النظام السوري يضع شرطاً على تركيا قبل التطبيع معها
قالت مصادر مقربة من النظام السوري: إنه من المبكر الحديث عن تشكيل لجنة لمتابعة إعداد خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام وتركيا، وفقاً لمخرجات الاجتماع الوزاري الرباعي الأخير في موسكو.
ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية عن المصادر أن النظام السوري يتابع تصريحات مسؤولي أنقرة، مشيرة إلى أن الحديث عن انعقاد اللجنة الرباعية في الأيام المقبلة وبدء العمل على "خريطة الطريق" مرتبط بخطوات جدية وملموسة، أبرزها سحب القوات التركية من شمالي البلاد.
وشددت المصادر على أن النظام السوري لن يتنازل عن مطالبه، والتي تربط أي خطوة تطبيعية مع أنقرة بسحب القوات من سورية، ووقف دعم ما سمته"الإرهاب" وعدم التدخل بشؤونه الداخلية.
وتأكيداً على ذلك، أشارت المصادر إلى التصريح الأخير لوزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، والذي قال فيه: إن النظام "لن يطبع مع أعدائه ولن يطبع مع بلد يحتل أرضاً سورية".
وأوضح المقداد، في مقابلة له مع قناة "آر تي" الروسية، يوم الأحد أن الاجتماعات الرباعية الأخيرة شهدت مناقشات عميقة وفي بعض الأحيان حادة، حيث شطب وفد النظام السوري كل ما يشير إلى التطبيع وأضاف: "إن التطبيع لا يمكن إلا أن يكون نتيجة انسحاب القوات التركية من سورية".
تركيا تقدم مقترحاً للنظام بخصوص الانسحاب من سورية
بدورها، قدمت تركيا مقترحاً للنظام السوري، بخصوص مطالبتها بالانسحاب من شمالي سورية، قبل الحديث معها عن تطبيع العلاقات.
https://nedaa-post.com/?p=75427
وجدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التأكيد على أن بلاده ليست لديها مطامع في الأراضي السورية، وتحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها.
كما أشار جاويش أوغلو في تصريح لصحيفة "حرييت" التركية، إلى أنه في حال انسحاب تركيا من سورية فإن التنظيمات الإرهابية ستحل محلها.
وأكد جاويش أوغلو أن الحل "الأصح" يكون بضمان الاستقرار الدائم في سورية من خلال تفعيل العملية السياسية.
وأشار إلى أن النظام السوري يطالب في تصريحاته بانسحاب تركيا من سورية، ويعبر عن ذلك في الاجتماعات التي تحتضنها موسكو.
وأضاف: "نقول إن انسحابنا يعني أن المنظمات الإرهابية ستأتي إلى هذه المنطقة، ومن خلال وجودنا هنا، نكون قد منعنا ممراً إرهابياً، ونضمن حدود سورية وسلامة أراضيها".
كذلك أشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا تؤكد في الاجتماعات الرباعية أنها تدعم وحدة الأراضي السورية، ووجودها في الشمال مصلحة لها وللنظام في سورية.
وأوضح أن الحل الذي اقترحته تركيا هو ضمان الاستقرار الدائم في سورية من خلال تفعيل العملية السياسية.
محادثات تركيا مع النظام وإعادة اللاجئين إلى سورية
أوضح جاويش أوغلو أن الاجتماعات التي تم عقدها مع النظام السوري برعاية من روسيا وإيران، أكدت على وحدة سورية السياسية، وأمن حدودها، وسلامتها الإقليمية.
وكذلك تطرقت إلى إحياء العملية السياسية، وإعادة اللاجئين بأمان إلى بلادهم، بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
ويشير وزير الخارجية التركي إلى أن محاربة الإرهاب حزب العمال الكردستاني PKK ووحدات حماية الشعب YPG، كانت إحدى النقاط المحورية في اجتماع موسكو.
يذكر أن جاويش أوغلو أعلن في وقت سابق وجود اتفاق مع النظام السوري وروسيا وإيران على تشكيل لجنة رباعية تضم مسؤولين في وزارات الخارجية والداخلية والاستخبارات، لإعداد خارطة طريق لتطبيع العلاقات وحلّ المسائل العالقة.