العائدات من مخيم الهول بين عقاب المجتمع وانتقام "قسد
يعاني معظم العوائل العائدة من مخيم الهول وغيره من مخيمات الاحتجاز التابعة لـ "قسد" وبشكل خاص النساء من صعوبات عدة ومضايقات نتيجة عدم تقبلهن من قِبل المجتمع وكثرة الاحتياجات وصعوبة تأمينها.
مراسل "نداء بوست" في الرقة، قال إن نساء عناصر "داعش" اللواتي خرجن من مخيم الهول شرق الحسكة يواجهن صعوبات جمة في التأقلم مع المجتمعات المحيطة بهن نتيجة الممارسات العنصرية ضدهن ورفض مخالطتهن أو التعامل معهن.
الإقامة في مخيم الهول "جريمة" لا غفران لها
أم سلطان سيدة سورية خرجت من مخيم الهول قبل عامين بكفالة أحد شيوخ العشائر في مدينة الرقة، أخبرت "نداء بوست" أنها تشعر بالصدمة من المعاملة القاسية التي تتلقاها من الأهالي، وبخاصة أقاربها الذين رفضوا استقبالها أو تقديم أي دعم لها.
وقالت إنها لم تتمكن من الحصول على عمل لتأمين مصاريف أطفالها الثلاثة بالرغم من امتلاكها لشهادة جامعية تؤهلها للعمل في كافة مؤسسات "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد".
لذلك تقول أم سلطان إنها اضطرت للعمل على بسطة لبيع المناديل والجوارب في أحد شوارع مدينة الرقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أم سلطان تعاني من صعوبات كبيرة في تأمين منزل يأويها وأطفالها، بسبب رفض أغلب العوائل تأجيرها أو طلب أسعار مضاعفة بمجرد معرفة أنها زوجة عنصر سابق في التنظيم.
حرمان من المساعدات
تقول السيدة أم عمر في حديث لـ"نداء بوست" إنها على الرغم من وجود طفلة معاقة لديها، إلا أن أغلب المنظمات العاملة في المدينة ترفض تقديم أي نوع من المساعدة لها أو لطفلتها.
وأكدت أن موظفاً في إحدى المنظمات قام بشطب اسمها من جدول المساعدات التي يتم توزيعها في الحي الذي تقطنه، بعد أن علم أنها زوجة عنصر سابق في تنظيم "داعش"، وذلك بالرغم من حاجتها الماسة لتلك المساعدة.
وترفض "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" الاستماع للشكاوى التي تقدمها، كما ترفض منحها أي مساعدة تعينها وأطفالها.
غياب الوثائق همٌ أكبر
تشير أم عمر إلى أنه من بين الصعوبات التي تعاني منها عوائل العناصر السابقين في "داعش" عدم وجود إثباتات أو وثائق رسمية للأطفال الذين ولدوا في فترة سيطرة التنظيم على مناطق واسعة من سورية، حيث نُقل أغلب تلك العوائل للاحتجاز داخل مخيمات الهول والمالكية التي تشرف عليها "قسد" دون أن تتم معالجة ملف الوثائق.
وقالت أم عمر إنها لم توفر جهداً في سبيل الحصول على وثائق رسمية لأبنائها سواء عن طريق وساطات من وجهاء عشائر مقربين من "قسد" أو عن طريق دفع مبالغ مالية كبيرة لسماسرة يعملون مع "الإدارة الذاتية" ولكن دون جدوى.
يذكر أن مخيم الهول شهد خلال العامين الماضيين خروج عشرات العوائل إلى مدنهم وبلداتهم، بعد كفالات من قِبل وجهاء العشائر وبالتفاهم مع إدارة "قسد" الذاتية، وذلك بالتزامن مع خروج عشرات العوائل العراقية إلى مدنهم وبلداتهم الأصلية أيضاً.