بحضور وفود من الأمم المتحدة والحكومة التركية.. "سامز" تطلق أكبر مدينة طبية شمال سورية

بحضور وفود من الأمم المتحدة والحكومة التركية.. "سامز" تطلق أكبر مدينة طبية شمال سورية

وضعت الجمعية الطبية السورية-الأمريكية "سامز" العاملة في المجال الطبي شمال غرب سورية حجر الأساس لمدينة "سامز" الطبية، اليوم الخميس بحضور رئيس المنظمة ومديرية الصحة، وشركاء من الأمم المتحدة، والمنظمات المحلية والدولية، والحكومة التركية.

كما تعتبر مشاريع مدينة "سامز" الطبية خُطوة مهمة إلى الأمام في تعزيز الرعاية الصحية في شمال غرب سورية، حيث ستشمل مشفى أكاديمياً ومركزاً كبيراً لعلاج الأورام السرطانية وكلية للطب ومعاهد أخرى.

وتشير الميزانية التقديرية للمرحلة الأولى، بما في ذلك امتلاك الأرض وتطوير البِنْية التحتية والبناء، إلى أنها تبلغ 19.5 مليون دولار.

وبالنسبة لإجمالي تعهُّدات التمويل حتى الآن فهي 14 مليون دولار، على النحو المفصل أدناه:
1-سامز 8.5 مليون دولار.
2-الخوذ البيضاء: 2 مليون دولار.
3-المنتدى السوري: 500 ألف دولار.
4-مجموعة سامز لطب العيون بقيادة الدكتور عارف الرفاعي: 1 مليون دولار.
5-رجال أعمال سوريون أتراك: 2 مليون دولار.

الشراكة والرعاية

بدوره، قال ديفيد كاردن وهو المنسق الإقليمي الإنساني للأمم المتحدة: إن منظمة سامز هي أحد الأعضاء الأساسية في هيكلية الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سورية، و جزء من اللجنة الاستشارية لصندوق التمويل الإنساني في شمال غرب سورية، والذي دعم وضخ مبالغ بقيمة 140 مليون دولار في شمال غرب سورية".

كذلك، أضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أن الهدف اليوم هو ليس فقط افتتاحاً لمشروع بل تحول بمجال الصحة لشمال غرب سورية، وهي منطقة عانت من الأزمات على مدار ما يقارب 13 عاماً فالملايين من الناس عانت خلال تلك الفترة".

واعتبر كاردن أنه على الرغم من هذا الواقع القاتم والأليم أظهر العاملون السوريون في الرعاية الصحية التفاني والعمل الرائع بمساعدة المرضى، في وقت الشدائد سواء في زمن تفشي الأمراض والأوبئة مثل وباء الكوليرا وكوفيد 19، وأيضاً خلال كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة السنة الفائتة".

كما قسمت المنظمة المشروع لعدة مراحل، حيث إن المرحلة الأولى سيتم خلالها بناء المرافق الطبية الأساسية والبِنْية التحتية والصرف الصحي والكهرباء والأسوار ومواقف السيارات.

كذلك سيتم تطوير البِنْية التحتية من خلال امتلاك الأرض وتوفير الخدمات الأساسية، مثل الطرق والمياه والصرف.

كما سيتم العمل على بناء المشفى الأكاديمي متعدد الاختصاصات، وبناء مشفى بسعة 450 سريراً بمساحة 2.4 هكتار 24000 متر مربع) تضم تخصصات طبية متنوعة وقاعة مؤتمرات.

مساحات واسعة

وسيتم إنشاء المبنى متعدد الأغراض على بناء بمساحة 1.48 هكتار (14800 متر مربع) لمركز الأورام ومركز طب العيون التخصصي وكلية التمريض مع مركز المحاكاة والمكاتب الإدارية.

وفي المرحلة الثانية، سيتم توسيع مرافق الرعاية الصحية، وهذه المرحلة مخصصة لتوسيع خدمات الرعاية الصحية، وتشمل المستودع الطبي المتطور، وتوسيع مخزن المعدات والمستلزمات الطبية والعيادات الطبية والجراحية العامة والتخصصية: تقديم الرعاية الطبية والجراحية للمرضى، ومركز الذيال الدموي: يقدم العلاج المتخصص للأمراض المتعلقة بالكلى، ومركز المعالجة الفيزيائية وعلاج النطق يقدم خدمات إعادة التأهيل لمجموعة متنوعة من احتياجات المرضى.

أما المرحلة الثالثة، فتشمل التطوير التعليمي والإبداعي، وتركز هذه المرحلة على تعزيز مرافق التعليم الطبي والتطوير الإبداعي، ومنها كلية الطب، وإنشاء مؤسسة تعليمية طبية رائدة وكلية التمريض، وإنشاء كلية متخصصة لتعليم التمريض والمركز الرياضي وتطوير منشأة حديثة للصحة والتعافي والمشاركة المجتمعية.

أما المرحلة الرابعة فتشمل خدمات المجتمع الشاملة وتستكشف المرحلة النهائية إمكانية تقديم الخدمات المجتمعية والدعم التعليمي، ودار الحضانة وتوفير تعليم عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة، والإقامة من خلال بناء أماكن إقامة عصرية للطلاب والموظفين.

