المحلل السياسي أحمد القربي لـ"نداء بوست": نظام الأسد يريد تطبيع مقابل وعود لن ينفذ منها شيئاً

المحلل السياسي أحمد القربي لـ"نداء بوست": نظام الأسد يريد تطبيع مقابل وعود لن ينفذ منها شيئاً

المحلل السياسي أحمد القربي لنداء بوست: نظام الأسد يريد تطبيع مقابل وعود لن ينفذ منها شيئاً

نداء بوست-كندة الأحمد-إسطنبول

انعطافات بارزة وعودة الخطاب التركي للتطبيع مع النظام السوري بعد عدة اجتماعات على المستوى الاستخباراتي والوزاري في موسكو 28 كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، تعود معها الضغوط الروسية ليدخل الجانب الإيراني لمسار التقارب التركي، تأجل اللقاء المنتظر الذي يحمل دلالات عديدة ومكاسب سياسية حتماً كبيرة للحلفاء (روسيا إيران تركيا) دون تحديد تواريخ ولا ذكر تفاصيل إطلاقاً وسط ضبابية التصريحات الروسية التركية بشأن جدية عقد الاجتماع الرباعي.

وقال المحلل السياسي و الباحث ومدير وحدة التوافق والهوية المشتركة بمركز الحوار السوري الدكتور أحمد القربي في لقاء خاص لموقع "نداء بوست": النظام لا يريد أن  يقدم أي خدمة مجانية للحكومة التركية، وهو مدرك تماماً أن مسار التطبيع التركي بدافع داخلي مرتبط بالانتخابات التركية المقبلة.

وأضاف القربي: "ما صرح به النظام السوري، والسلوك الذي اتبعه خلال زيارته إلى موسكو هو عبارة عن مناورة من أجل عدم تقديم أي خدمة للحكومة التركية مع قرب الانتخابات التي تستعد لها الحكومة ونجح فيها إلى حد كبير من خلال إفشاله الاجتماع الرباعي المزمع عقده في موسكو".
وأشار القربي في حديثه إلى أن النظام نجح في حد كبير في عدم عقد هذا الاجتماع من خلال عرقلته مسار المفاوضات كما فعلها في كل المسارات السياسية السابقة.

ونوه القربي إلى الدور الإيراني قائلاً: "أعتقد أن وجود الجانب الإيراني مرتبط في نفوذه في سورية سياسياً خصوصاً بمسار أستانا، النظام الإيراني لا يريد أن يكون هناك أي مسار آخر مرتبط في الحل في سورية خارج دائرة نفوذه أي تحت أنظاره وبالتالي طهران  لا تريد أي مسار سياسي في سورية بدونها".

وختم القربي بقوله: "هذه قضية سياسية لا أكثر نعود لقضية الأهداف الأساسية  لتركيا لديها أولويتان هما إعادة اللاجئين ومحاربة حزب "بي واي دي"، وفي نفس الوقت النظام غير قادر على تنفيذ أي بند ولا يريد تقديم شيء إذًا مسار التطبيع محكوم بالفشل بحكم نتائجه، ولو نظرنا لمساعي التطبيع العربي ماذا حقق؟ لا شيء النظام يريد تطبيعاً مقابل وعود لن ينفذ منها شيئاً".

تتصاعد وتيرة الأحداث يوماً بعد يوم، ومع نهاية عام 2022 الذي اختتم في موسكو على طاولة خيبت آمال السوريين، جمعت رؤساء الوزراء ورؤساء الاستخبارات الثلاثة الروسي والتركي ونظيرهما الآخر وزير الدفاع في حكومة الأسد، ويعتبر هذا اللقاء الأول منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 التي تسببت بتوتر كبير في العلاقات بين أنقرة ودمشق، وأصبح محوراً مثيراً للجدل في الأوساط السياسية والميدانية.

تركيا الدولة الأكثر استضافةً للاجئين السوريين الذين بلغ عددهم 5 ملايين لاجئ سوري على أراضيها وعُرفت بمواقفها الداعمة للثورة السورية والمُطالب الأول بحقوق الشعب السوري على مدى أعوام طوال  لكن الخطابات الأخيرة كانت مغايرة  إلى حد كبير بالنسبة للبعض عندما صرح الرئيس التركي في خطابه الأخير قائلاً: “في السياسة لا يوجد خصومة ولا يوجد أعداء” على إثرها بدأت الأحداث والخطابات الرسمية التركية تتسارع بشكلٍ متزايد.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد