الهلال الأحمر العربي السوري: كيف حوَّل الأسد منظمة إنسانية إلى أداة للسرقة والنهب؟

الهلال الأحمر العربي السوري: كيف حوَّل الأسد منظمة إنسانية إلى أداة للسرقة والنهب؟

نداء بوست -أخبار الاقتصاد- خالد تركاوي

ظهرت منظمة الهلال الأحمر السوري فعلياً مع استقلال سورية على يد شخصيات فاضلة من أبناء سورية كالدكتور مصطفى شوقي، وتسلّم إدارتها جميل مردم بك؛ أحد أبرز المناضلين والسياسيين السوريين.

ولعبت المنظمة دوراً كبيراً في تأطير الشباب وتأهيله وإشراكه في العمل العامّ، ونظمت فِرَق المتطوعين، ومكّنت عدداً كبيراً من الشخصيات السورية من صقل مهاراتها واكتساب الخبرة.
مع بَدْء الثورة السورية عام 2011، شارك الهلال الأحمر السوري في عمليات الإغاثة كمنظمة إنسانية كفؤة وذات مصداقية، واستطاع إيصال خدماته إلى عدد واسع من المناطق، وأسهم في إنقاذ أرواح المئات من أبناء سورية.
كما قدم الهلال الأحمر العربي السوري عدداً من الشهداء، واعتقل النظام عدداً آخر من متطوّعيه على خلفية تعاطيهم الإنساني مع جميع الشرائح السورية، وعدم انحيازهم لصفوف النظام السوري وتنفيذ متطلباته.

ولا نستطيع أن ننسى شخصيات من الهلال الأحمر قدمت روحها في سبيل إنقاذ روح، كما هو الحال مع الشهيد حكم السباعي، الذي استُهدفت سيارة الإسعاف الخاصة به بواحدة وثلاثين طلقة من قِبل حاجز للنظام السوري، نصفها استقر في جسده.

عمد النظام إلى تغيير الكوادر داخل الهلال الأحمر، وفرض شروطاً على التطوع، كما وضع رقابة شديدة على عمليات المنظمة، مما قيّد من قدراتها على تقديم الخدمات في وقت لاحق، واعتقل وهجّر عدداً كبيراً من كوادرها.
فرض النظام السوري على الهلال الأحمر السوري بكل فروعه، إعطاءه حصصاً من المساعدات التي تأتيه، كما تدخَّل في توزيع المساعدات للنصف الثاني، عَبْر مراقبة القوائم وترشيح الأسماء.

على سبيل المثال: طِيلة عام 2015 كان فرع الهلال الأحمر في السويداء يبيع المساعدات مباشرة لتجارة الجملة على شكل موادّ غذائية معبأة أو مفرطة.

وفي 2016 اتهم مدير فرع الهلال الأحمر في اللاذقية "مازن حسن" بسرقة جثث القتلى وتجارة الأعضاء، وبيع المواد الغذائية، وأوضحت بعض الوثائق أنه متورط باختفاء جثة قتيل اسمه "علي لولو".

في 2021 أكدت تقارير قادمة من قرية التبني الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بأن العاملين يتقاضون رشًا مالية مقابل تسجيل الأُسَر في قوائم المساعدات، مقابل شطب أسماء مئات الأسر في مناطق معارضة سابقة، وبناءً على توصيات أمنية.

في 2022 أصدر معهد "نيولاينز" الأمريكي دراسة بحثية تحتوي على وثائق بأن الهلال الأحمر العربي السوري يسرق 80% من المساعدات النقدية الأممية، ويوزع 20% على قوائم اسمية تأتي من الأفرع الأمنية.
يتسلم إدارة الهلال الأحمر السيد خالد حبوباتي؛ وهو صاحب كازينو دمشق، وأحد أذرع النظام السوري الاقتصادية، ويُعتبر تمام محرز ابن شقيق آصف شوكت هو أحد المتنفذين في الإدارة.

كما قدَّم متطوعون سابقون في الهلال الأحمر شهادات حيّة بأن الأفرع الأمنية، هي مَن كانت تُقدِّم لهم القوائم الخاصة بالمساعدات، وهي مَن كانت توجِّه وترتب عملياتهم.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد