بشرّي: شهادة في الصمود والوفاء

بشرّي: شهادة في الصمود والوفاء

قال جبران خليل جبران: “لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزءاً من ذاتك"، وها هي بشري اليوم تحمل رسالة مماثلة للعالم، ترفض فيها الاستسلام للظروف، وتكافئ من أعطى من ذاته ولم يطالبها يوما، من ضحّى ودافع بشراسة عن كرامتها ولم يتكابر، ومن كان وفيا للخط اللبناني ووقف إلى جانبها ورفع رأسها عاليا...

مساء الأحد 27 آب 2023 هو التاريخ الذي قالت فيه بلدة بشرّي (الواقعة على حدود وادي قاديشا شمالي لبنان) كلمتها: "القوات اللبنانية" دائماً وأبداً. وللمتطفلين أكدت بشري "سعيكم يا قوم سدىً".

ففي ظل المثابرة المعهودة للقوات اللبنانية في مقاربة الشأن العام، والدعم القوي من قبل أهالي مدينة بشري، تمكنت القوات ليس فقط الفوز المحسوم إنما تحقيق تقدم مهم في نتائج انتخابات "لجنة جبران الوطنية"، حيث حصلت على تسع نقاط إضافية في النتيجة، مما يمثل 78% من إجمالي عدد المقترعين البالغ 2852 مقترعًا. ويعكس هذا التقدم تطورًا ملحوظًا عن الانتخابات السابقة حيث بلغت نسبة الدعم 69%.

تأتي هذه النتائج لصالح لائحة "نحو المئوية الثانية .... ليبقى جبران" المدعومة من حزب القوات اللبنانية، في ظل فارق ضئيل بين أول وآخر الفائزين في اللائحة القواتية، حيث لم يتجاوز الفارق 60 صوتًا، وهذه دلالة على دقة التنظيم وحجم الالتزام، وتُظهر الأرقام أيضًا فارقًا كبيرًا بين آخر الناجحين في القوات اللبنانية وأول الخاسرين، حيث يقترب الفارق من 1500 صوت، وهذا بدوره دليل على الفارق الشاسع بين اللائحتين، ويؤكد ان كل الحملات المغرضة التي شُنّت لا اساس لها والهدف منها كان التشويه وصندوقة الاقتراع كانت الفيصل.

"لم يَجدوا عيباً في الذهب فقالوا بَريقُه يُتعب العيون"

وهنا السؤال يطرح نفسه لِما تلامُ "القوات اللبنانية" بسبب حجمها التمثيلي؟ لِما تلامُ القوات اللبنانية لخوضها انتخابات نزيهة وفوزها على مجموعة تدّعي الاستقلالية؟ هذه المجموعة التي ترفض الاعتراف بالديموقراطية وتشبه المجموعات التي تدمر لبنان وتأخذه الى الخراب ولا تجد في أفعالها ضررا، بل تنادي بالوطنية وتدعي الشفافية، وعوضا عن بذل جهودها لبناء وطن تكثف مجهودها لشن هجومها على القوات اللبنانية للأسف بأتفه الطرق.

فقبل أشهر قليلة من الموعد المحدد للاقتراع، وما بين الجدل والترقب قدّم حزب القوات اللبنانية لائحة ترشيحات مُكتملة تضمنت 15 عضوا برئاسة الدكتور فادي رحمة. هذه اللائحة لم تكن مجرد أسماء، بل كانت تمثيلًا لعائلات بشري، وتلقى دعماً واضحاً من "القوات اللبنانية" وتجسِّد نهج الاستقرار والتلاحم. وبالفعل، تصدرت اللائحة الأولى القائمة بالتزكية، مثل نبض قلوب أهالي بشري المؤمنين بقيمة الديمقراطية. وفي آخر يوم لقبول الترشيحات، قدم شخص ومعه مجموعة من الترشيحات، بيد أن بعضها لم تستوف الشروط القانونية، ما أدى لرفضها من قبل لجنة جبران. وعلى إثر طعن أحد أبناء بشري في النتائج أمام القضاء في طرابلس، تم طلب وقف تنفيذ إعلان فوز اللائحة لحين الفصل في الأمر. وبناءً على تطورات القضية، قررت لجنة جبران التنازل عن حقّها بالرد والدعوة إلى انتخابات جديدة، وهذه الانتخابات التي جرت في السابع والعشرين من آب كانت الرد الواضح والصريح لكل من يحاول أن يفرض غبنه وخديعته وكذبه وتضليله، وجاءت النتيجة بنجاح ساحق في انتخابات "لجنة جبران الوطنية".

وهذا الدعم الذي حظيت به القوات اللبنانية لم يأتِ عبثًا، بل كان ردًا للجميل لرئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، الذي تميّز بمواقفه الوطنية الداعمة للبنان وجميع اللبنانيين. ولم يتراجع في الحرب ولا في الاعتقال ولا في السلم، إنما شكل مدرسة نضالية لا تحبط ولا تستسلم ولا تتراجع، وتواصل نضالها تحقيقا ً للقضية اللبنانية. ومن خلال تصميمه على الدفاع عن استقلال وسيادة الوطن صاغ منه رمزًا للتحدي والقوة في مواجهة الصعاب. وقد أثبت أن الصعاب والعقبات لا تمنع تحقيق الأهداف إذا ما تكاملت الإرادة والنزاهة في آن.

وفي إطار موازٍ، عبّر أهالي بشري عن امتنانهم للنائب ستريدا جعجع لجهودها المضنية والمستمرة في خدمة مجتمعها ومساندة أهالي بشري. لم تكتفِ بمجرد الوجود الرمزي على غرار من سبقوها في المسؤولية وتراجعت معهم بشري، بل سعت بجد ٍ وإخلاص إلى تحقيق تغيير إيجابي حقيقي وأصبح ظاهر للعيان لكل من يزور بشري بدءا من طرقاتها وصولا إلى بنيتها التحتية، وعبر جهودها في مجالات متعددة، قامت النائبة ستريدا جعجع بتنفيذ مشاريع خدماتية ملموسة للمجتمع. ومن أبرزها المساهمة في توفير الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والتنموية في بشري.

تميّزت النائب ستريدا جعجع بجهودها الكبيرة في العمل والسعي لافتتاح مشروع مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق الحكومي قريبًا في بشري وذلك رغم التحديات والظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يشهدها لبنان.

بالإضافة إلى ذلك، لم تبخل يوماً النائب ستريدا جعجع بتقديم المساعدات المتنوعة للأسر المحتاجة والمجتمع المحلي، مثل توفير مواد غذائية ودعم تربوي. ولطالما أظهرت اهتمامًا خاصًا بصيانة المؤسسات الرسمية والخاصة والاجتماعية. إن تفانيها واجتهادها في تقديم هذه الجهود يجسد روح الخدمة والتفاني، وبعكس التزامها الصادق بتحسين ظروف مجتمعها والعمل نحو تحقيق رفاهيته واستقراره.

فوز اللائحة المدعومة من حزب القوات اللبنانية، جاء تأكيدًا من الأهالي على أن دعم ووجود القوات اللبنانية الراسخ يعكسان التزامها بخدمة المجتمع والحفاظ على استقرار المنطقة، والتزام القوات اللبنانية بمبادئ الديمقراطية وحقوق الناس في التعبير عن إرادتهم.

بهذا رسّخ أهالي بشري مكانة القوات اللبنانية كقوة سياسية نافذة، تسعى إلى تحقيق تطلعات اللبنانيين في بناء دولة مستقلة وحرة تحقّق الاستقرار والعدالة.

بقلم: جوزيان الحاج موسى

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد