المونتيور: إعادة تأهيل الأسد أمر صعب.. السعودية العقبة الأكبر والخلافات مع تركيا مريرة
اعتبر موقع المونيتور الأمريكي، أن المملكة العربية السعودية تشكل العقبة الرئيسية أمام جهود إعادة تأهيل نظام الأسد وتطبيع دول المنطقة علاقاتها معه.
وقال الموقع: إن بشار الأسد وجد نفسه موضع اهتمام بعد الزلزال الذي ضرب شمال غربي سورية وجنوب تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير الجاري.
فمنذ وقوع الزلزال، يقول الموقع: إن وسائل الإعلام التابعة للنظام استمتعت بالعديد من الرسائل والوفود الداعمة التي تلقاها بشار الأسد، فبالإضافة إلى زيارة حلفائه من لبنان، استضاف وزيري الخارجية الإماراتي والأردني، كما تحدث عبر الهاتف لأول مرة مع ملك البحرين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتشير دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري مجموعة الأزمات الدولية التي نشرت مؤخراً كتاباً عن السياسة الخارجية الإماراتية، إلى أن أبو ظبي تقود حملة لإعادة نظام الأسد إلى السياسة الإقليمية والدولية. وقالت اسفندياري: "لقد بدأوا ذلك في وقت أبكر من البلدان الأخرى في المنطقة، يأتي ذلك بعد حساب عام مفاده أنه هنا ليبقى، في الوقت الحالي على الأقل، وبالتالي فهم في وضع أفضل لمواجهة دول مثل إيران من خلال بناء علاقات، وربما بعض الاعتماد الاقتصادي، مع أصدقاء طهران بدلاً من الحفاظ على موقفهم المعادي".
وقوبلت الحملة الإماراتية برفض غربي إلا أن ذلك لم يؤثر عليها، حيث عادت معظم الدول الآن للتحدث مع نظام الأسد على الرغم من أن العديد من القادة العرب لا يزالون قلقين من علاقاته بإيران، إلا أنهم يريدون أيضاً أن تستقر سورية بعد أكثر من عقد من عدم الاستقرار.
وبالإضافة إلى الإمارات والجزائر والعراق وعمان وتونس والأردن والبحرين وإلى حد ما مصر، يقول الموقع: إن تلك الدول دفعت لإجراء تغييرات على ما يرون أنه استراتيجية فاشلة مستوحاة من الولايات المتحدة للعزلة والعقوبات على النظام السوري.
كما أشار الموقع إلى المحادثات التي بدأتها تركيا مع النظام السوري بوساطة روسية، وإلى الجهود التي بذلتها الجزائر لإعادته إلى الجامعة العربية.
وعن هذه النقطة يقول الموقع: إن ”الخلافات القائمة بين أنقرة ودمشق مريرة، ويبدو أن التحول إلى المساومة في المعاملات أكثر احتمالاً من إحياء العلاقات الودية، كما أن سورية دولة محطمة وشبه مفلسة بعد سنوات من الحرب، وليس لدى النظام الكثير ليقدمه للدول الأخرى وقد استنفد عناده السياسي العديد من المحاورين الودودين"، مضيفاً: "نتيجة لذلك، لا تزال إعادة الدمج الإقليمي لنظام الأسد غير مكتملة في أحسن الأحوال”.
وشدد الموقع على أن السعودية تظل العقبة الرئيسية أمام إعادة تأهيل الأسد في الشرق الأوسط، معتبراً أنه ”إذا نجحت دبلوماسية الأسد الزلزالية في تحسين العلاقات مع السعودية، فإن الطريق إلى التطبيع في السياسة العربية سيكون مفتوحاً على مصراعيه”.
واعتبر أنه "على الرغم من أن القادة السعوديين لم يعودوا يأملون في تغيير النظام السوري، إلا أن الرياض تجد العلاقة الوثيقة بين الأسد وطهران حبة يصعب ابتلاعها"، مشيراً إلى مقال للكاتب مصطفى شلش في صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من إيران قال فيه إن "الرياض ودمشق تختلفان في العديد من القضايا، ولا يزال أمامهم طريق طويل قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى نقطة التطبيع".