أكاديمية سامز

كذلك، سيتم فتح أكاديمية سامز للموهوبين والمتفوقين من خلال إنشاء مدرسة متخصصة للطلبة المتفوقين. ومدرسة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تقدم تعليمًا ودعمًا مخصصًا للأطفال ذوي الإعاقة. وتعزيز المرافق الخدمية والسكنية من خلال توسيع المدينة لتشمل مراكز التسوق ومكاتب العمل والمناطق السكنية، وإعداد البنية التحتية للأرض.

مازن كوارة وهو المدير الإقليمي للجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) أكد أن هذا الحفل هو وضع حجر الأساس للمشروع الطبي الذي يقوم على إنشاء مشفى أكاديمي يضم 450 سريراً، إضافة إلى مركز لعلاج الأورام السرطانية ومبنى إداري لسامز وهذه الخطوات في المرحلة الأولى".

وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست" أنه "في المرحلة الثانية سيكون هذا المشروع لإنشاء كلية الطب الخاصة لسامز، وكليات ومعاهد أخرى بخدمات تعليمية صحية أخرى".

كما لفت إلى أنه في "المرحلة الثالثة سيكون فيها مشاريع تشمل زيادة الخدمات التعليمية والصحية، إضافة إلى مدرسة للخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا سيؤدي إلى تحسين البنى التحتية الطبية والهندسية لتقديم الخدمات الطبية ذات الجودة العالية،بالإضافة إلى خدمات طبية غير متوفرة حالياً، مما سيؤدي إلى تحسين الوضع الصحي بشكل كبير وغير مسبوق بالشمال السوري".

سلسلة من المشاريع

ومن المأمول أن تكون مدينة سامز الطبية مركزًا للعلاج والتعافي ومركزًا للتعلم، يرمز إلى الطموح الجماعي لمستقبل تكون فيه الرعاية الصحية ذات الجودة في متناول الجميع.

كذلك، اعتبرت المنظمة أنها بداية لسلسلة من المشاريع التي تهدف إلى تقديم الرعاية الطبية المتقدمة والتعليم إلى قلب المجتمع.

الرئيس التنفيذي للمنتدى السوري غسان هيتو أكد أن "أول حزمة مشاريع أتمها هذا التحالف الذي يضم جمعيات سورية وأمريكية جمع بفترة قصيرة ما يقارب 6 ملايين دولار، نحن على موعد مع مشروع رائد إستراتيجي سيقدم خدمات ضرورية، وخدمات منقذة للحياة، وليست فقط طبية، وإنما تجهز الجيل القادم من الأطباء المحليين الذين سيكونون باختصاصات متعددة لخدمة أهلنا في سورية".

وأضاف هيتو في حديث لموقع "نداء بوست" أنه "كان لنا شرف المشاركة في هذا المشروع ومساهمة المنتدى السوري الأمريكي بالتزامنا بمبلغ نصف مليون دولار، وأكثر إنْ استطعنا خلال الأيام القادمة".

العمل دون كلل

ولفت في حديثه إلى أنه "لن نعتذر عن الحلم، والوقتُ المناسب هو الآن وليس غداً، وليس عند انتظار الحلول السياسية، فنحن لدينا وطن ولا بد من العمل على بنائه، ومن هنا أتت فكرة التحالف، ومن هنا أتت فكرة الاستثمار وفكرة المؤسسات العاملة دون كلل أو ملل".

وأشار هيتو في حديثه "اليوم لدينا 1441 مخيماً يقطنها 1,8 مليون نسمة، وهذا يدل على أن الحالة الإنسانية في سورية ما زالت كارثية، وعندما نتحدث عن التعليم فنحن لدينا  2,54 مليون طفل في سن التعليم لا يتلقون التعليم، ومليون طفل منهم في شمال غربي سورية، وعندما نتحدث عن الحالة الاقتصادية في سورية فهناك 90% من الشعب السوري في سورية تحت خط الفقر".

ويأتي افتتاح المدينة الطبية في الوقت الذي يواجه فيه القطاع الصحي في الشمال السوري تحدِّيات كبيرة، بسبب النزاع المستمر في المنطقة، من بينها تدمير المرافق الصحية والمستشفيات، ونقص الإمكانات والمعدات الطبية، ونقص الكوادر الطبية المؤهلة، والهجمات المستمرة على المنشآت الطبية، التي تزيد من معاناة القطاع الصحي، وتجعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية الكافية للسكان.

كذلك، يواجه الشمال السوري حاليا تزايُداً واضحاً في الأمراض التنفسية الحادّة، حيث أظهرت بيانات الإبلاغ الأسبوعي من المراكز المبلغة لشبكة الإنذار المبكر، ارتفاعاً في عدد حالات المرض الشبيه بالإنفلونزا "آي إل آي" (ILI) والمرض التنفسي الحادّ الشديد "إس إيه آر آي" (SARI).

تغيير استثنائي

ديما معراوي مديرة المناصرة والاتصال في الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) تقول: إنه "حتى اليوم لم تُكلَّل جهود المناصرة في حماية المنشآت الإنسانية كمشافٍ أو مدارس أو حماية المدنيين أو توفير وصول آمِن وغير مسيَّس للمساعدات عَبْر الحدود في مناطق شمال غرب سورية".

وأضافت في حديثها لموقع "نداء بوست": "نحن بحاجة لتغيير استثنائي وهو الذي نصنعه بأيدينا، والصُّنّاع الحقيقيون هم الناس الذين شاركونا قصصهم وألمهم ومعاناتهم، وهم المرضى وطلاب العلم الذين كانوا مُلهِمين لقدرة إدارة منظمة سامز لاتخاذ هذا القرار الجريء بافتتاح هذه المدينة الطبية".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد