المبادرة العربية" للحل في سورية على طاولة المحادثات "الأردنية - الأممية".. ما مضمونها؟

المبادرة العربية" للحل في سورية على طاولة المحادثات "الأردنية - الأممية".. ما مضمونها؟

أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مباحثات مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، تناولت آخِر مستجدات العملية السياسية، وكذلك المبادرة العربية للحل.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان: إن الصفدي استقبل يوم أمس الثلاثاء بيدرسون، "في إطار الجهود الأردنية المستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية استناداً إلى المبادرة الأردنية التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع النظام السوري في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية".

وبحسب البيان فإن الصفدي أكد خلال اللقاء على "التنسيق الكامل مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بالمبادرة الأردنية المستهدفة حل الأزمة السورية، وإطلاع الأمم المتحدة على تفاصيلها".

كما أكد الصفدي خلال اللقاء على دعم الأردن جهود المبعوث الأممي للتوصل لحلٍّ سياسيٍّ في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، و"وفقاً لمبدأ خطوة مقابل خطوة".

كذلك التقى الصفدي يوم أمس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، وبحث معه الأوضاع في سورية، و"التحديات التي تواجهها المملكة في استضافة اللاجئين، وضرورة تحمل المجتمع الدولي لالتزاماته تجاههم"، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية الأردنية.

المبادرة العربية تعود إلى الواجهة

قال وزير الخارجية الأردني في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع بيدرسون: إن المبادرة التي طرحتها بلاده "تستهدف إطلاق دور عربي مباشر ينخرط مع النظام السوري في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة في سورية ومعالجة تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية".

وجدد الصفدي التأكيد على أن الأردن يجري محادثات مع دول عربية حول تفاصيل المبادرة وموعد إطلاقها وآليات عملها، مشيراً إلى أنها "تهدف للتحرك باتجاه حل للأزمة السورية وفق منهجية خطوة مقابل خطوة".

وأضاف: "البحث عن حل سياسي يستوجب جهوداً منا جميعاً، ونحن كعرب أولى أن نكون مَن يتصدر طاولة الحوار لحل هذه الأزمة، لأن سورية دولة عربية والشعب السوري الشقيق شعب عربي وتبعات هذه الأزمة تؤثر علينا أكثر مما تؤثر على غيرنا".

مضمون المبادرة

أعلن الأردن عن هذه المبادرة للمرة الأولى في أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، حين كشف وزير الخارجية الأردني أن بلاده تحشد الدعم الإقليمي والدولي، من أجل مبادرة لإيجاد حل في سورية، بقيادة دول عربية.

وحينها قال الصفدي في حديث لصحيفة ”ذا ناشيونال”: إن الأردن يدعو إلى ”دور عربي جماعي لإنهاء تلك الأزمة بالتنسيق مع أصدقائنا وشركائنا”.

وأضاف: ”على العرب اتباع نهج تدريجي وقيادة حل الصراع السوري، وأن نتولى دورنا في الجهود المبذولة لإنهاء الكارثة السورية”.

وعن هذه المبادرة، أوضح الصفدي أنها ستكون بقيادة عربية وستشمل السعودية ودولاً أخرى، وستستند إلى قرارَي الأمم المتحدة 2254 و2642، اللذين يضعان خارطة طريق لتسوية تفاوُضية بالإضافة إلى تصاريح مراقبة وتسليم المساعدات الإنسانية إلى سورية.

ولدى سؤاله عن تأثير العقوبات الأمريكية وآراء واشنطن بشأن عملية سياسية في سورية يقودها العرب، بدا الصفدي متفائلاً بحذر بإمكانية التغلب على مثل هذه العقبات.

وأجاب: ”أستطيع أن أقول بأمان إن الجميع يريد أن يرى نهاية لهذه الأزمة، والجميع منفتح على أي آلية يمكنها إنهاء هذه الأزمة”.

أسباب المبادرة وفرص نجاحها

رأى مركز "جسور" للدراسات في قراءة تحليلية نشرها في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن هناك عدة عوامل رئيسية تدفع الأردن لطرح مبادرة الحل الجديدة في سورية، كإعادة ترتيب روسيا لأولويات السياسة الخارجية نتيجة الصراع في أوكرانيا، وتوجُّه تركيا الجديد إزاء العلاقة مع النظام السوري، إضافة إلى المظاهرات التي اندلعت في إيران وتجعلها أكثر انشغالاً بواقعها الداخلي

ومن بين تلك العوامل قضية غاز شرق المتوسط، والانتهاء من أي عقبات أو عراقيل لاكتشاف الغاز من قِبل إسرائيل، وقضية العمق العربي، وقضية المخدرات والأسلحة التي تدخل إلى الأردن عن طريق سورية، وفقاً للمركز.

ويرى المركز أن مبادرة الأردن “تبدو كمحاولة للحفاظ على الحضور كفاعل إقليمي ودولي من خلال عدم استعداء النظام وإبقائه قريباً منه للتأثير على سياساته الأمنية، استعداداً لأي تدخُّل أو تأثير في المستقبل وَفْق ما تفرضه الظروف”.

وعن فرص نجاح هذه المبادرة، يعتقد المركز أنه “من غير المتوقَّع أن يحصل أي اختراق نوعي في المبادرة الجديدة باستثناء إظهار قدرة واستعداد الأردن مجدداً لأداء دور الوسيط في النزاع السوري”.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد