انقسام في إسرائيل والجيش يتأهب ويرفع الجاهزية.. تفاصيل خطة نتنياهو التي فجرت التوترات
خرج آلاف الإسرائيليين بمظاهرات في مدينة القدس، مساء يوم أمس الأحد، واقتحموا سواتر حديدية نصبتها الشرطة قرب منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك بعد تصميم الأخير على المضي في خطة الإصلاح القضائي.
وجاء ذلك بعد إعلان نتنياهو إقالة وزير الدفاع غالانت، لرفضه خطة الإصلاح القضائي، ومطالبته بوقف هذا القانون المثير للجدل.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن المتظاهرين أشعلوا الإطارات في شارع أيالون، وسط مدينة تل أبيب، وأغلقوا شارعاً رئيسياً في مدينة بئر السبع، احتجاجاً على إقالة غالانت.
وأكدت الصحيفة أن الشرطة فقدت السيطرة تماماً على التظاهرة الضخمة التي تجري في شارع أيالون، مشيرة إلى أن "الشرطة الموجودة في الموقع لا تمنع حتى الوصول إلى الشارع لمنع وصول المزيد من المتظاهرين، الذين ما زالوا يواصلون التدفق إلى المكان".
كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول كبير في الشرطة قوله: "فقدنا السيطرة على الاحتجاجات"، فيما اعتبر ضابط آخر أن "ما يحدث في الخارج الآن هو جنون، ومن يظن أنه سيتمكن من تهدئة الأحداث مع رش المياه العادمة مرة أخرى على المتظاهرين فهو مخطئ، لن نتمكن من احتواء هذا الوضع".
وأصيب 3 عناصر من الشرطة الإسرائيلية، فجر اليوم، جراء رشقهم بالحجارة لدى إخلاء المتظاهرين من شارع إيالون، باستخدام الخيالة والمياه العادمة.
في المقابل، دعا رئيس لجنة الدستور في الكنيست الإسرائيلي جمهور اليمين للنزول إلى الشوارع ضدّ وقف التشريعات القضائية.
الاضطرابات تشل الحياة في إسرائيل
قرر رؤساء الجامعات الأكاديمية في إسرائيل تعطيل الدراسة في الجامعات، اليوم الاثنين، احتجاجاً على عدم وقف الإصلاحات القضائية.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن رؤساء الجامعات قولهم: "سنوقف الدراسة في جميع الجامعات الأكاديمية في إسرائيل، على خلفية استمرار العملية التشريعية التي تقوض أسس الديمقراطية الإسرائيلية وتعرض استمرارها للخطر".
كذلك أعلنت لجنة العمال في مطار بن غوريون الدولي وقف حركة إقلاع الطائرات، الأمر الذي يهدد رحلات جوية لنحو 73 ألف مسافر.
كما أعلن رؤساء بلديات "هرتسليا" و"كفار سابا" و"زخرون يعقوف" أنهم سيبدؤون إضراباً عن الطعام، صباح اليوم الاثنين، أمام مكتب نتنياهو في القدس الغربية، للمطالبة بـ "وقف الكارثة التي تسير إسرائيل نحوها".
وقال رؤساء البلديات في بيان مشترك إنهم سيضربون عن الطعام أمام مكتب نتنياهو لـ"المطالبة بوقف الأزمة الضخمة والكارثة التي تندفع إسرائيل نحوها، ولمنع الإضرار بأمن الدولة وسلامة ووحدة الشعب"، داعين إلى وقف التشريعات الخاصة بخطة الإصلاح القضائي والبدء في مفاوضات مع المعارضة.
وأيضاً قدم قنصل إسرائيل في نيويورك عساف زامير استقالته احتجاجاً على قرار إقالة غالانت.
قلق أمريكي
أعربت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسن عن قلق الولايات المتحدة البالغ إزاء التطورات في إسرائيل، مشيرة إلى أن واشنطن "تواصل حث القادة الإسرائيليين بشدة على التوصل إلى تسوية في أسرع وقت ممكن، إذ نعتبر أن هذا أفضل سبيل للمضي قدماً بالنسبة إلى إسرائيل وكافة مواطنيها".
وقالت واتسن في بيان: "على غرار ما ناقشه الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مؤخراً، لطالما كانت القيم الديمقراطية السمة المميزة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية ويجب أن تبقى كذلك".
نتنياهو يرضخ
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر في مكتب نتنياهو، لم تسمه، قوله إن "رئيس الوزراء يعتزم الإعلان عن تعليق الإصلاحات القضائية".
سبق ذلك، مطالبة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بوقف خطة الحكومة للإصلاح القضائي فوراً، وقال في تصريح مكتوب: "من أجل وحدة شعب إسرائيل ومن أجل المسؤولية المستحقة، أدعوكم إلى إيقاف العملية التشريعية فوراً".
وجاء في بيان هرتسوغ: "شاهدنا الليلة الماضية مشاهد صعبة للغاية، أناشد رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة وأعضاء الائتلاف، المشاعر صعبة ومؤلمة، الأمة كلها تنبض بقلق عميق، أمننا واقتصادنا ومجتمعنا، كلها مهددة، عيون كل شعب إسرائيل موجهة إليكم، عيون الشعب اليهودي كله عليكم، عيون العالم كله عليكم".
خطة الإصلاح القضائي
يعمل نتنياهو على قانون من شأنه أن يمنح السلطة التنفيذية السيطرة على تعيين القضاة في المحكمة العليا والسماح للحكومة بتجاوز أحكام المحاكم على أساس أغلبية برلمانية بسيطة.
وتقول الحكومة إن الإصلاح ضروري لكبح جماح القضاة النشطاء وإقامة توازن مناسب بين الحكومة المنتخبة والقضاء، فيما يرى المعارضون أن الإصلاح يقوض الضوابط والتوازنات القانونية ويهدد الديمقراطية الإسرائيلية.
وحتى يوم أمس، كان نتنياهو يتعهد بمواصلة المشروع، وكان من المقرر أن يصوت البرلمان هذا الأسبوع على جزء مركزي من حزمة الإصلاح الشامل، وهو مشروع قانون من شأنه إحكام السيطرة السياسية على التعيينات القضائية.