الكاتب التركي ليفينت كمال لـ “نداء بوست": روسيا مُنهَكة وإيران لن تغير شيئاً في مسار التطبيع مع تركيا
صحافي تركي لـ “نداء بوست": روسيا مُنهَكة وإيران لن تغير شيئاً في مسار التطبيع مع تركيا
انعطافات بارزة وعودة الخطاب التركي للتطبيع مع النظام السوري بعد عدة اجتماعات على المستوى الاستخباراتي والوزاري في موسكو 28 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، تعود معها الضغوط الروسية ليدخل الجانب الإيراني لمسار التقارب التركي، اقترب اللقاء المنتظر الذي يحمل دلالات عديدة ومكاسب سياسية حتماً كبيرة للحلفاء (روسيا- إيران- تركيا) هل تتناسب مع حجم المصالح المتفرقة مع إشراك نظام الأسد صاحب القرار رقم صفر في سورية.
بعد المصاب الأليم الذي حلّ على تركيا ووقوع كارثة حقيقية لم تكن في الحسبان في وقت يستعد الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية) لانتخابات مصيرية يجري التحضير لها وسط تحالُف معارض يسعى لانتزاع السلطة من الحزب الحاكم باستغلال الكارثة كورقة ضغط على الحكومة التركية لتحقيق مكاسب في البلاد بذريعة التقصير بحق المواطنين الأتراك المتضررين من الزلزال".
عاودت موسكو الضغط بكل الوسائل الممكنة لتعود إلى الخارطة التي رسمتها سابقاً من أجل الحديث مع رأس النظام السوري بشار الأسد، وتُضفي لمساتها الأخيرة بإشراك إيران في المحادثات الأخيرة مع الجانب التركي، وذلك بعد حديث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول إمكانية عقد اجتماع ثلاثي في وقت قريب جداً.
يقول الصحافي التركي ليفينت كمال لـ"نداء بوست": “حتى لو جرت هذه المفاوضات وتقدمت العملية، فإن موقف تركيا محدد وواضح من سورية وهو تطبيق القرار الأممي 2254 الصادر عن الأمم المتحدة.
وأضاف "كمال" بقوله: "من الضروري أن تتم العملية السياسية من الجانب التركي والدول الأطراف تجاه نظام الأسد وبالتالي من الواضح أن مؤتمر جنيف واتفاقية أستانا لا يمكن أن تمنع الخلافات ويجب التركيز هنا على الحاجة إلى حوار حقيقي لضمان التقدم في هاتين العمليتين وفي إطارَي القرار 2254.
وأشار كمال إلى أنه يجب النظر إلى هذه المفاوضات من هذا المنظور (العودة لتطبيق المسارات السابقة) تحت مظلة الأمم المتحدة.
ونوه كمال بقوله: "لا يوجد اجتماع على مستوى الرؤساء والوزراء بعد وستكون المحادثات في موسكو بمثابة اجتماع للوفود الفنية للبحث عن طريقة حول ما إذا كان يمكن إجراء محادثات على المستوى الوزاري وسيشارك نواب الوزراء في هذه الاجتماعات".
وأشار الصحافي خلال حديثه إلى أن موقف إيران واضح جداً في هذا الصدد. الداعم الأكبر لنظام الأسد عسكرياً منذ سنوات، وستحاول بشتى الوسائل إقناع تركيا وروسيا في هذه الاجتماعات.
ويرى كمال أن من بين الموضوعات الأمنية التركية المتعلقة بسورية، هناك 50 ألف مقاتل شيعي متطرف تدعمهم إيران في سورية. ولا يمكن لإيران تقديم منصة إقناع سليمة لتركيا في الوقت الحالي".
ولفت كمال بقوله: "تتجنب إيران تقليدياً إقامة علاقات دبلوماسية مع منافسيها أو خصومها أو نظرائها في المنطقة الرمادية؛ أي دولة تمتنع عن الاجتماعات وعمليات التفاوض والمفاوضات. لهذا دخلت إيران هذه الآلية".
لكِنْ هنا شيء لا ينبغي إغفاله. وهو ضعف الموقف الروسي، بسبب حرب أوكرانيا، وبالتالي نقلت نفوذها الدبلوماسي إلى إيران وكذلك وجودها العسكري، وركزت نفسها على قضية أوكرانيا بكل قوتها. ولن يؤدي تدخُّل إيران في العملية إلى تغيير.
ورداً على سؤال الشروط التي يضعها النظام السوري والتي ربما ستشكل عقبات أمام أنقرة للقبول بأي نتائج من الاجتماع أجاب كمال قائلاً: "على رأس هذه المطالب التي تحدث عنها بشار الأسد هي الانسحاب غير المشروط للقوات المسلحة التركية من شمال سورية". نعلم أنه منذ عام 2016 في شمال غرب حلب، ومنذ عام 2019 في منطقة الحدود التركية شرق الفرات، عمل نظام الأسد وروسيا جنباً إلى جنب مع منظمة YPG الإرهابية. ومن المعروف أيضًا أن YPG نفذت هجمات على قواعد تركية ومناطق مدنية من مناطق تحت حماية نظام الأسد وروسيا.
وختم كمال بقوله: "إذا كرر نظام الأسد وحلفاؤه مطالبة القوات المسلحة التركية بالانسحاب غير المشروط، فستتوقف المحادثات. هنا وفي النهاية يجب على نظام الأسد وحلفائه الموافقة على عملية الانتقال السياسي كما قال وزير الخارجية جاويش أوغلو، المحدد الوحيد لموقف تركيا من سورية هو اقتراح الحل بالقرار رقم 2254 الصادر عن الأمم المتحدة".