بَدْء التوافُد إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

بَدْء التوافُد إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم

بدأ جموع حجاج بيت الله الحرام في التوافد إلى مشعر "عرفة" مع الدقائق الأولى من اليوم السبت، الموافق التاسع من ذي الحجة؛ للوقوف على صعيده الطاهر وأداء ركن الحج الأعظم.

واستعد ضيوف الرحمن لهذا اليوم العظيم في مشعر "مِنًى"، حيث قضوا الجمعة "يوم التروية"، أول محطات مناسك الحج، التي تتواصل على مدار 6 أيام.

ومع دخول يوم السبت، بدأ تفويج أكثر من مليونَيْ حاجّ من مشعر "منى" إلى صعيد "عَرَفة"، حيث يقفون عليه في زمان واحد، "لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى"، طالبين المغفرة والرحمة.

عرفة" أو "عرفات"

و"عرفة" أو "عَرفَات" عبارة عن سهل منبسط تبلغ مساحته قرابة 33 كلم مربع، ويبعد بنحو 23 كلم عن الحرم المكي، وهو المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج حدود الحرم.

ويبعد "عرفات" نحو 10 كلم عن مشعر "منى"، و6 كلم عن مشعر "مُزدَلِفة".

وهناك روايتان لتسمية "عرفة" بهذا الاسم، الأولى أن أبا البشر آدم عليه السلام التقى مع حواء في هذا المكان وتعارفا بعد خروجهما من الجنة، أما الثانية فهي أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم عليه السلام في هذا المكان، وعرَّفه على مناسك الحج.

وتتصف أرض مشعر "عرفة" باستوائها، وتحيط بها سلسلة من الجبال يتواجد في شمالها "جبل الرحمة"، الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً.

ويتطلع كثير من الحجاج إلى الوقوف على "جبل الرحمة" تأسياً بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع في السنة الـ10 بعد الهجرة.

كما ينشغل الحجاج في هذا اليوم العظيم بالتلبية والذكر، ويكثرون من الاستغفار والتكبير والتهليل، ويجتهدون في الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى طمعاً في الرحمة والمغفرة.

خطبة عرفة 

وعند حلول صلاة الظهر، تتوجه آذان وقلوب الحجاج إلى مسجد "نَمِرة"، حيث سيخطب فيهم الشيخ ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، لتذكيرهم بأهمية هذا اليوم وعظمته في الدين الإسلامي، وأحب الأعمال في هذا اليوم.

ثم يصلي الشيخ المعيقلي، بالحجاج الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ولا يصلي قبلهما، ولا بينهما، ولا بعدهما شيئاً.

وفي يوم "عرفة"، ينتظر الحجاج أن يشهدوا "أفضل يوم عند الله"؛ حيث "لم يُر يوماً أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة"، وَفْق الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في ذلك.

وشهد "عرفة" نزول آية من القرآن الكريم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة-3).

وبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة، تسير قوافل الحجيج صوب مشعر مزدلفة ليُصلّوا بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم، ويلتقطوا بعدها الجمار، ثم يبيتون ليلتهم هناك ملبين ذاكرين شاكرين الله على فضله وإحسانه بأن كتب لهم شهود وقفة "عرفة".

وفي صباح الأحد، الموافق لـ 10 من ذي الحجة، يتوجه الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي للقارن والمتمتع منهم، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

بعد ذلك، يقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخِر مناسك الحج.

الأناضول

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد