الكاتب التركي علي إمري في ”نداء بوست“: ذات يوم ستبكي أمهات السوريين من الفرح أيضاً

الكاتب التركي علي إمري في ”نداء بوست“: ذات يوم ستبكي أمهات السوريين من الفرح أيضاً

اليوم، ومع مزيد من الألم، والجثث لا زالت تضرب شواطئنا، مبعثرة على الأرض مثل حبات المسبحة، وعلى الرغم من أن اللاجئين المضطهدين سيبقون يتذكرونها إلى الأبد، إلا أن سورية كانت تكافح من أجل خلق نور من نهاية الظلام.. ثورة كانت محاولة للبحث عن باب عظيم للتنوير.

المفصل الذي هزّ محيطه. لقد كانت الثورة السورية عملاً صالحاً فريداً، روحاً كريمة ونقيةً مزينة بالصوت النظيف للناس الذين هم نحل الحسنات.

كانت الثورة السورية صرخة من أجل حياة خالية من الظلم والفقر والقهر الذي يخنق الناس ويهلكهم. كانت رغبة في الابتعاد عن الحُكّام القتلة الاستبداديين والطغاة الذين يمسكون بمقود البلاد.

كانت فعلاً للخروج من عالم الخوف الذي تواطأ معه السادة.

كانت الثورة السورية الصدر الكبير، بستاناً، وجمراً، وناراً. تلك القيامة التي تدير عجلة التاريخ من جديد، رغم أنها اهتزت بالألم والصراخ.

لم تنطفئ شعلة تلك الثورة بعد. وبالتأكيد سيغيّر الله الأيام.

حتى لو لم يكن لدينا دموع، لم ينفد أملنا، ولم يستسلم بيتنا، ووعدنا لم ينتهِ.

نمشي معها إلى الجنة، صحيح أنها تعبت من الاحتراق مع شوق الأغاني العابقة بملايين الأصوات في تلك الأراضي المليئة بالشهداء. أما نحن فلم نتعب.

ستأتي الأيام التي تبكي فيها الأمهات ليس فقط من الحزن والأسى، ولكن أيضاً من الفرح، من دون شكّ.

بقلم: علي إمري - كاتب تركي

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد