العلاقات السعودية الإيرانية: أيّ خلاف يفسد للودّ قضية

العلاقات السعودية الإيرانية: أيّ خلاف يفسد للودّ قضية

 

العلاقات السعودية الإيرانية: أيّ خلاف يفسد للودّ قضية

 

نداء بوست- آلاء عوض

أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي انقطعت في عام 2016، وذلك إثر مفاوضات استضافتها الصين. ووفقاً لبيان مشترك نقلته وسائل إعلام رسمية في البلدين، توصلت الدولتان إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والممثليات خلال مدة أقصاها شهران.

وتدهورت العلاقات بين الرياض وطهران بشدة في السنوات الأخيرة، وبلغت ذروتها عام 2016، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران احتجاجاً على إعدام المملكة لرجل دين شيعي معارض يُدعى نمر النمر.

وتأتي هذه المفاوضات والاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في ظلّ التوترات الإقليمية المستمرة في المنطقة، ويأمل الكثيرون أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تحسين الأوضاع وتخفيف التوترات بين الدول الإسلامية الرئيسية في المنطقة.

وتعتبر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران من أكثر العلاقات التي تثير الجدل في الشرق الأوسط، إذ إنها تتأثر بالعديد من العوامل السياسية، والاقتصادية، والدينية، والثقافية.

وتعود العلاقات بين السعودية وإيران إلى عام 1929م عندما قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء سفارة في طهران. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين فترات تحسُّن وتراجُع بسبب العديد من الأسباب.

 

أبرز الملفات الخِلافِيَّة بين السعودية وإيران:

الحرب العراقية الإيرانية: في الفترة من عام 1980 إلى عام 1988، خاضت إيران حربًا مع العراق، وكانت السعودية إحدى دول الخليج العربية التي دعمت العراق في هذه الحربة، مما أدى إلى توتُّر العلاقات بين البلدين.

الثورة السورية: شاركت كل من إيران والسعودية في الحرب الدائرة في سورية، حيث دعمت إيران نظام الأسد بينما تدعم السعودية المعارضة السورية.

الحرب اليمنية: تقود السعودية تحالفًا عسكريًا في اليمن، بينما تدعم إيران الحوثيين المتمردين في اليمن، مما يزيد من التوتر بين البلدين.

الصراعات الدينية: تتصاعد الصراعات الدينية بين السعودية وإيران، حيث يعتبر كل منهما نفسه الدولة الإسلامية الحقيقية، ويتبادلان الاتهامات والانتقادات حول التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.

الاتفاق النووي الإيراني: تعارض السعودية الاتفاق النووي الإيراني، وتتهم إيران بدعم الإرهاب وتهديد أمن المنطقة، مما يؤدي إلى تصعيد الخلافات بين البلدين.

 

أهم المحطات التاريخية بين البلدين

1979 - الثورة الإيرانية

قادة السعودية يتابعون الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي على يد رجال دين شيعة يعتزمون تصدير "ثورتهم الإسلامية".

1980-1988 حرب إيران والعراق

الإيرانيون غاضبون من الدعم السعودي للعراق خلال الحرب العراقية الإيرانية من 1980 إلى 1988، والتي استخدمت فيها بغداد أسلحة كيماوية.

1987-1991 مكة المكرمة

توترت العلاقات بين السعودية وإيران بشدة في يوليو تموز 1987 عندما قُتل 402 حاج بينهم 275 إيرانياً خلال اشتباكات في مكة المكرمة. محتجون في طهران احتلوا السفارة السعودية وأضرموا النار في السفارة الكويتية. تُوفي دبلوماسي سعودي في طهران متأثراً بجروح أُصيب بها عندما سقط من نافذة السفارة وتتهم الرياض طهران بتأخير نقله إلى مستشفى في السعودية. قطع الملك فهد العلاقات مع إيران عام 1988. ولم تُستعَدِ العلاقات إلا عام 1991.

قمة 1997

وليّ العهد الأمير عبد الله يزور إيران لحضور قمة إسلامية في ديسمبر/ كانون الأول، ليصبح أكبر مسؤول سعودي يزور إيران منذ الثورة الإسلامية.

