انتحار شاب في ريف حلب بعد رسالة تركها لوالديه.. ما مضمونها؟

انتحار شاب في ريف حلب بعد رسالة تركها لوالديه.. ما مضمونها؟

أقدم شاب في ريف حلب الشمالي، على الانتحار يوم أمس الاثنين، بعد رسالة تركها لوالديه، وذلك في ظاهرة جديدة شهدت ارتفاعاً منذ مطلع العام الحالي.

وبحسب مصادر محلية فإن الشاب باسل عيد أنهى حياته بإطلاق النار على نفسه بواسطة مسدس داخل منزله في بلدة "تلالين" التابعة لمنطقة أعزاز شمال حلب.

ووفقاً للمصادر فإن عيد البالغ من العمر 33 عاماً، أرسل قبل انتحاره رسالة اعتذار لوالديه على هاتف شقيقته.

ولم تعرف دوافع هذه الحادثة أو الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إقدام عيد على خطوة كهذه، كما أنه لم يصدر أي توضيح من أسرته.

وتأتي هذه الحادثة بعد يوم واحد فقط، من محاولة سيدتين الانتحار في مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي.

حيث قامت كِلا السيدتين بتناول جرعات زائد من الأدوية، إلا أن الفرق الطبية تمكنت من إنقاذ حياتهما بعد إجراء غسيل معدة لهما.

ويعتقد ناشطون في مجال الدعم النفسي والاجتماعي أن سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية هي السبب الأول لتصاعد حالات الانتحار في الشمال السوري.

يضاف إلى ذلك الضغوطات التي تواجه الشبان والنساء على وجه الخصوص، كتفرق الأسر جراء التهجير والنزوح والخوف من المستقبل المجهول، وكذلك انتشار المخدرات.

تصاعد حالات الانتحار شمال سورية خلال عام 2023

شهدت منطقة شمال غربي سورية، تصاعداً في حالات الانتحار منذ مطلع العام الحالي، حيث بلغ عدد الحالات الموثقة 22 حالة، 11 منها باءت بالفشل.

ويشير "فريق منسقو الاستجابة" إلى أن النساء تشكل إلى جانب اليافعين الفئة الأكبر في أعداد تلك الحالات، مرجعاً ذلك إلى عدم وجود من يساعدهم على التعامل مع المصاعب والضغوطات.

كما أن حالة عدم الاستقرار نتيجة المتغيرات الكثيرة والدورية التي تشهدها مناطق الشمال السوري، أدت إلى زيادة حالات الانتحار، وفقاً للفريق.

ومن وجهة نظر الفريق فإن الحل يكمن بقيام المنظمات الإنسانية بمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم.

وكذلك بمواجهة التهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية عن المدنيين وتخفيضها بشكل دائم، والعمل على تأمين فرص العمل للحد من انتشار البطالة.

كما حث الفريق المنظمات الإنسانية على تفعيل العيادات النفسية، وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها، وإنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن العام الماضي أحصى فريق "منسقو استجابة سورية" 88 حالة انتحار في مناطق الشمال الغربي، منها 33 باءت بالفشل.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد