بدر جاموس لـ"نداء بوست": الأمم المتحدة خذلت الشعب السوري وعليها تغيير آلية عملها

بدر جاموس لـ"نداء بوست": الأمم المتحدة خذلت الشعب السوري وعليها تغيير آلية عملها

نداء بوست - حوارات سياسية - كندة الأحمد

قال رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس في حديث خاص لموقع "نداء بوست": إن الأمم المتحدة لم تأخذ دورها القيادي في حالة الكارثة التي حصلت في شمال غرب سورية، ولم تطلب مساعدة الدول الأعضاء بشكل عاجل، وبذلك هي لم تعرف حجم الكارثة الحقيقي لإنقاذ السوريين الذين بقوا لأيام تحت الركام الذي خلّفه الزلزال".

وأضاف جاموس أنه في حقيقة الأمر الأمم المتحدة عبارة عن دول وليست دولة واحدة، وهنا يجب أن نحمّل المسؤولية للدول الصديقة قبل الدول غير الصديقة، وكان بإمكانهم تقديم دعم أسرع وأكبر منذ اليوم الأول للزلزال وكان بإمكانها أن يكون لها دور أكبر بتقديم المساعدة مبكراً لإنقاذ حياة الناس".

كما أشار جاموس إلى أنه كان هناك تصرفات فردية من بعض موظفي الأمم المتحدة تُمثِّل إساءةً للشعب السوري، وذلك عندما زار وكيل الأمين العامّ للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ السيد مارتن جيريفيث دمشق والتقى بشار الأسد بذريعة أنهم غير قادرين على إدخال المساعدات للشمال السوري، وبعدها قام بزيارة باب الهوى ولم يلتقِ قادة المعارضة المتواجدين في المنطقة، يعني من الواضح أن مارتن يرى بشار الأسد ممثلاً حقيقياً لسورية في الأمم المتحدة دون أن يهتم لدماء المليون شهيد وملايين المهجرين من الشعب السوري وتتحمل الأمم المتحدة جزءاً كبيراً من المسؤولية باسم أشخاصها الموجودين".

وبدوره أوضح جاموس أنه أرسل رسائل واضحة للأمم المتحدة والتقى المبعوث الأممي إلى سورية "غير بيدرسون" بعد عودته من دمشق، وأرسل له رسائل من السوريين خاصة عندما كان في جنديرس، رسائل كانت تُحمِّل دول العالم كله مسؤولية التقصير تجاه الناس الذين خذلتهم الأمم المتحدة مخاطباً إياه كالتالي: "نريد أن نراكم في مناطقنا كما كنتم في مناطق سيطرة نظام الأسد".

وحول ترحيب الأمم المتحدة بموقف الأسد المزعوم من فتح المعابر قال "جاموس": هذا النظام المجرم لا يملك شيئاً، هذا نظام مُخترَق للعظم، لا قرار للأسد في مسألة الموافقة على فتح المعابر والتي هي بالأساس تسيطر عليها المعارضة ولا تحتاج لموافقة النظام؛ لأنه لا يسيطر على شيء وفي ظل الوجود الإيراني والروسي لا قرار للأسد".

كما نوّه جاموس إلى أنه تم التواصل مع الخارجية التركية في أول يوم من وقوع الكارثة، وكان معبر باب الهوى بحسب ما صرحت به الأمم المتحدة مغلقاً لأسباب لوجستية وبدورنا أبلغنا السلطات التركية بضرورة فتح معبرين إضافيين لتسهيل دخول المساعدات من كل المعابر وأبلغتني الخارجية التركية أننا نستطيع إدخال المساعدات من معبر باب السلامة ومعبر الراعي فى اليوم الثاني وانطلقت قافلة من مدينة "اسطنبول " ودخلت الشمال السوري يوم الثلاثاء قبل أن يوافق بشار الأسد".

أما بالنسبة للترحيب الذي أبدته الأمم المتحدة برئيس النظام السوري بشار الأسد فيقول جاموس: جميعنا نعلم أن الأمم المتحدة لم تحمِ السوريين على مدار 12 عاماً، وهي كعادتها تنظر من منظور النظام المؤسساتي، وهذه كارثة إنسانية لا تنتظر قراراً ليوافق عليه أحد هناك سبعة أبواب مهمة مع تركيا نستطيع إدخال المساعدات من خلالها ".

استغلال الكارثة

كما أوضح" جاموس" أن بشار الأسد استغل كارثة الزلزال بشكل واضح، وكانت هناك دول أيضاً سارعت للتطبيع مع نظام الأسد من خلال بعض اللقاءات بزعم أنها كارثة إنسانية تستدعي ذلك وبالتأكيد كانت هناك بعض الجهات حاولت استخدامها سياسياً".

زيارة بيدرسون إلى دمشق

وعلق جاموس على زيارة "بيدرسون" قائلاً: "كانت زيارته لدمشق زيارة مجدولة قبل وقوع الزلزال وأرسل بدوره رسالة لنظام الأسد بأن الوقت غير مناسب، لكن النظام أراد الاستمرار بذلك. نعم هناك محاولات من قِبل بيدرسون كخطوة مقابل خطوة اللجنة الدستورية وتفعيل إجراءات بناء الثقة لكن حقيقة ما في الأمر أن النظام حتى لو قدمت له الأمم المتحدة كل ما يريده فلن يقبل، هو لا يريد أي شرعية من الأمم المتحدة لأنها تنقص من شرعيته".

كما لفت بقوله: "الأمم المتحدة دائماً تمشي في الطريق الخاطئ من عام 2012 تعتقد أنه كلما قدمت تنازُلات للنظام يمكنها أن تحصل على شيء وهذا غير صحيح، بل الذي يحدث هو العكس تماماً، أما بالنسبة لاجتماع قريب للجنة الدستورية فلا يوجد حالياً، الحل يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي تدير كامل المرحلة السياسية، وإذا لم يحدث فكل المسارات ستفشل منها اللجنة الدستورية، وبيئة آمنة محايدة، وخُطوة مقابل خُطوة كل هذا حقيقةً هو عودة للطريق الخاطئ".

وختم جاموس بقوله: عندما بدأنا ثورتنا بدأناها وَحْدَنا ولم ننتظر إذناً من أحد، وبالتالي الحل في سورية ليس حل الدول بل هو حل السوريين فقط، حتى وإنْ سارعت كل الدول للتطبيع مع نظام الأسد المجرم؛ إذ لا أحد سيعطي شرعية لهذا النظام الذي قتل الملايين من الناس وهجّر الآلاف ودمّر شعباً بالكامل".

وهناك رسائل يجب إيصالها لكل العالم، ألَا وهي أن الشعب السوري لن يقبل بهذا النظام، يجب أن يكون هناك حلٌّ سياسيٌّ وهيئةُ حكم انتقالي وإفراجٌ عن المعتقلين وعودةٌ آمنة للسوريين بوجود نظام عادل ونظام جديد وتجري محاسبة المجرمين والقَتَلَة، ونهايةً الشعب السوري هو وحدَه مَن يقرر مصيره".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد