العملية العسكرية في سورية تعود إلى الواجهة بعد هجوم أنقرة.. هل تفعلها تركيا؟

العملية العسكرية في سورية تعود إلى الواجهة بعد هجوم أنقرة.. هل تفعلها تركيا؟

أعاد الهجوم الذي استهدف مبنى مديرية الأمن التابع لوزارة الداخلية في أنقرة، الحديث عن العملية العسكرية في سورية إلى الواجهة مجدداً، حيث ناقش العديد من الصحف والمواقع التركية هذا الخيار وإمكانية اللجوء إليه.

وعزز تلك التنبؤاتِ الصحافيةَ ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح العام التشريعي الثاني للدورة الـ28 للبرلمان، "سنأتي فجأة ذات ليلة"، الجملة التي طالما ارتبطت بالحديث عن نية تركيا تنفيذ عملية عسكرية في سورية.

وأكد أردوغان أن إستراتيجية حماية الحدود الجنوبية بأكملها بشريط أمني يصل عمقه إلى 30 كيلومتراً على الأقل، وإبقاء الأنشطة الإرهابية خارج هذا الشريط تحت الرقابة المطلقة ما تزال مستمرة.

وأضاف: "أنشأنا شريطاً أمنياً على حدود تركيا الجنوبية لحفظ أمن بلادنا وسنضرب الإرهابيين في عقر دارهم، والعملية التي جرت صباح اليوم، وتم خلالها تحييد قاتليْنِ اثنين نتيجة لتدخُّل قواتنا الأمنية في الوقت المناسب (إحباط هجوم أنقرة)، تمثل الأنفاس الأخيرة للإرهاب".

العملية العسكرية في الصحافة التركية

ناقشت الصحافة التركية إمكانية تنفيذ أنقرة عملية عسكرية جديدة ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سورية، على غرار العمليات الأربع السابقة.

وقالت صحيفة "حرييت" في مقال للكاتب عبد القادر سيلفي: إن عمق 30 كيلومتراً على الحدود مع سورية لم يَعُدْ كافياً، كما اعتبر أن هجوم أنقرة يقدم إجابة واضحة للمتسائلين عن سبب وجود القوات التركية في الشمال السوري.

وقال سيلفي: "رغم كل الإجراءات المتخذة، فإن الإرهابيين قادرون على العبور من سورية إلى تركيا والوصول إلى قيصري بأسلحتهم، وربما لم يَعُدْ كافياً إقامة خط أمني بعمق 30 كيلومتراً".

وأردف: "يمكن نقل هذا الخط بشكل أعمق، ويمكن إجراء العملية المتوقعة فجأة في إحدى الليالي، لا أعرف ما إذا كانت ستكون عملية واسعة النطاق، ولكن بعد هذا الحادث، ضربت طائرات F16 أوكار الإرهابيين".

من جانبه، نقل موقع "سي إن إن تورك" عن خبراء ومحللين توقعهم بقيام القوات التركية بعملية عسكرية برية في تل رفعت ومنبج وعين العرب.

الأهداف جاهزة

أكدت الكاتبة هاندي فيرات في مقال نشرته في صحيفة "حرييت" أن الجيش التركي حدد منذ فترة طويلة جميع الأهداف التي سيتم ضربها في سورية والعراق، مشيرة إلى أن جبال قنديل تأتي في مقدمة تلك الأهداف.

فيرات استدركت بالقول: إن الأمر لا يقتصر على سنجار فقط، وإنما تركيا تستعد لعملية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين تجمعوا في المناطق العازلة شمالي سورية، مضيفة: "إذا بدأت هذه العملية فجأة في إحدى الليالي فلا ينبغي لأحد أن يتفاجأ".

جدير بالذكر أن تركيا وقّعت مع الولايات المتحدة وروسيا اتفاقين منفصلين عام 2019 لتأمين حدودها الجنوبية وإبعاد قسد مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود إلا أن ذلك لم يحدث.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد