بعد قطيعة دامت سنوات.. هل تعود المياه إلى مجاريها بين البحرين وإيران؟
بعد قطيعة دامت 7 سنوات بين دولتَيْ البحرين وإيران، كثف الطرفان من محادثاتهما الدبلوماسية لإصلاح العلاقات وخصوصاً بعد الصلح الذي جرى بين السعودية وإيران في الصين.
وقالت باربارا ليف، كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون الشرق الأوسط: إنه من المرجح أن تستأنف البحرين العلاقات مع إيران "في وقت ما قريباً".
وقطعت البحرين العلاقات مع إيران عام 2016 بعد يوم من قيام السعودية بالأمر نفسه إثر تعرض سفارة الرياض في طهران لهجمات.
وأعلنت إيران في أكثر من مناسبة أن "سياستها في حسن الجوار لا تستثني أي دولة من دول المنطقة"، مشيرة إلى أن "طهران تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة على أساس المصالح المشتركة".
إشارات إيرانية إيجابية
وخلال وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن هناك جهوداً من أجل التوصل لاتفاق أولي لإعادة العلاقات مع البحرين.
وأشار: "الاتفاق يشمل زيارة وفد فني إلى البحرين لتفقد السفارة الإيرانية هناك والمقار الدبلوماسية الإيرانية في المنامة".
العلاقات البحرينية الإيرانية
وتعود العلاقات البحرينية الإيرانية إلى بداية القرن السابع عشر، عندما حكمت الدولة الصفوية البحرين لفترات متقطعة من العام 1601 وحتى العام 1783.
https://nedaa-post.com/?p=36693
وحتى عام 1969، كانت إيران تنظر إلى البحرين وكأنها جزء من إمبراطوريتها، ولكن تغيرت هذه النظرة بعد إجراء الأمم المتحدة لاستفتاء للشعب البحريني في العام نفسه.
كما صوت الشعب البحريني لصالح استقلاله عن إيران، وأنهت بريطانيا استعمار البحرين وأعلن استقلالها في أغسطس/آب 1971.
وبعد الاستقلال تطورت العلاقات بين البلدين في مجالات عدة بما في ذلك الاقتصاد والثقافة والدبلوماسية.
ومع ذلك، تأثرت هذه العلاقات بالتوترات السياسية والدينية والأمنية على مر السنين، وخاصة بين 2011 و2017، حيث شهدت العلاقات تصاعداً للتوترات وانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
أزمة تصدير الثورة الإيرانية
مع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أيدت البحرين انتصارها وأرسلت وفداً رسمياً لتهنئة أقطاب الثورة، إلا أن هذه العلاقة لم تدم طويلاً.
فالثورة الإيرانية كان لها تأثير كبير على شعوب المنطقة وكانت محل إعجاب الكثير خاصة مع رفعها شعار تصدير الثورة، خلال العقد الأول منها.
واعتبرت البحرين أن هذا الشعار تحديداً هو تهديد كبير لها نظراً لطبيعة تكوينها المذهبي حيث يمثل المذهب الشيعي أكثرية في البحرين وهو أيضاً المذهب السائد والحاكم في إيران.
تأييد بحريني للعراق على حساب إيران
وأيدت البحرين في الثمانينيات العراق في حربه ضد إيران، وكان لذلك تأثير كبير على العلاقات بين البلدين.
وعلى إثر هذا الخلاف اتهمت البحرين إيران بدعم وتمويل جماعات شيعية في البحرين بهدف قلب نظام الحكم وإثارة القلاقل.
واعتقلت السلطات البحرينية من قالت إنهم مشاركون في المؤامرة وقامت بترحيل آخرين من ذوي أصول الإيرانية، ومنعت مواطنيها من السفر إلى طهران.
أزمة عام 1996
في ديسمبر/ كانون الأول 1991، تم رفع مستوى التبادل الدبلوماسي بين البحرين وإيران إلى مستوى السفير.
وذلك بعد لقاء جمع أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بالرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني على هامش قمة عدم الانحياز في دكار بالسنغال.
لكن هذا لم يستمر كثيراً، ففي عام 1996، وصلت العلاقات بين البلدين إلى أقصى درجات التوتر.
وذلك عندما أعلنت البحرين رصد تنظيم سري باسم "حزب الله البحرين"، يهدف إلى قلب نظام الحكم، وأنهم تلقوا تدريبات في طهران.
وبعد هذا الإعلان الرسمي، اتخذت البحرين قراراً بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران إلى درجة قائم بالأعمال.
وساطة عمانية لإصلاح العلاقات
في مايو/أيار الماضي، أجرى سلطان عمان، هيثم بن طارق، زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران استغرقت يومين، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
ويشير خبراء إلى أن سلطنة عمان تواصل وساطتها من أجل التوصل إلى تفاهمات من شأنها إعادة العلاقات بين إيران ودول المنطقة.
بالإضافة إلى تصفير الخلافات القائمة منذ سنوات بين العديد من العواصم والجانب الإيراني.
وفي شهر مارس/ آذار الماضي، كشفت مصادر مطلعة أن مباحثات مهمة تجرى في الوقت الراهن بين البحرين وإيران على مستوى ثنائي من أجل إعادة العلاقات بين البلدين.
وحسب المصادر، فإن المشاورات التي جرت حينها بين البلدين، على مستوى ثنائي دون وساطة من أطراف أخرى.
وكان من المرتقب الإعلان عن النتائج في وقت قريب حال التوافق على جميع القضايا الخلافية التي يجرى مناقشتها.
ومنذ التاريخ لم تعلن أي من الأطراف عن أي تقدم ملموس بين الطرفين، ما يرجح أن تحمل الوساطة العمانية انفراجة في العلاقات بين البلدين.