اللواء عباس إبراهيم يكشف تفاصيل مفاوضات رعاها بين مسؤولين أمريكيين وبشار الأسد

اللواء عباس إبراهيم يكشف تفاصيل مفاوضات رعاها بين مسؤولين أمريكيين وبشار الأسد

كشف مدير الأمن العامّ اللبناني السابق اللواء عباس إبراهيم، تفاصيل مفاوضات رعاها بين مسؤولين أمريكيين في إدارة ترامب، والنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

وأكد إبراهيم أنه ساهم في ترتيب وتنسيق زيارات لمسؤولين أمنيين غربيين كبار إلى دمشق، كما رتب زيارات مسؤولين في النظام السوري إلى أوروبا.

ومن ضِمن تلك الزيارات، زيارة مديري الاستخبارات الفرنسية والإيطالية إلى دمشق قبل أكثر من عامين، ومساعدة اللواء علي مملوك بزيارة إيطاليا ولقاء وزير الداخلية الإيطالي في روما.

ورفض عباس في حديث مع مجلة "المجلة" السعودية الكشف عن مزيد من الزيارات التي نظّمها إلى دمشق، وتلك التي سهّل فيها خروج مسؤولي النظام السوري نحو الدول الأوروبية.

المفاوضات الأمريكية مع النظام السوري

أوضح إبراهيم أنه في عام 2015 زاره المبعوث الأمريكي مايكل أوبراين في بيروت كمكلف بمتابعة شؤون الأمريكيين المفقودين في العالم من الرئيس السابق باراك أوباما.

بعد ذلك يقول إبراهيم إنه زار الولايات المتحدة وناقش مع مسؤولين في وزارة الخارجية كثيراً من أسماء المفقودين التي ربما تكون في سورية.

وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، وتحديداً في عام 2018 زاره مستشار الأخير، وطلب منه التوسط مع النظام السوري لجلاء الغموض حول قضية الصحافي أوستن تايس.

وأضاف: "لاحقاً زارني المستشار مع روجير كارستنز وهو المكلف الجديد بموضوع متابعة ملف الرهائن في العالم، وفي نهاية اللقاء، طلبا مني زيارة سورية، للتكلم مع النظام السوري مباشرة".

بعد ذلك، يقول إبراهيم إنه أقنع النظام السوري بضرورة استقبال الوفد، وناقش معه العناوين التي سيتم طرحها خلال اللقاء، موضحاً أن النظام اشترط أن يكون الوفد ممثلاً لترامب تحديداً.

وأردف: "ذهبنا إلى سورية في اليوم التالي، كان اللواء علي مملوك يجمع في مكتبه كل الأجهزة الأمنية، وكان الوفد الأمريكي، ومن ثَمّ حصل لقاء يتيم مع بشار الأسد".

3 مواضيع

قال إبراهيم: إنه ناقش مع علي مملوك 3 شروط مقابل الحديث عن تايس وما إذا كان حياً أو ميتاً، زاعماً أن الإدارة الأمريكية وافقت عليها وأن الأجواء كانت إيجابية خلال اللقاء.

وبحسب إبراهيم فإن الشروط تتضمن انسحاب القوات الأمريكية من محافظة الرقة، وليس الانسحاب كاملاً من سورية، ورفع العقوبات عن النظام أو بعضها، وإعادة العلاقات الدبلوماسية مقابل "دليل على الحياة فقط".

وتابع: "بعدها تم توجيه دعوة لي إلى البيت الأبيض، وأرسلوا لي طائرة خاصة إلى بيروت وذهبت إلى البيت الأبيض، وشعرت أن كل الأجواء إيجابية، والتقيت مستشار الأمن القومي مرتين، مرة في البيت الأبيض، ومرة على عشاء عند صديق أمريكي مشترك، ناقشنا التفاصيل إلى أن أصبت بكورونا وأنا في الولايات المتحدة وبقيت في الفندق".

التعهد باغتيال بشار الأسد ينهي المفاوضات

وحول أسباب تعثُّر المفاوضات، قال إبراهيم إن ترامب خرج بتصريح أثناء المحادثات أنه يريد أن يغتال بشار الأسد، ليقوم النظام السوري بإيقاف المفاوضات.

وأوضح بالقول: "اغتيال بشار الأسد، كان هذا التصريح يتناقض كلياً مع الروح الإيجابية الموجودة، تلقيت اتصالاً من سورية من اللواء علي مملوك طالب فيه بتجميد كل الجهد الذي يبذل في هذا الاتجاه".

كما زعم إبراهيم أن بشار الأسد رفض في عهد بايدن استقبال وفد أمريكي لبحث موضوع تايس، مضيفاً أنه في الوقت الحالي لا يوجد أي مفاوضات في عمان ولا في أي مكان في العالم بين النظام والولايات المتحدة، وخصوصاً حول هذا الملف الخاص بتايس.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد