بشارة الراعي يُحرّض على اللاجئين السوريين في لبنان
جدد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، يوم أمس السبت هجومه على وجود اللاجئين السوريين في لبنان، واتهمهم بأنهم يسابقون اللبنانيين على لقمة العيش.
وزعم الراعي خلال رسالة الفصح التي وجهها إلى اللبنانيين من كنيسة السيدة في بكركي "وجود 2.3 مليون نازح سوري يستنزفون مقدرات الدولة، ويعكرون الأمن الاجتماعي، ويسابقون اللبنانيين على لقمة عيشهم".
كما زعم الراعي أن اللاجئين السوريين "يذهبون إلى سورية ويرجعون من معابر شرعية وغير شرعية بشكل متواصل ومنظور، والأسرة الدولية تحميهم على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية".
واعتبر أنه "من الواجب المُلِحّ العمل من قِبل النواب والمسؤولين اللبنانيين مع الأسرة الدولية على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك".
وليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الراعي اللاجئين السوريين في لبنان، حيث سبق أن دعا إلى إعادتهم إلى بلادهم، بشكل قسري، لعدم إمكانية عودتهم طوعاً.
حيث قال الراعي في تصريح أدلى به لـ"إذاعة الفاتيكان" في أيلول/ سبتمبر 2021: إن الحرب في سورية انتهت، إلا أنّ اللاجئين السوريين لا يريدون الاعتراف بذلك، مضيفاً أنّ عليهم العودة إلى بلادهم وإراحة لبنان من "أعبائهم".
https://twitter.com/AJA_Syria/status/1569249581837197313?t=XWoC845UL7jevc-CluvCjg&s=19
وأضاف: "هم يعيشون أفضل من اللبنانيين أنفسهم، الذين ما زالوا يزدادون فقراً، لديهم وظائف، ويقومون بأعمال تجارية، ولا يتعيّن عليهم دفع الضرائب، وفي الوقت ذاته يتلقّون المساعدة من المنظمات الدولية كلّ شهر".
تحريض مستمر على السوريين في لبنان
يقدّر عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان بنحو 1.5 مليون لاجئ، يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة سواء داخل المخيمات أو خارجها، كما يأمل معظمهم بالخروج منها بطرق قانونية عبر مفوضية شؤون اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي أو بطرق غير قانونية.
وبشكل دوري يواجه اللاجئون السويون في لبنان خطابات عنصرية من قِبل المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، حيث يتم تحميلهم مسؤولية الفشل الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد، وما تبعه من انهيار للعملية المحلية وانتشار البطالة، وغيرها من التهم.
https://twitter.com/DrHassanMoraib/status/1439594182146985985?t=ZLIUotE2QIpYIfpfdLHORA&s=19
كما أن الحكومة اللبنانية تطالب المجتمع بشكل دوري بالعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بغض النظر عن المخاطر التي ستواجههم، وعدم ربط ذلك بالحل السياسي في سورية.
وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأت الحكومة اللبنانية تطبيق خطة لإعادة اللاجئين السوريين بالتعاون مع النظام السوري، وقامت بالفعل بإعادة مئات العوائل تحت مسمى "العودة الطوعية".
سبق ذلك، وتحديداً في شهر حزيران/ يونيو الماضي، تهديد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بإخراج اللاجئين السوريين من لبنان بـ"الطرق القانونية"، في حال لم يتعاون المجتمع الدولي مع لبنان لإعادتهم إلى بلدهم.
تحذيرات من إجبار السوريين على العودة
حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من إجبار اللاجئين السوريين في لبنان على العودة إلى بلادهم، مؤكدة أنهم قد يتعرضون لخطر الاعتقال والتعذيب حتى الموت إذا أُعيدوا إلى سورية.
https://twitter.com/hrw/status/1132037561776521216?t=BxxEvei5YhN61hGY1Y63Sw&s=19
وشددت المنظمة على أن سورية ليست آمنة لعودة اللاجئين، إذ واجه السوريون الذين عادوا بين 2017 و2021 من لبنان والأردن انتهاكات حقوقية جسيمة واضطهاداً على يد قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها.
وأكدت المنظمة في تقرير نشرته في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2021 تحت عنوان "حياة أشبه الموت" أنها وثقت 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي، وذلك من بين 65 شخصاً من العائدين أو أفراد عائلاتهم الذين قابلتهم الوكالة.
وأوضحت الباحثة في شؤون اللاجئين والمهاجرين نادية هاردمان، أن الروايات المروِّعة عن التعذيب والاختفاء القسري والانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون العائدون ينبغي أن توضح أن سورية ليست آمِنة للعودة.
وأضافت: "الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الملكية وغيرها من الصعوبات الاقتصادية تجعل أيضاً العودة المستدامة مستحيلة بالنسبة للكثيرين".
https://twitter.com/hrw/status/1545345194807025664?t=jDQhjHL-_L-ZN4QcLRtJqA&s=19
وشددت على أنه "لا ينبغي لأي دولة أن تُجبر اللاجئين على العودة إلى سورية، طالما أن الحكومة ترتكب انتهاكات حقوقية واسعة النطاق بعد عشر سنوات، ما يزال اللاجئون العائدون معرضين لخطر الاضطهاد من نفس الحكومة التي هربوا منها".
وطالبت المنظمةُ الدولَ التي تستضيف اللاجئين السوريين بالالتزام بالموقف القائل بأن سورية غير آمِنة للعودة وأن تُوقف فوراً أيّ عمليات عودة قسرية.