الماضي إثر تحطم طائرة مروحية شمال العاصمة الروسية موسكو.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد