الطبيب معاوية الأحمد لـ"نداء بوست": نسبة "التناذُر الهرسي" قد تصل إلى 2 – 15% من جميع ضحايا الزلزال
بعد الزلزال الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال غرب سوريا تعرض مئات السوريين والأتراك الذي بقوا تحت الركام للإصابة بمتلازمة الهرس.
ومتلازمة الهرس Crush syndrome
وتدعى أيضاً متلازمة الانحلال العضلي الرضي traumatic rhabdomyolysis تدمر الخلايا العضليّة الهيكليّة الموجودة في أطراف الإنسان بفعل قوة خارجية ضاغطة مما يؤدي إلى خروج محتويات الألياف العضلية وانتشارها في الدوران الدموي.
الطبيب السوري معاوية الأحمد وهو اختصاصي بأمراض الكلية في مشفى تابع للجمعية الطبية "السورية-الأمريكية" (SAMS) يؤكد أن تناذُر الهرس هو التظاهر الجهازي الناتج عن الأذية الهرسية.
وقال إن متلازمة "Crush Injury" إصابة ناتجة عن سحق مباشر للعضلات بسبب شيء ثقيل مما يؤدي إلى انحلال العضلات "Rhabdomyolysis" الذي يوصف بأنه تسرب محتويات العضلات إلى الدوران الدموي وأهمها الميوغلوبين myoglobin والبوتاسيوم وكرياتين كيناز creatine kinaz" "... إلخ.
وبحسب الأحمد "تتطور متلازمة الهرس في 30 – 50% من انحلال العضلات الرضي "traumatic rhabdomyolysis" الذي يحدث غالباً بعد الزلازل، مثلما حدث مؤخراً في تركيا وشمال غرب سورية وقصف المباني حيث عُولجت عدة حالات سابقاً بعد قصف طيران الأسد وروسيا لمنازل المدنيين في شمال غرب سورية أو بسبب حوادث السير أو الألغام.. إلخ".
وفي حديثه عن نسبة حدوث متلازمة الهرس قال الأحمد: "بعض الدراسات بينت أن النسبة تصل إلى 2 – 15% من جميع ضحايا الزلزال.
وما يقارب من 50% منهم قد يتطور لديهم لأذية كلوية حادة "Acute Kidney Injury" ، وكثير منهم قد يحتاجون غسيل كلية، هذه النسب تنوعت حسب الدراسات وهذا يتعلق بمدة الوقت تحت الأنقاض وشدة الإصابة والانحلال العضلي.
ولفت في حديثه إلى أن "المريض يأتي بلون بول غامق مثل الكولا، وقد يكون لديه شح بول أو حتى انقطاع بول - نقص في حجم في السوائل قد يصل في بعض الحالات إلى صدمة نقص حجم "Hypovolemic Shock" - مع اضطرابات في الشوارد أهمها ارتفاع البوتاسيوم وهو الاستطباب الرئيسي لإجراء غسيل الكلية في الأيام الأولى للإصابة.
وتابع "فيما يخص تدبير متلازمة الهرس فإن حجر الأساس في ذلك هو البدء أسرع ما يمكن بالإماهة الوريدية بالسيرومات الملحية النظامية "intravenous isotonic saline" بكميات كبيرة حتى قبل وصول المصاب إلى المشفى وإن أمكن الوصول إلى أحد أطراف المصاب وهو ما زال تحت الأنقاض يجب البدء بذلك حتى قبل استخراجه، بعد وصول المريض الى المشفى يتم تقييم وضع المريض من وظائف الكلية، وخمائر الكبد، وغازات الدم إلخ.. وعلى أساسها يتخذ الأطباء القرار المناسب".
وعن خطورة الأذية الكلوية قال: "في الانحلال العضلي الشديد الذي يؤدي إلى أذية كلوية حادة فإنه يُعَد حالة خطيرة مهددة للحياة، وقد يترافق مع نسب وفيات مرتفعة في حال لم يتم التدبير السريع لهذه الحالات".
وأشار في حديثه إلى أن "هناك نسبة من المرضى بدؤوا الاستجابة للعلاج، وأصبح عندهم إدرار بول جيد، وبعض المرضى تحسنت وظيفة الكلية لديهم دون الحاجة إلى إجراء غسيل وبعضهم احتاجوا إلى ذلك. فقط الى جلسة أو جلستَيْ غسيل كلية بعدها تعافت الكلية وعادت إلى وضعها الطبيعي، وهناك بعض المرضى ممن أتم علاجه في المشفى، ومنهم من ما زال يتلقى العلاج وخاصة المرضى الذين يعانون من انقطاع البول أو شحه.
https://nedaa-post.com/?p=65675
وعن الصعوبات والعوائق التي يواجهها القطاع الصحي في شمال غرب سورية أشار الطبيب السوري "إلى ضعف الإمكانيات لدينا وخاصة قلة وحدات غسيل الكلية في العناية مع ورود أعداد كبيرة من المصابين ناهيك عن النقص الكبير في مستلزمات الغسيل خاصة في الأشهر الأخيرة قبل الزلزال.
وأيضاً عن المشاكل التي تحدث في القطاع الطبي أثناء الكوارث أوضح الأحمد أنه أثناء حدوث الكوارث تظهر الثغرات والمشاكل في القطاع الصحي، وفي باقي الدول تأتي الحكومات لتعوض الأشياء التي نقصت، وتعمل على إصلاح نقاط الخلل، أما بالنسبة لنا ، أساساً نحن ليس لدينا نظام صحي مثالي، كما ترون الواقع في الداخل عندنا وكم هو سيئ حتى أن الأمم المتحدة وقفت عاجزة لمدة تزيد عن الأسبوع عن إدخال أية مساعدات لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.