باحث روسي لـ “نداء بوست": هناك تفاهُمات على طاولة موسكو الرباعية

باحث روسي لـ “نداء بوست": هناك تفاهُمات على طاولة موسكو الرباعية

باحث روسي لـ “نداء بوست": هناك تفاهُمات على طاولة موسكو الرباعية

بدأت روسيا إرسال دعوات رسمية لحضور حفل التفاهُم الرباعي بينها وبين تركيا ونظام الأسد، ودخل الضيف الإيراني متأخراً هذه المرة بعد أن غاب حضوره في اجتماع نهاية السنة الماضية عندما اجتمع رؤساء الجهاز الاستخباراتي ووزراء الدفاع (التركي والروسي والنظام السوري) في 28 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي.

تفاؤُل روسي باكتمال النصاب الرباعي للحديث مع رأس النظام السوري بضغوط روسية ليست بجديدة على الجانب التركي للدفع به لمحاورة (بشار الأسد) كما جاء على لسان وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف":" اتفقنا مع زملائنا الأتراك حول هذا".

وكانت روسيا في وقت سابق على قدم وساق لخلق أجواء متناسبة مع مصالحها في سورية كان آخرها الحوار التركي مع رأس النظام السوري بعد قطيعة دامت لأكثر من 12 عاماً منذ اندلاع الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011 وكان سببها الرئيسي هو القمع الذي تعرض له السوريون من قِبل النظام السوري، كما عرفت تركيا بمواقفها الثابتة الداعمة لقضية الشعب السوري والوقوف إلى جانب المظلومين طيلة أعوام وكان موقفها الأخير من اللقاء الذي جرى في موسكو صادماً بالنسبة للسوريين عامة، مما أثار الجدل بين أطياف المعارضة السورية داعين إلى إعادة النظر بالحوار مع القاتل الذي شرَّد شعباً بالكامل.

وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحث مع نظيره التركي "مولود تشاويش أوغلو" تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ 20 في العاصمة الهندية نيودلهي، وصرح بعدها مباشرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن هناك اجتماعاً مقبلاً بين روسيا وتركيا والنظام السوري.

دلالات عديدة وسط تكتُّم روسي على مجريات الاجتماع المزمع عقده بين الأطراف دون تحديد موعد لمناقشة أي تطوُّر كما قالها بوغدانوف في مؤتمر صحافي: "نحن نعمل على ذلك أستطيع أن أخبركم أننا اتفقنا على عدم الكشف عن التفاصيل حتى يحين الوقت، ليس كل شيء بهذه البساطة، يجب أن نعمل بتكتم وَفْق مبادئ الدبلوماسية الهادئة".

وقال المحلل السياسي والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو "ديمتري بريجع" لـ"نداء بوست": "إن اللقاء الرباعي الذي سيجمع تركيا وروسيا والنظام السوري وإيران هدفه تعزيز أمن المنطقة هناك تحديات أمنية كبيرة تواجه تركيا مثل تنظيم قسد و "بي كا كا" وكِلاهما يشكلان خطراً على الأمن القومي التركي لذلك تسعى تركيا جاهدة لشن عملية عسكرية برية في سورية لحماية أمن الحدود".

وأضاف "بريجع" قائلاً: "تركيا ترغب باستمرار ببدء عملية عسكرية لكن روسيا لا تريد ذلك إطلاقاً ومن الواضح أن هذا اللقاء الرباعي سيقلل من إمكانية حدوثها لأنه من الواضح أن الأطراف ستصل إلى تفاهُمات في موسكو".

كما أشار "بريجع" إلى أن العملية ستؤدي لاختلاط الأوراق بين دول الحلفاء كروسيا وإيران وتركيا وبالتالي ستشكل تهديداً كاملاً وستواجه المنطقة تداعيات أمنية خطيرة في سورية".

ويرى المحلل الروسي أن روسيا تريد الصلح بين أنقرة ودمشق وهذا يصبّ في مصلحة موسكو وخصوصاً فيما يتعلق بالمصلحة السياسية الروسية لها في سورية".

كما أوضح بريجع خلال حديثه قائلاً: “روسيا تريد أن تستعيد دمشق كامل الأراضي السورية لوَحْدَة سورية كما تصفها وبسط نفوذها واستعادة هيبتها، على الصعيد السياسي بالعودة إلى الواجهة العالمية".

ونوه بريجع بقوله: "لا تستطيع دمشق في الوضع الحالي إحداث أي تغيير ولا بشكل من الأشكال ولكن من الواضح الإستراتيجية المهمة التي وضعتها روسيا وتستمر بها ستُحدث تفاهمات عديدة على طاولة الدول في موسكو".

وتابع بريجع قائلاً: "تواجد القوات الإيرانية واستهداف إسرائيل المكثف لأماكن التواجد الإيراني بما فيها المطارات السورية باستمرار لها تداعيات أمنية عديدة وربما تحدث بعض التفاهمات بين أنقرة وموسكو وطهران بهذا الشأن".

وختم بريجع بقوله: "قضايا عديدة سيتم تناولها بما يخص الدور الإيراني في سورية وتواجد قسد والمشاكل الأمنية وتواجد خلايا داعش في شمال شرق سورية وفي حال ذهبت تركيا لعملية عسكرية برية ستشكل خطراً إضافية للبقية، وموسكو مدركة لذلك وهي أيضاً على دراية كاملة بتواجد بعض الجماعات المتطرفة كـ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) سابقاً في شمال سورية، وهذه مشكلة أمنية على كل الأطراف، وروسيا تريد إيجاد حل لهذه المشكلة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد الحرب الأوكرانية التي شنتها روسيا في 24 شباط/ فبراير العام الماضي".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد