الطفلة السورية "حلا" تلتقي والدها بعد فراق 10 أعوام (صور)
نجحت جهود مشتركة بذلتها منظمات دولية وأردنية وتركية، في لمّ شمل الطفلة السورية حلا بوالدها بعد فراق دام عشر سنوات، بسبب ظروف اللجوء واستقرار كل منهما في دولة من دول الجوار.
والتقى اللاجئ السوري تركي النعيمي البالغ من العمر 49 عاماً طفلته حلا للمرة الأولى منذ 10 أعوام، بعد جهود مشتركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر التركي ونظيره الأردني، ومفوضية شؤون اللاجئين.
وكالة "الأناضول" التركية وصفت لحظة لقاء حلا بوالدها بأنها "لحظات تقشعر لها الأبدان، وتحتبس معها الأنفاس"، مشيرة إلى أن عيون الحاضرين كانت "تنظر بكل ألم وحزن إلى تركي وهو يعانق صغيرته في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية عمان".
تفاصيل قصة الطفلة السورية حلا وفراقها عن والدها
بدأت المعاناة عام 2012 حين قرر الأب مغادرة سورية والتوجه إلى الأردن، تاركاً طفلته التي كانت تبلغ 3 سنوات من العمر عند عمها الذي فارق الحياة فيما بعد.
وعقب وفاة عم حلا، تولت زوجته مسؤولية الاعتناء بالطفلة ورعايتها، واضطرت لاحقاً إلى أخذها والتوجه نحو تركيا هرباً من القصف والغارات.
وخلال كل تلك الفترة استمر تواصل تركي مع طفلته حلا، إلى أن قرر عام 2019 اللجوء إلى منظمة الصليب الأحمر الدولي بحثاً عن حل.
وتقول مسؤولة إعادة الروابط الأسرية في الهلال الأحمر التركي، كبرى ديلفيليه: إن "تفاصيل الحالة تعود لعام 2019، حيث عملنا مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأردني ومفوضية شؤون اللاجئين، لإعادة حلا لحضن والدها".
وأضافت: "الجهات الأردنية والتركية الكل ساعدنا، واليوم بعد 10 أعوام نجمع لم شمل الأب مع ابنته، وتقابلت حلا مع أبيها، لم نفقد الأمل ولكننا بالعمل الجدي وصلنا لرؤية هذه اللحظة".
قصة حلا رمز لآلاف العائلات السورية
قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، سجى عليوة: إن "قصة حلا هي رمز لآلاف العائلات السورية التي تفرقت بفعل الحرب والنزاع المسلح، وتشير إحصاءاتنا إلى وجود نحو 25 ألف حالة لأشخاص مماثلين، فقدوا أو انفصلوا عن عائلاتهم منذ بدء النزاع عام 2011".
وأضافت: "كلجنة دولية للصليب الأحمر، وبالتعاون مع شركائنا في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نعمل على إتمام أكبر عدد من عمليات لمّ الشمل بين الأطفال وعائلاتهم، ولن نتوقف عند حلا، ومستمرون في ذلك".
كما أشارت إلى أنه بعد تواصُل الأب تركي مع منظمة الصليب الأحمر، بدأت المنظمة على الفور التواصل مع الهلال الأحمر التركي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لِلَمّ شمله مع ابنته.