1999 تحسُّن واضح

الملك فهد يهنئ الرئيس محمد خاتمي بفوزه في الانتخابات عام 2001 قائلاً إن ذلك تأييد لسياسته الإصلاحية. كان خاتمي قد عمل من أجل التقارُب مع الرياض بعد فوزه في عام 1997. زار خاتمي المملكة العربية السعودية وهي أول رحلة من نوعها منذ عام 1979. ثم تحسنت العلاقات مع توقيع اتفاق أمني في إبريل 2001.

2003-2012 - تصاعُد التوتُّرات الإقليمية

- الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين في العراق يعزز حكم الموالين لإيران في البلاد ويؤدي إلى تحوُّلها باتجاه إيران.

- أدت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله الذي تدعمه إيران إلى زيادة مخاوف السعودية من أن طهران تنشئ تحالُفات إقليمية جديدة تهدد المصالح السعودية.

- يعمّق البرنامج النووي الإيراني مخاوف السعودية من أن طهران تحت قيادة خليفة خاتمي المتشدد محمود أحمدي نجاد عازمة على الهيمنة على منطقة الخليج.

- وفقاً لبرقية ويكيليكس، أخبر الملك عبد الله دبلوماسييه في عام 2008 أنه يريد من الولايات المتحدة "قطع رأس الأفعى".

2011 - الربيع العربي

- السعودية تنظر إلى الاحتجاجات في البحرين على أنها خط أحمر بسبب مخاوف من سيطرة الأغلبية الشيعية في الجزيرة على السلطة والتحالف مع إيران.

- القوات السعودية تساعد في إخماد الاضطرابات الشيعية البحرينية بناءً على طلب الأسرة المالكة السنية في البحرين.

- السعودية تتهم بعض الشيعة في منطقتها الشرقية بالتعاون مع دولة أجنبية - أي إيران - لزرع الفتنة بعد اشتباكات بين الشرطة والشيعة.

- الولايات المتحدة تقول إنها كشفت مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقالت الرياض إن الأدلة قاطعة وإن طهران ستدفع الثمن. ورفضت إيران التقرير ووصفته بأنه افتراء يهدف إلى دقّ إسفين بين طهران والسعودية.

- انتُخب حسن روحاني رئيساً لإيران في حزيران / يونيو 2013 حيث حوَّل سياسة إيران الخارجية التي كانت تصادمية في اتجاه تصالُحي. وأبرمت إيران اتفاقًا مع القوى الكبرى في 2015 للحدّ من نشاطها النووي. وتحسّنت العلاقات بين إيران ومعظم دول الخليج المجاورة.

- دعا مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية في كانون الأول/ ديسمبر 2015 إلى علاقات حسن الجوار مع إيران على أساس "عدم التدخل في الشؤون الداخلية".

–بدأت عشر دول بقيادة المملكة العربية السعودية العملية العسكرية عاصفة الحزم ضد جماعة الحوثي وقوات الرئيس علي عبد الله صالح 26 آذار/ مارس.

2016:

–إعدام الرياض 47 محكوماً بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، في 2 كانون الثاني/ يناير.

–السعودية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3 كانون الثاني/ يناير إثر اقتحام مقر سفارتها بطهران وقنصليتها بمشهد.

2017:

7 حزيران/ يونيو: الحرس الثوري الإيراني يتهم السعودية بالمسؤولية عن هجومين استهدفا البرلمان وضريح الخميني في طهران، وخلف -بحسب إدارة الطوارئ الإيرانية- مقتل 12 شخصاً وإصابة 39 آخرين. وتوعد بالانتقام من منفذي وداعمي الهجومين.

2018-2022:

هجوم من سبعة صواريخ أُطلقت على المملكة العربية السعودية من قِبل الحوثيين في اليمن في مارس 2018. وتصاعدت هجمات الحوثيين بعد ذلك واستهدفت منشآت نفطية سعودية ومراكز حيوية في الأعوام 2019 حتى 2022.

 

التطورات الأخيرة بين السعودية وإيران:

في عام 2021، تبادلت السعودية وإيران بعض الإشارات الإيجابية، حيث عبّر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن استعداد المملكة للتعاون مع إيران، وأشار إلى أن الكثير من القضايا يمكن حلها عَبْر الحوار والتفاهم.

وفي الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين بعض التحسُّن، حيث تم إجراء محادثات غير رسمية بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين في بغداد، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن فتح الحدود البرية بين البلدين لتسهيل حركة الحُجّاج والزُّوَّار.

 

وكالات

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد