المقداد يصل تونس... ما هي الجدوى من التطبيع العربي مع نظام الأسد؟
نداء بوست-خاص -إسطنبول
أعلنت وزارة الخارجية التونسية يوم أمس الإثنين وصول وزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد، إلى تونس في زيارة تستمر ثلاثة أيام وتعتبر هذه أول زيارة رسمية منذ عام 2012.
وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية التونسية على مواقع التواصل الاجتماعي في صورة رسمية جمعت وزير الخارجية التونسي نبيل عمار ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد.
وأشارت الخارجية إلى أن زيارة المقداد ستبدأ من تاريخ 17 إلى غاية 19 نيسان الشهر الحالي في زيارة عمل إلى البلاد على حد تعبيرها.
كما يشار إلى أن الزيارة الرسمية تزامنت مع اتساع رقعة التطبيع مع نظام الأسد بعد سنوات من القطيعة لفك العزلة عن سورية بعد وقوع كارثة الزلزال وتقديم الدول العربية مبادرات ومساعدات بذريعة مد يد العون إلى سورية في تمهيد لعودة النظام للجامعة العربية وسط متحولات ومتغيرات في مواقف بعض الدول التي وقفت سابقاً إلى جانب الشعب السوري.
يُذكر أن المقداد زار الجزائر قبل أن يصل إلى تونس في إطار زيارات رسمية قام بها إلى عدة دول بعد أن شهدت الدول العربية تحرك بمبادرات وزيارات رسمية لإعادة سورية إلى المحيط العربي وفك العزلة عن نظام الأسد وخصوصاً بعد كارثة الزلزال لتوحيد الجهود العربية وإيجاد حل للأزمة السورية على حد وصفهم.
https://nedaa-post.com/?p=70076
تأتي الزيارات بعد الاجتماع التشاوري الخليجي في جدة في سياق البحث عن حل في سورية وعودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية بعد تجميد عضوية سورية على خلفية قمع المظاهرات الشعبية وارتكاب مجازر من قبل قوات النظام بحق الشعب السوري.
وسبق الاجتماع التشاوري الذي حضره وزراء خارجية سبع دول عربية زيارة وزير خارجية النظام فيصل المقداد إلى المملكة العربية السعودية وزيارة إلى مصر.
https://nedaa-post.com/?p=70292
وكانت صحيفة الوطن الموالية للنظام أفادت بأنّ وزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد سيبدأ جولة عربية إلى الجزائر وتونس، الأسبوع المقبل مشيرة إلى احتمالية إعادة فتح سفارة النظام السوي في تونس، وسيكون التمثيل فيها على مستوى سفير.
يذكر أن تونس قطعت علاقتها الدبلوماسية بشكل كامل مع نظام الأسد، منذ عام 2012، خلال حكم الرئيس السابق المنصف المرزوقي، احتجاجاً على قمع نظام الأسد المظاهرات وقتل آلاف السوريين في قصف المدن والمحافظات مستخدماً حينها أسلحة محرمة دولياً فضلاً عن ارتكاب عشرات المجازر بحق الشعب السوري.
يذكر أن وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، وصل اليوم الأربعاء، إلى مدينة جدة السعودية، وذلك في أول زيارة إلى المملكة منذ العام 2011.
يقول عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة دمشق الدكتور يحيى العريضي لـ"نداء بوست": "إن الدول التي سارعت للتطبيع مع النظام السوري تجهله تماماً، ولن تأتي مسارات التطبيع بأي نتيجة فعلى العكس ستخيب آمالهم لأنها ملفات واسعة على الساحة الدولية".
كما أضاف "العريضي" في حديثه: تتنوع أسباب الدول المطبعة مع النظام لإقناع الجميع بأن هذا أمر واقع من خلال الاتفاقيات والزيارات والوفود التي التقت بالنظام السوري وإعطاء دروس لبقية الشعوب العربية بأن الأنظمة باقية".
كما أشار العريضي في حديثه: النظام السوري نظام هش وضعيف وليس سوى أداة انتهى مفعولها بحكم ما تراكم عليها من جرائم يصعب مسحها وبحكم أن أمريكا هي من أصدرت قوانين تجريمها؛ قيصر وقانون "الكبتاغون".
وختم العريضي بقوله: يذكر السوريون بأن القضية السورية لم تعد فقط قضية عربية أو إقليمية وإنما قضية دولية وتعويم النظام لا يكون إلا بقرار دولي وإذا كانت روسيا هي محرك العملية وراعيتها الأساسية فسيكون مصيرها حتماً الفشل".
https://nedaa-post.com/?p=70172